( خلق ) الخلق : السجية وجمعه أخلاق ، قال تعالى : {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ} [الشعراء : 137] بسكون اللام ( 1) يريد مذهبهم وما جرى عليه أمرهم وعادتهم ، ويقال : {خُلُقُ الْأَوَّلِينَ }  أي اختلافهم وكذبهم ، و {يَخْلُقُ} [آل عمران : 47] ( 2) يقدر ، يقال لمن قدر شيئا وأصلحه قد خلقه فأما الخلق الذي هو إحداث فلله عز وجل وحده ، والخالق : هو المقدر لما يوجده ، الباري : المميز بعضه من بعض بالأشكال المختلفة ، والمصور أي الممثل ( 3 ) ، و {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت : 17] تختلقون كذبا ، و {الْخَلَّاقُ} [الحجر: 86] أي النصيب و {فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ} [التوبة : 69] أي بنصيبهم من ملاذ الدنيا ، و {مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ} [الحج : 5] أي مصورة ومخلوقة تامة غير ناقصة ولا معيوبة ، و {وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} [الحج : 5] بخلاق كالسقط فيتفاوت الناس لذلك في خلقهم ، وصورهم ، وتمامهم ، ونقصانهم.
____________
1 - بالضم .
2 - تكرر ذكرها في القرآن الكريم .
3 - وقد يظن أن الخالق ، والباري ، والمصور ، ألفاظا مترادفة وإن الكل يرجع إلى الخلق والاختراع ، بل كلما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقرا إلى تقديره أولا ، وإيجاده على وفق التقدير ثانيا ، وإلى التصوير بعد الايجاد ثالثا ، فالله تعالى خالق من حيث هو مقدر ، وبارئ من حيث هو مخترع ، وموجد ومصور من حيث إنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب .