فان كل صورة من صور الاصطفاء لها سبب أو أسباب عدة تشترك كونها معطيات للاصطفاء كما أن هناك أسباب خاصة وعامة للاصطفاء منها:
1- البسطة في العلم والجسم: قال تعالى{قَالَ إِنَّ اللهََ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}[1]، والبسطة: الفضيلة في الجسم والمال، حيث كان طالوت أعلم بني إسرائيل وأعظمهم جسماً [2].
2- الرسالة والكلام الألهي: قال تعالى{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي}[3] أي اخترتك، واتخذتك صفوةً وفضلتك على الناس برسالاتي من غير كلام وبكلامي من غير رسالة.
3- الطهارة: قال تعالى{يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}[4] ذكرت الآية واحدة من المؤهلات التي جعلتها في مصاف المصطفين وهي الطهارة إضافة إلى إنها من سلالة الانبياء وهي أم عيسى عليها السلام وخادمة بيت الله تعالى [5].
4- فعل الخير:{وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ}[6] أي بحسب ما سبق في علمنا لمن المصطفين للنبوة وتحمل أعباء الرسالة الأخيار جمع خير وهو الذي يفعل الأفعال الكثيرة الحسنة كما عن الطبرسي.
5- الطاعة وشكر النعم:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[7] فيفهم من السياق أن الطاعة والاستقامة والشكر لأنعم الله تعالى صارت سبباً للاجتباء.
 
^[1] البقرة /247.
^[2] الطبرسي، مجمع البيان 2/ 117.
^[3] الأعراف / 144.
^[4] آل عمران / 42.
^[5] ظ، الطبرسي، مجمع البيان / 2/235.
^[6] ص/47.
^[7] النحل / 121.