يرى القرآن الكريم أن ركائز حكومة المحرومين والمستضعفين تتلخص في أربع فرائض هي الصلاة والزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فيقول: {أذنَ لِلَّذِينَ يُقَتَلُونَ بأَنَّهُمْ ظُلِمُوا... * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ ديرهم بغير حق... * الَّذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ في الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلوةَ وَاتُوا الزَّكَوةَ وَأَمَرُواْ بِالمَعْرُوفِ وَتَهَوا عَن المُنْكَر ولله عَقَبَةُ الأُمور} ]الحج: 39 - 41[.
على هذا الأساس فقد وضعت تلك الفرائض الأربع في صدر لائحة توصيات الله عز وجل لأنبيائه، وتوصيات الأنبياء لأقوامهم؛ أما فيما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن هذا المبحث جلي؛ وذلك لأنّ متابعات الأنبياء العظام وأوامرهم ونواهيهم كانت جميع في الحقيقة من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا حاجة لذكر الآيات كشاهد على ذلك. في باب الصلاة والزكاة يقول القرآن الكريم عن لسان عيسى المسيح: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ} [مريم:31] ، ويقول في النبي إسماعيل: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم:55] ، كما أنه يقول بحق الأنبياء الابراهيميين: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [الأنبياء:73]، وقد أتى في الميثاق الذي أخذه الله جل وعلا من بني إسرائيل: {لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ... لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ...} [المائدة: 12].