- عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم): "فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء" (1).
إشارة: أ: من حيث كون القرآن الكريم هو كتاب هدى فهو لا يتطرق إلى جزئيات الأمور لأنها لا تأثير لها في الهداية. ومن هنا فهو لم يذكر اليوم الذي حصلت فيه حادثة انشقاق البحر.
ب: روي عن ابن عباس أن يهود المدينة كانوا يصومون يوم عاشوراء فلما هاجر الرسول الأكرم إلى المدينة استفسر من اليهود عن سبب صيامهم فقالوا: إن النبي موسى كان لنعمة النجاة ونحن نصومه أيضاً اتباعاً له فقال الله: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه (2).
وروى بعضهم أن قريشاً كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله له يصومه أيضاً في مكة ولما هاجر إلى المدينة أمر الآخرين بصيامه كذلك فلمّا فُرض صيام شهر رمضان ترك صيام يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه (3). هذا وإن احتمال كون صيام قريش في الجاهليّة هو مستنداً لتوصية علماء اليهود وعملاً بفتواهم هو أمر وارد.
والمهم هنا هو أنه، مع قطع النظر عن وهن سند مثل هذه الأحاديث، فإن يوم عاشوراء في الإسلام هو يوم شهادة الإنسان الكامل، وخليفة الله المطلق، والمظهر التام لاسم الله الأعظم، وارث الأنبياء العظام من أولي العزم وغيرهم، لاسيما موسى كليم الله ، الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (روحي لمضجعه الشريف الفداء) على يد فرعون عصره، ووارث كل الفراعنة، والأكاسرة، والقياصرة، والطغاة اللئام أكثر جراثيم الفساد نحساً، وأشد السباع الضارية جرماً، يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (عليه لعائن الله والملائكة والناس). من هذا المنطلق فهو يوم حزن للإنسانية وحكمه الفقهي هو كراهة صومه.
تنويه: اتخذ الأمويون من يوم عاشوراء، وهو يوم الحادثة الأليمة لمقتل سيّد الشهداء الله ويوم الفاجعة الإلهية والإنسانية، يوماً مباركاً ووضعوا أحاديث جمة في بركته. وإن ما جاء في زيارة عاشوراء من أن: "هذا يوم تبركت به بنو أمية" فيه إشارة إلى جانب من الجرائم الأموية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الدر المنثور، ج 1، ص 167.
2. الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص 366- 367.
3. الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص 366- 367.