- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "كان علي (عليه السلام) إذا هاله شيء فزع الى الصلاة" ثم تلا هذه الآية: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]
- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "يا مسمع! ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده ويركع ركعتين فيدعو الله فيهما؟ أما سمعت الله يقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]
- عن حذيفة قال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة (1).
- عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال: "كانوا [يعني الأنبياء] يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة" (2).
إشارة:
أ: الاستعانة بالصلاة، التي هي عمود الدين ومدعاة لتقرب عباد الله المتقين هي من السنن الإلهيّة الثابتة التي كانت موجودة في الصحف السماوية للأنبياء السالفين، وقد ذكر القرآن الكريم نموذجاً منها: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} [الأعراف: 128].
إن من أبرز مصاديق الاستعانة بالله هو إقامة الصلاة الإلهية.
ب: كان أنبياء الله سبّاقين إلى العمل بهذه السنة؛ كما كان خاتمهم النبي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم) أسوة للآخرين في هذا المضمار وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) كرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، يفزع إلى الصلاة إذا حادثه مهولة.
ج: لقد روي عن الصحابة مثل هذه الاستعانة؛ حيث روى الطبري: أن ابن عباس نعي إليه أخوه قُثم وهو في سفر، فاسترجع ثم تنحى عن الطريق، فأناخ راحلته وصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي، ج 3، ص 480؛ والبرهان في تفسير القرآن، ج1، ص 210.
(2) تفسير العياشي، ج 1، ص 62؛ والبرهان في تفسير القرآن، ج 1، ص210.