المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار
ستوفر فحوصات تشخيصية لم تكن متوفرة سابقا... تعرف على مميزات أجهزة المختبر في مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة
2024-05-18
بالصور: تزامنا مع ذكرى ولادة الإمام الرضا (ع).. لوحات مطرزة تزين الصحن الحسيني الشريف
2024-05-18
بالفيديو: الاكبر في العراق.. العتبة الحسينية تنجز المرحلة الأولى من مدينة الثقلين لإسكان الفقراء في البصرة
2024-05-18
ضمنها مقام التل الزينبي والمضيف.. العتبة الحسينية تعلن عن افتتاحها ثلاثة أجزاء من مشروع صحن العقيلة زينب (ع) خلال الفترة المقبلة
2024-05-18
لضمان توفير افضل الاجواء لراحة المرضى.. شاهد المساحات الخضراء والحدائق ضمن مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة
2024-05-18
بالفيديو: بسعة (250) طفلا.. تعرف على مشروع اكاديمية الثقلين للتوحد واضطرابات النمو التابعة للعتبة الحسينية في البصرة
2024-05-17


كل توفيق فهو محفوف بلطفين إلهيين


  

949       06:17 مساءً       التاريخ: 2023-03-20              المصدر: الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الاملي
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)} [البقرة: 40]
إن ذكر العبد لربه أو لنعمائه يكون محفوفاً بذكرين إلهيين؛ أي إن الله عزّ وجل هو الذي يكون ذاكراً لعبده في البدء فيلطف به، وعندئذ يذكر العبد ربه فيحمده، ويشكره، ومن ثمّ يذكر الله تعالى العبد فيعطيه الثواب المناسب على ذلك. هذا الأصل القائل: بأنّ كلّ ما للبشر من توفيقات فهي محفوفة بلطفين إلهيين، قد ورثه الخلف الصالح كتراث كلامي وتفسيري عن مؤلفات العديد من أعاظم السلف.
في الآية مورد البحث جاء الكلام أولاً عن الإنعام الإلهي، وهو اللطف الابتدائي، ومن ثم انتقل الحديث إلى تذكر الإنسان المتنعم، ثم من بعده تحدث عن الثواب الذي يعطيه الله سبحانه وتعالى للإنسان المتنعم نتيجة لذكره، وهو ما تدل عليه آيات من قبيل: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] وأمثالها؛ كما أن تعليق وفاء الله جل وعلا بعهده على وفاء الإنسان بعهده هو من هذا السنخ أيضاً، وهذا الثواب، وهو ذلك اللطف الإلهي اللاحق المشابه للطفه السابق، يؤدي إلى جعل توفيق الإنسان المتنعم محفوفاً باللطفين المذكورين.
يمكن استنباط الأصل المُشار إليه من آية {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152] وذلك لأنه لو دخل حرف "الفاء" على الفعل الثاني لأصبح معنى الآية: "اذكروني كي أذكركم" فيكون ذكر الله عزّت أسماؤه للبشر متفرعاً عن ذكر البشر له سبحانه؛ كما هو المغروس في الأذهان، إلا أن "الفاء" دخلت على الفعل الأول لا على الفعل الثاني. وبناء عليه يكون معنى الآية هو: "إذن فلتذكروني فإنّني أذكركم"؛ بمعنى أن ذكر البشر لله مسبوق وليس سابقاً، وهو فرع وليس أصلاً، وأن الذي هو الأصل والسابق فهو ذكر الله الأول الذي يُعد الفعل الثاني في الآية المشار إليها }أذكركم{ قرينة عليه، وإذا قيل إن الآية قد صيغت بتقديم وتأخير فعليها، فإنّ ذلك يرجع إلى كون معنى الآية هو: "أذكركم فاذكروني" (1) ، ولما كان الامتثال لأمر الله وذكره عبادة، وأن للعبادة ثواباً، وأن الثواب الإلهي هو أن يشمل الله تعالى عبده بعنايته ويلتفت إليه، إذن يصبح ذكر البشر محفوفاً بذكرين إلهيين.
________________________
(1) تفسير صدر المتأهلين، ج3، ص189.
 


Untitled Document