المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


تربية الجيل الجديد للحياة الجديدة


  

616       02:31 صباحاً       التاريخ: 2023-05-25              المصدر: الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
مع أن تيه وتحيّر بني إسرائيل في صحراء سيناء لأربعين سنة كان عقابا لهم على تفلتهم من الأمر: {ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 21] وتمردهم عليه حيث قالوا: {وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} [المائدة: 22]، إلا أن العقوبات الإلهية في الوقت الذي تتخذ فيه طابع المجازاة والتأديب، فهي تنطوي على مصالح وملاحظات تربوية أيضاً.. المنطلق فإنه من الممكن لتحير بني إسرائيل لأربعين عاماً أن يستبطن حكمة ما أيضاً ألا انقراض الجيل الغابر؛ ذلك الجيل الذي أشربت في قلوبهم العقائد الوثنية وخصلة عبادة الأصنام: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 93] إلى الحد الذي دفعهم - بعد النجاة من براثن فرعون وانفلاق البحر لهم والخلاص من أمواجه  إلى سؤال موسى (عليه السلام) أن يجعل لهم إلهاً كالذي لعبدة الأوثان: {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138]، ذلك الجيل الذي جردهم الاستكبار والاستضعاف الفرعوني من الغيرة والشهامة حتى جعلهم يواجهون طلب موسى (عليه السلام) القاضي بالدخول بشجاعة إلى القرية  وبعد أن بيّن لهم اثنان أصحاب موسى (عليه السلام) الأوفياء والمؤمنين (يوشع وكاليب) سبيل الغلبة والظفر - يواجهونه بكل وقاحة وقلة أدب بالقول: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة:24] أَي إِنهم جهة أبدوا من مخالفتهم الصريحة الوقحة لطلب موسى (عليه السلام) من خلال كلمتي {لن} و{ أبدا}، ومن جهة أخرى ومن خلال عبارة: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة:24] فقد لجأوا إلى السخرية بموسى (عليه السلام) وبالوعود الإلهية التي بينها لهم.
هذا النشء الذي ألف - من الناحية العقائدية  الشعائر المشؤومة للوثنية وأنس - من الناحية الاجتماعية والكرامة الوطنية - الذل والهوان والذي تلطخت أيدي جماعة منه بدماء أنبياء الله (عليهم السلام)، وخلاصة الأمر هذا النشء الذي تجرد من العقل والقلب السليم وتعذر علاجه كان لابد من فنائه ونشوء جيل جديد يتربى على العقائد الحقة والمكارم الرفيعة كالرجولة والشهامة وذلك لكي يكون لائقاً بأرض مقدسة وبلاد مباركة كفلسطين (1).
على هذا الأساس فقد تشرد بنو إسرائيل في الصحراء لأربعين عاماً حتى انقرض الجيل السابق المستعصي على الهداية وتربى من أبنائهم تدريجياً نشء جديد وثوري تمكنوا من الوقوف على أقدامهم والتأسيس لحكومة إلهية للأنبياء اللاحقين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الكافي، ج 2، ص 307؛ وبحار الأنوار، ج 69، ص 29.


Untitled Document
زيد علي كريم الكفلي
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي ....
علي الحسناوي
امتيازات الشهادة التي يحصل عليها الموظف اثناء الخدمة
طه رسول
كيمياء الشاي: سحر العلوم في كوبك!
منتظر جعفر الموسوي
النمو الاقتصادي وتعزيز البنى التحتية للدول
ياسين فؤاد الشريفي
اليرقات المضيئة، والمعروفة أيضًا باليرقات المتوهجة
علي الحسناوي
الدرجة المالية التي يستحقها حاملو شهادة الدبلوم...
حسن السعدي
مفاعل تشيرنوبل: كارثة غيرت مسار الطاقة النووية
ياسين فؤاد الشريفي
البطريق: الطائر الذي لا يطير ولكنه يسبح ببراعة:
د. فاضل حسن شريف
الشهادة الثالثة و مفردات من القرآن الكريم (أشهد أن) (ح 11)
الشيخ أحمد الساعدي
بك يا علي يعرف المؤمنون
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 13) (فتبسم ضاحكا)
حسن الهاشمي
تطبيق حقيبة المؤمن يأخذك في رحلة إيمانية
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 12) (الصفح الجميل)
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 11) (ثمرات النخيل...