المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار
ضمن مؤتمر الإمام الحسين (عليه السلام) العلمي إشكالية المعرفة في فهم شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) تناقشها دراسة علمية
2024-06-29
ضمن مؤتمر الإمام الحسين (عليه السلام) العلمي دراسة علمية: الهوية الحسينية أسهمت في تحطيم الهويات الطائفية
2024-06-29
ضمن مؤتمر الإمام الحسين (عليه السلام) العلمي دراسة تسلط الضوء على فلسفة التغيير والإصلاح في فكر الإمام الحسين (عليه السلام)
2024-06-29
ضمن مؤتمر الإمام الحسين (عليه السلام) العلمي في ضوء مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) دراسة تناقش الآثار التربوية للمظلومية على الفرد والمجتمع
2024-06-29
انطلاق مؤتمر الإمام الحسين (عليه السلام) ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الثاني
2024-06-29
اختتام مؤتمر الإمام الحسن (عليه السلام) ضمن فعّاليات أسبوع الإمامة الدوليّ الثاني
2024-06-29


ضيق ذرع بني إسرائيل ونزوعهم نحو التنوع


  

640       02:00 صباحاً       التاريخ: 2023-05-25              المصدر: الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
يقول الله سبحانه وتعالى لليهود في القسم الأول من الآية محل البحث: "واذكروا إذ قلتم لموسى: إننا لا نطيق صنفاً واحداً من الطعام (1) فاسأل ربك أن يهيئ لنا من المحاصيل الأرضيّة وما تنبت التربة من البقول، والخيار، والثوم (أو الحنطة)، والعدس، والبصل".
لو كان طلب اليهود هذا أمراً طبيعياً لكان من الممكن أن يلطف الله تعالى بهم ويجيبهم إلى طلبهم كما فعل عند سؤالهم المن والسلوى ومطالبتهم بماء الشرب، إلا أن تعبير: لن نصبر .... كما هو حال تعبير: ولن نؤمن .... يدل على أن طلب بني إسرائيل كان عن عناد ولجاجة لا عن رجاء ومسألة. فكأنهم أرادوا القول لقد أخرجتنا من مـصـر ووعدتنا أن تجعل جميع الإمكانيات تحت تصرفنا لكنك لم تف بوعودك. فــي حين أن موسى (عليه السلام) كان قد وعدهم أن ينقذهم من رق آل فرعون وقــد فعل وتحرروا من هذا الرق فعلاً، ولم يعدهم أن يوفّر لهـم كـلّ مستلزمات الرفاهية بل دعاهم إلى الصبر والاستقامة والاستعانة بالله عز وجل عندما قال لهم: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128] ، فإن أمامكم هدفاً أسمى من ذلك. إذن فلتستعينوا بالله ولتستمدوا منـه العــون. إنكـم قــد تغلبتم على أعتى أعدائكم بالصبر والاستقامة فكيف تقولون: طالمـا لـم نحصل على البصل والعدس وما إلى ذلك فإننا لن نصبر؟! فحينما يكون الهدف هو اقتلاع أصول الظلم والجور مـن المنطقة، فكيف يـكـون منطقكم: لن نصبر على طعام واحد ولم تفتح بعد من البلدان إلا مصر ولا تزال سيرة الفراعنة تهيمن على مدن الشام وفلسطين، وما زال جبابرة كالعمالقة يقطنون الأرض المقدسة التي كتبها الله لكم (وأنتم لستم علـى استعداد لقتالهم وإخراجهم منها)؟
إن بني إسرائيل بقولهم: لن نصبر قد نفوا عـيـن مـا أوصـاهـم بـه موسى (ألا وهو الصبر والاستقامة)، وبـأي أسلوب؟ بأسلوب النفــي المؤكد، أي باستعمال كلمة لنا التي تدل على تعنتهم ولجاجتهم (كما في قولهم: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ} [البقرة: 55] في قضيّة الرؤية) وبخطاب مثل: يــا موسى عوضاً عن "يا رسول الله" أو "يا نبي الله"، وبتعبيـر مـن قبيل: فادع لنا ربكم المقترن بالتحقير والاستهزاء. وكأن رب موسى لم يكن ربهم؛ وهو شبيه بمنطق أهل النار عند احتراقهم في جهنم {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77] يعني: يا مالك النار! فليسلب ربـك حياتنا. لأجـل ذلك سخط الله على بني إسرائيل ولم يجبهم لطلبهم؛ كمـا قـد ووجهـوا بغضبه تعالى في أحداث الرؤية: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء: 153]
ومشابه لطلب بني إسرائيل هذا طلب مشركي الحجــاز مـن نبـي الإسلام (صلى الله عليه واله وسلم) عندما قالوا له: مُر الجبال فلتتباعد عن بعضها لنزرع فـي هـذا المكان. إذ كان يظن هؤلاء أن النبي لابد أن يُظهر كل يوم معجزة وأن يجعل ـ على سبيل المثال ـ من الجبال والوديان أرضاً منبسطة، أو أن يفصل بين الجبال (مع أنهم لن يؤمنوا حتى وإن شاهدوا مثل تلك المعاجز). أجــل فـلـم يُرد بالإيجاب على سؤال اليهود، بل إن موسى (عليه السلام) قد أثار ذات القضية التي يتحسسون منها؛ ألا وهي دخول المدينة الأمر الذي يستلزم المجابهة وإعــلان الحرب مع العمالقة أو غيرهم من الجبابرة والظلمة.
من هذا المنطلق يقول الباري تعالى في القـسـم الثـانـي مـن الآيـة محـط البحث: أتستبدلون بالطعام الحسن الطعام الأدنى؟ فإن كان ولابد فارحلوا عـــن الصحراء واهبطوا المدينة، وهناك ستجدون كل طلباتكم الخسيسة: قــال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم .
