المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
تساؤلات محورية عن التفكيـر الابتـكاري الإبداعـي و العلاقة بين التفكير الابتكـاري وجـودة الخدمـة العامـة أهميـة وأهـداف التفكيـر الابتـكاري الإبداعـي فـي تـطويـر جـودة الخدمـة العامـة مجالات تأثير التفكير الابتكاري الإبداعي ودوره في تطوير جودة الخدمة العامة مشكلات التقييم بالأسعار الجارية (تحديد المشكلة وطرق معالجة المشكلة) مبيد ميلياتوكسين Meliatoxin (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية) مبيد فولكينسين Volkensin (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية) مـشـكلات التـقيـيم بسعـر تكـلفـة عـوامـل الإنـتاج مبيد الاسيتوجينين Acetogenin (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية) تمييز المشتركات وتعيين المبهمات في جملة من الأسماء والكنى والألقاب/ جعفر بن محمد بن مسرور. تمييز المشتركات وتعيين المبهمات في جملة من الأسماء والكنى والألقاب/ بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين. مفهوم الشركة في القانون الخاص مفهوم الشركات في القانون العام مدة العضوية في مجلس إدارة الشركة العامة لمحة تأريخية عن نشأة الشركات العامة ضمن القطاع العام في العراق عزل أعضاء مجلس إدارة الشركة العامة
Untitled Document
أبحث في الأخبار


 قاعدة المنقطع والمعطوف


  

