المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


المتاع القليل


  

898       01:44 صباحاً       التاريخ: 2023-03-25              المصدر: الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
يعد القرآن الكريم الدنيا كلّها أنّها قليلة وأنّ متاعها متاع قليل؛ وذلك لأنَّ كل ما هو عابر وغير باق فهو قليل، وإن كان كثيراً عند محبي الدنيا، وأن كل شيء دائمي فهو كثير وإن كان في نظر الشغوفين بالدنيا قليلاً.
يقول الله جلت آلاؤه في المنافقين والكفار: {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} [لقمان: 24] ، كما ويخاطب الكافر قائلاً: {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا} [الزمر: 8] ، وعلى الرغم مما جاء بخصوص ممتلكات قارون من أنه: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص: 76] فهو يعدها قليلة بقوله: لقد أهلكنا حتى من هو أكثر من قارون مالاً وثروة: {أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا} [القصص: 78]، ويوجه خطابه إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بخصوص أثرياء الحجاز قائلاً: قل لهؤلاء إننا قد أهلكنا قبلكم من الأثرياء ممن لا تضاهي ثروتكم عُشر ثرواتهم: {وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ} [سبأ: 45]. تأسيساً على هذا فإن امتلاك ما يعادل ما لقارون وأمثاله من الثروة يعتبر كله قليلاً.
خلاصة القول، فإن حقيقة الدنيا هي أنها قليلة بشكل نفسي وبشكل نسبي معاً؛ فمن جهة هي بحد ذاتها بضاعة قليلة، ومن جهة أخرى فهي متاع قليل بالقياس إلى الآخرة وإن ذوي التفكير الدنيوي والذين لا تتخطى دوافعهم تخوم الدنيا فقد اكتفوا بالقليل الضئيل. من هنا فقد نُعت ذكر المنافقين الذي يصدر عن نفاق وليس له من حافز إلا الدنيا بالقلة {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142]، لأن المنافق لا يأتي باسم الله على لسانه من أجل الآخرة إطلاقاً.
تنويه:
أ- كون الدنيا متاعاً قليلاً ليس هو ممّا يختص بأهل الكتاب، وليس المراد من التجارة الكاسدة هو أن الإنسان يبيع إيمانه في مقابل الدنيا بعد أن كان مؤمناً كما هو حال أهل الكتاب، بل إنه لو لم يدخل الإيمان إلى قلبه أساساً، كمشركي الحجاز ، فهو بمنزلة من أعطى ثروة روحه ونفسه مقابل الكفر. من هذا المنطلق يعبر القرآن الكريم عن المشركين المنكرين للتوحيد الربوبي وأصل القيامة والوحي والرسالة بذات التعبير الذي استخدمه مع أهل الكتاب فيقول : {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ * فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 9 - 11] بل إن هذه المسألة تشمل كلّ من قدم هوى نفسه على رضى الله وقايض رضا الله بأغراضه الدنيوية، سواء كان مشركاً أو ملحداً أو كافراً أو مسلماً.
ب- المراد من الدنيا أعلاه هو كل ما يقود الإنسان إلى الغفلة عن ذكر الله تعالى؛ أي الدنيا التي هي دار الغرور والتي لا تكشف إلا عن جمالها وخضرتها لكنها تخفي قبائحها وأمراضها وموتها، أو الإنسان الساذج الغافل الذي لا يلتفت إلى مثل هذه الأمور، وكذا الدنيا التي فيها طلب الجاه والـ "أنا" والـ "نحن"، وإلا فإن الدنيا التي هي بمعنى الأرض والسماء هي من الآيات الإلهية والنظام الأحسن؛ فالدنيا التي ترى قبائحها جنباً إلى جنب مع محاسنها هي مدعاة للعبرة وإن الالتفات إلى مثل هذه الدنيا مفيد.


Untitled Document
زيد علي كريم الكفلي
لَا شَيْءَ يُعْجِبُنِي ....
علي الحسناوي
امتيازات الشهادة التي يحصل عليها الموظف اثناء الخدمة
طه رسول
كيمياء الشاي: سحر العلوم في كوبك!
منتظر جعفر الموسوي
النمو الاقتصادي وتعزيز البنى التحتية للدول
ياسين فؤاد الشريفي
اليرقات المضيئة، والمعروفة أيضًا باليرقات المتوهجة
علي الحسناوي
الدرجة المالية التي يستحقها حاملو شهادة الدبلوم...
حسن السعدي
مفاعل تشيرنوبل: كارثة غيرت مسار الطاقة النووية
ياسين فؤاد الشريفي
البطريق: الطائر الذي لا يطير ولكنه يسبح ببراعة:
د. فاضل حسن شريف
الشهادة الثالثة و مفردات من القرآن الكريم (أشهد أن) (ح 11)
الشيخ أحمد الساعدي
بك يا علي يعرف المؤمنون
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 13) (فتبسم ضاحكا)
حسن الهاشمي
تطبيق حقيبة المؤمن يأخذك في رحلة إيمانية
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 12) (الصفح الجميل)
د. فاضل حسن شريف
عبارات قرآنية مفرحة في العيد (ح 11) (ثمرات النخيل...