المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


الماسك بزمام من ارتقي ومن هوى


  

824       05:35 مساءً       التاريخ: 2023-06-01              المصدر: الشيخ عبد الله الجوادي الآملي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-22 1023
التاريخ: 2023-06-21 969
التاريخ: 2023-07-25 1695
التاريخ: 24-8-2022 1196
التاريخ: 2023-06-10 739
الماسك بزمام من ارتقي ومن هوى
كل موجود في نظام الوجود له قبلة يتجه إليها ويسعى في طريق الوصول إليها، وفي الأمور العبادية ترى البعض يتجه إلى المشرق والبعض إلى المغرب، والبعض إلى الكعبة التي تختلف الاتجاهات نحوها تبعا لاختلاف مواضع الساكنين على الأرض.
والأخذ بالأمام والمحرك لجميع السالكين في مختلف الطرق والمتجهين إلى أي قبلة هو الله سبحانه: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة: 148] فانتخاب جهة الحركة واختيار القبلة بيد السائرين، ولكن بعد الاختبار فإن هناك من يوصلهم، وهو الذي يلتقي به الجميع في نهاية المطاف وهو الله سبحانه، حيث سيلتقي البعض بمحبته ورأفته، والبعض بقهره وغضبه. وصحيح أن طريق الخير في الدنيا مفتوح في وجه الجميع  والكل مدعوون إلى المسارعة والاستباق إليه، ولكن البعض لا يقبل هذه الدعوة فيؤول أمره إلى التيه والضلال: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148] والله يجمع الكل في مي يوم الحشر الأكبر، لأنه عالم بكل شيء وقادر على كل شيء ... إذن فالمحرك لكل متحرك هو الله، فإذا اختار المتحرك طريق الخير أخذ الله بيده في ذلك الطريق، ورفعه إلى الدرجات السامية: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11] ، وإذا سلك طريق السقوط نحو الدركات، وابتعد عن طريق الله سبحانه والنبي الأكرم  (صلى الله عليه واله وسلم)  فههنا أيضا يحركه ويوليه الله سبحانه في هذا الطريق حتى يوصله إلى مقصده الذي هو جهنم: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [النساء: 115].
من الواضح أن الإنسان مختار في الحدوث والبقاء، ولكن حد اختياره يمتد إلى انتخاب الطريق والعمل، والله سبحانه يجعل عمله يؤتي أكله وينتج ثمرة: فعبادة العبد السالك تثمر: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة: 25] ،  والكفر والنفاق والعصيان والفساد ينتج: {نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: 29] ، فهو الذي يوصل المؤمن إلى الجنة والكافر والمنافق يوصله إلى جهنم. وعلى هذا الأساس فإن الفعل الاختياري ينسبه الله إلى الإنسان في كلا الموردين ويقول اننا نمد الناس في جميع الأحوال: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 20]. فالله سبحانه يجعل وسائل ال وأدوات الخير والشر والطاعة والمعصية تحت تصرف الجميع كي يتهيأ  ميدان الجهاد الأكبر والوسيلة التي بها يختبر الناس.
وفي هذا المسير يتجه البعض نحو السافل والدركات وهو يحسب . أنه يرتقي في الدرجات ويتجه إلى الأعلى. وأن هؤلاء كالشجرة (أصلها) وجذرها مغمور في الطين والتراب و(فرغها) وأغصانها وأوراقها فقط متجهة إلى الأعلى، فكل همهم وفكرهم متجه نحو التراب، وحيث إنهم في الدنيا كالشجرة رؤوسهم غاطس في التراب فهم كذلك في الآخرة يحشرون ورؤوسهم نحو الأسفل: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ } [السجدة: 12].
4. سورة السجدة، الآية 12. ان حشر المجرمين بحالة تنكيس الرأس يوم القيمة مما اشير إليه في الروايات أيضا ليس فقط بمعنى طأطأة الرأس خجلا، بل هي نتيجة لتفكيرهم الأرضي فيحشرون على هيئة منكوسي الرأس، وهذا انعكاس وظهور لتلك الأفكار والسلوك الذي كان لديهم في الدنيا والذي كان باتجاه التنزل والتسافل لا باتجاه التعالي والتسامي.
وبناء على أساس أن كل متحرك فهو إنما يختار الطريق فحسب، وأن محركه هو الله سبحانه، فإن مصداق "اهدنا" في الآية مورد البحث يكون (حَرّكنا) كما أن (نورنا) و(أنعم علينا) أيضأ من جملة مصاديقها، وتوضيح ذلك أن "اهدنا" وإن كانت قد استعملت في معناها المتبادر (أي الهداية) لكن مصداق هذه الهداية هو التنوير والإنعام والجذب والتحريك الخاص الذي يجتاز الإنسان فيه الدرجات واحدة بعد أخرى حتى يبلغ الهدف المقصود وهو لقاء محبة وجمال رب العالمين.
كذلك يقول القرآن الكريم حول الهداية والضلالة بأن كلتيهما بيد من الله سبحانه، ولكن الله سبحانه لا يضل أحدة سوى الفاسقين: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ } [البقرة: 26]. والهداية الإلهية هي إعطاء التوفيق والعون للعبد السالك وإيصاله إلى الهدف، والإضلال يعني سلب التوفيق وإيكال الشخص إلى نفسه، فليس الإضلال أمرا وجوديا. لكن هذا الترك والإهمال والتيه ينتخبه الإنسان في البداية بسوء اختياره، وأما سقوطه نحو الدركات فيتم بيد الله، والإضلال بهذا المعنى مختص بالفاسقين والمنحرفين عن الصراط المستقيم.
 


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
روايات عن ميثم التمار رضوان الله عليه (ح 2)
احمد الخرسان
أحزانٌ سرمديّةٌ
د. فاضل حسن شريف
روايات عن ميثم التمار رضوان الله عليه (ح 1)
نجم الحجامي
الإعلام الأموي في محاربة الإمام الحسين (ع) وأهل بيته - (1)
د. فاضل حسن شريف
كلمات مختارة من القرآن الكريم (أرائك)
محمدعلي حسن
التَّحذيرُ مِنَ الوَسوَسَةِ فِي الوُضوءِ وَالصَّلاةِ
زيد علي كريم الكفلي
مشكلات اجتماعية....ظاهرة التمني والمقارنة بالآخرين
طه رسول
المعدن الخجول ذو الخصائص المُذهلة
حسن الهاشمي
الصافي يدعو للاستفادة من ينبوع العتبة العباسية الصافي
حسن الهاشمي
الصافي يدعو للاستفادة من ينبوع العتبة العباسية الصافي
زيد علي كريم الكفلي
التَّمْيِيزُ الطَّبَقِيُّ وَمُشْكِلَاتُ الْعَالَمِ...
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك جعل فيه عيسى عليه‌ السلام شمعون...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... سيدتي لكي تبتعدي عن الزنا...
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك نصب فيه موسى عليه‌ السلام وصيه يوشع بن...