1240       01:46 صباحاً       التاريخ: 2023-08-09              المصدر: السيد مرتضى جمال الدين
يمكن ملاحظة طبيعة الخطاب القرآني بالإلتفات إلى معالجاته للمواضيع، التي يطرحها على الإبتسار في المعالجة والتواجد المتكرر للموضوعات المطروحة على إمتداد صفحاته، فبين الآيات التي تتناول موضوعاً معيناً، هناك العديد من المواضيع المتخللة التي تتمثل في آياتٍ تطول أو تقصر، تطرح مواضيع شتى تخترق حديثه عن ذلك الموضوع ففي كل سورة نلحظ عدة حقول معرفية من قصص وأحكام ومثل وجدل وبرهان، وكل حقل يحتوي على عدة مواضيع، منتشرة على طول القرآن يمكن لها أن تجمع في مكان واحد ليسهل دراستها، ويطبق عليها ما يسمى علم المناسبة بل الأحرى أن نطبقه هنا لأن هذه الآيات تنتمي إلى موضوع واحد على عكس التكلف الواضح حينما يطبق علم المناسبة على سورة كثيرة المواضيع. فهذا التجميع للآيات ذات الموضوع الواحد يسمى المعطوف، وإن قطع الآيات ذات المواضيع المختلفة من السياق المؤلف في القرآن يسمى المنقطع ففي تحكيم هذه القاعدة نستطيع أن نصنف القرآن الكريم على أساس الموضوع القرآني لاسيما وإن أكثر السور المكية نزلت في موضوعات محددة ومتكاملة ومترابطة ومتشابهة من جهة نوع الفاصلة القرآنية.
وعندما نلاحظ في سور القرآن نجد هذه الحقيقة، وهي أن أكثر السور المكية تقف طويلاً على موضوع واحد وتتسق نهايات الآيات بحرف واحد كما في سورة الإخلاص، والجحد، والمسد، والفيل، والقدر،... الخ لذلك تجد موضوعها مترابط ومركز، بينما في السور المدنية نلحظ ظاهرة تعدد المواضيع ما خلا بعض الآيات في بعض السور التي نزلت جملة واحدة. وأوضح ما يكون الترابط الموضوعي في القصص القرآني فيما نجده في سورة يوسف ذات الصياغة المترابطة المتكاملة المفصلة والتي نشهد فيها مقدمة وخاتمة وعرض وحُبكة، وقد ذكرها القرآن كلها كاملة في موضوع واحد، ولكي نصل إلى معطيات تكاملية كما هي معطيات سورة يوسف علينا أن نتبع قاعدة الفصل والوصل القطع والعطف في آن واحد لكي نصنف آيات القرآن ونجمع الآيات ذات الموضوع الواحد، ثم نقوم بعملية ترتيب أجزاء الموضوع الواحد ترتيباً منطقياً وزمانياً ومكانياً سواء أكان الموضوع قصة قرآنية أو غيرها فلو قمنا بعملية تجميع قصة موسى(عليه السلام) وهي أكثر القصص المشار إليها في القرآن في أكثر من مكان سوف نحصل على صورة متكاملة للأحداث، وهكذا قصة إبراهيم وعيسى وغيرهما من الأنبياء.
أما في المواضيع الأخرى فنقوم بعملية جمع موازنة بين عمومات النصوص ومخصصاتها ومطلقات النصوص ومقيداتها... الخ ليسهل على الباحث معرفة الوجه الكامل للموقف القرآني إزاء موضوع محدد.
وهذه القاعدة ذكرها الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) والإمام الباقر(عليه السلام) وكذلك بعض الصحابة كما عرفنا في الفصل الأول، ومما ورد في رسالة الإمام علي(عليه السلام): في المنقطع والمعطوف[1] في التنزيل هو أن الآية من كتاب الله كانت تجيء بشيء ما، ثم تجيء منقطعة المعنى بعد ذلك، وتجيء بمعنى غيره، ثم تعطف بالخطاب على الأول.
مثل قوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[2]. ثم انقطعت وصية لقمان لإبنه فقال:{وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ... إلى قوله إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[3] ثم عطف بالخطاب على وصية لقمان لإبنه فقال:{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهَ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}[4]
وذكر سلام الله عليه ستة أمثلة أخرى ثم قال، وهذا وأشباهه كثيرٌ في القرآن. وهذه قاعدة رائعة قد سبق إليها الإمام علي وهذه أولى خطوات التفسير الموضوعي إذ يقوم المفسرون بجمع الآيات ذات الموضوع الواحد من خلال القرآن كله وكأنما يقطع الآيات الغريبة عن الموضوع ويثبت الآيات الداخلة في صلب الموضوع وهذه العملية وإن كانت من بديهيات التفسير الموضوعي إلا أنه لم يسمها أحدٌ ولم ينظر لها بهذا الوضوح. وقد إستثمر الإمام علي(عليه السلام) هذه القاعدة في بناء موضوع متكامل كـمعايش الخلق وأسبابها في القرآن [5].
وقد ذكر الإمام الباقر(عليه السلام) هذه القاعدة في معرض بيان المصطلحات القرآنية قائلاً: إن لكتاب الله ظاهراً وباطناً ومعانياً وناسخاً ومنسوخاً ومحكماً ومتشابها وسنناً وأمثالاً، وفصلاً ووصلاً وأحرفاً وتصديقاً، فمن زعم أن كتاب الله مبهم فقد هلك وأهلك [6]. فقد ذكر ذلك الوصل والفصل.
وقد نظر لأكثر من ذلك وهو أن تنوع المواضيع لا يختص في الآيات وحدها بل أحياناً تنوع المواضيع يُشخص في الآية الواحدة.
قال الإمام الباقر(عليه السلام): يا جابر إن للآية ظهراً وللظهر ظهراً، ولها بطن وللبطن بطن: يا جابر إن الآية ليكون أولها في شيء، وأوسطها في شيء، وآخرها في شيء، وهي كلام متصل يتصرف على وجوه [7] فأولها في شيء أي في موضوع وأوسطها وآخرها في شيء أي في موضوع آخر لكنها جاءت في سياق واحد في هذا الوجه، ونستطيع أن نفصل هذه الأجزاء ونرصفها مع نظائرها في الموضوع وهكذا، نستطيع التفكيك والتركيب على أساسٍ علمي وهو الموضوع الواحد. هذا من جهة مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)  كذلك نجد هذا المعنى عند الرعيل الأول من حملة القرآن كابن مسعود من خلال تعاطيه مع القرآن إذ يقول ليس من الخطأ أن تقرأ بعض القرآن في بعض، وإنما الخطأ أن تقرأ ما ليس فيه [8]. وهو القائل من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين [9]، وبعد أن نظر لذلك أخذ يلاحق الموضوعات القرآنية وفق نظريته وهي جواز قراءة القرآن بعضه في بعض كما قال: الشفاء شفاءان إن العسل فيه شفاء من كل داء والقرآن شفاء لما في الصدور حيث استقرأ مفردة الشفاء فوجدها في القرآن والعسل، قال تعالى:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[10] وقال:{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}[11]. وقد عُرف عن أُبي بن كعب ذلك وذكرناه في الفصل الأول تحت عنوان الجمع الموضوعي فراجع.
 
[1] الشريف الرضي، رسالة الآيات الناسخة والمنسوخة، ص101، مؤسسة البلاغ ط1 لبنان.
[2] لقمان /13.
[3] لقمان /14-15.
[4] لقمان /16.
[5] الشريف الرضي، الآيات الناسخة والمنسوخة في القرآن ص128.
[6] البرقي، المحاسن 1/270، باب /36. وسائل الشيعة 27/191 باب /13.
[7] البحراني، تفسير البرهان 1/20.
[8] الصنعاني، المصنف 3/364.
[9] السيوطي، الدر المنثور 4/127.
[10] الإسراء /82.
[11] النمل /69.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)