أتودون التفريط بالطعام الأرقى أي المن والسلوى مقابل الحصول على البصل والبقل؟ إنكم إذ تصرون بلجاجة على قول: إننـا لـن نـصبر، فإن الله (عزوجل) بدوره لن يدع البركات في أيديكم فإذا كنتم راغبين في الزراعة فادخلوا إحدى المدن واهبطوا من ذرى العزة إلى حضيض الذلة.
تنويه:
1. ينبغي الالتفات هنا إلى أنه في صحراء التيـه والحيــرة لـم يكن ثمة حل إلا تأمين الطعام الطرق غير العادية. ومن أجل ذلك لم يقترح بنو إسرائيل على موسى الذهاب إلى مدينة ذات أرض خصبة كي يحصلوا على الأطعمة المطلوبة بالعمل والزراعة، بل طلبوا منه تأمين متطلباتهم من خلال الدعاء المحض: فادع لنا.
2. مجيء الفعل "يُخرج" مجزوماً هـو إمـا إشعار بجـزمهم العلمي بتأثير دع دعاء النبي موسـى (عليه السلام) أو امارة على يقينهم وتوقعهم القاطع المشوب بالإصرار.
3. إن إسناد الإنبات إلى الأرض التي هي مبدأ قابلي وليست مصدراً فاعلياً لا يستبعد من قوم ما كانوا وليسوا هم في حصن التوحيد الأصيل، بيد أن ما يصحح هذا الإسناد هو إسناد الإخراج إلى الرب الذي هو المنبت والزارع الحقيقي: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: 64]
4. لو كان المقترح منتفعاً من التوحيد الخالص لكــان النزوع التنوع بالنسبة له هو من سنخ الميل نحو التكثر في أسماء الله الحسني التي تعد كلها مجالي للواحد الحقيقي، وإذا كان محروماً من هذه النعمة العظيمة فهم يسعى وراء التلون الذي يقترن تارة بلبس ثوب الضلالة وحيناً بارتداء - قلعة الهداية. فإن استبدال الأدنى بالأعلى غير مستبعد من قوم هم محكومون تارةً بمنطق: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ } [البقرة: 59] ومبتلون تارةً أخرى بقضية: {وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [البقرة: 108]، وذلك لأن طبيعة مثل هذه الأمة هي تبديل الحسـن إلـى قبيح، والمغفرة إلـى عذاب، والتقدير الإلهي إلى تدبير بشري والتغذية الملكوتية إلى تغذية ملكية. وهذا التلوّن المذموم قد سرى من تلك الأمور إلى استبدال الثوم والبصل بالمن والسلوى.
5. لا يمكن استظهار مراتب نفع النعم المطلوبة وتفاضلها مع بعضها من خلال الترتيب المذكورة فيه. هذا وإن ذكرت للثوم والبصل فوائد جمة لم ينفها علم الطب، إلا أن الطعام الذي يجعل رائحة الفم كريهة لا يتناسب مع شأن القادة الربانيين. من هنا فقد نقل عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) أنه كان يجتنب تناول الثمر المذكور ويقول: ((... فإنّي أنـاجـي مـن لا تُناجي)) (2) ؛ أي إن لي مع الملائكة مناجاةً وحديثاً وليس لكم ذلك، لذا لابد أن يكون فمي مصوناً من الرائحة غير الطيبة.
6. يأتي الخير أحياناً في مقابل الشر، نحو: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35]، وأحياناً أخرى في مقابل الدني والحقير وإن لـم يـكـن شـراً. يُستظهر من تقابل عنواني الخير والأدنى أن محور التبديل، وإن لم يكن ممتازاً وكاملاً، إلا أنه كان مصوناً من الشر. بالطبع إنه من الممكن اعتبار الحرمان من الخير بما أنه شر نسبي بحد ذاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ليس المراد من الطعام الواحد هنا (مع أن المن والسلوى كانـا شـيئين اثنين) الوحدة العددية، بل أريد منه الوحدة السنخية وكون الطعام على وتيرة واحدة، أو أن مجموع المن والسلوى كان قد عُد بمنزلة الخبز والإدام فاعتبر لذلك طعاماً واحداً.
2. الجامع لأحكام القرآن، مج1، ج 1، ص 398.


Untitled Document
زيد علي كريم الكفلي
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي ....
علي الحسناوي
امتيازات الشهادة التي يحصل عليها الموظف اثناء الخدمة
طه رسول
كيمياء الشاي: سحر العلوم في كوبك!
منتظر جعفر الموسوي
النمو الاقتصادي وتعزيز البنى التحتية للدول
ياسين فؤاد الشريفي
اليرقات المضيئة، والمعروفة أيضًا باليرقات المتوهجة
علي الحسناوي
الدرجة المالية التي يستحقها حاملو شهادة الدبلوم...
حسن السعدي
مفاعل تشيرنوبل: كارثة غيرت مسار الطاقة النووية
ياسين فؤاد الشريفي
البطريق: الطائر الذي لا يطير ولكنه يسبح ببراعة:
د. فاضل حسن شريف
الشهادة الثالثة و مفردات من القرآن الكريم (أشهد أن) (ح 11)
الشيخ أحمد الساعدي
بك يا علي يعرف المؤمنون
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 13) (فتبسم ضاحكا)
حسن الهاشمي
تطبيق حقيبة المؤمن يأخذك في رحلة إيمانية
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 12) (الصفح الجميل)
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 11) (ثمرات النخيل...