قوله – سبحانه -:{ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} .
والكافرون ، كانوا يقرفونه (1) بإنه ساحر (2).
المراد: إن تتبعون إلا رجلاً ، متغيرالعقل ، لان المشركين ، كان من مذهبهم ، عيب النبي - عليه السلام(3) – فكانوا ينسبونه الى أنه ساحر ، ومجنون ، ومسحور، ومتغير العقل. وربما قرفوه بانه شاعر.
وقد جرت عادة الناس بأن يصفوا من يضيفونه (4) الى البله ، والغفلة ، وقلة التحصيل بأنه مسحور. والمسحور: المخدوع (5) ، المعلل. لان ذلك ، احد ما يستعمل فيه.قال أمية بن الصلت(6):
فإن تسالينا فيم نحن فإننا               عصافير من الأنام المسحر
والسحر- في لغة العرب-: الرئة. وقالوا: الكبد(7). فكان المعنى - على هذا -: إن تتبعون إل ارجلاً ذا سحر، خلقه الله بشراً ، كخلقكم(8).
و(المسحور)، جاء بمعنى: الساحر(9) قال الله - تعالى(10) {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا } [الإسراء: 45] اي: ساتراً. ومنه قولهم: فلان مشؤوم على فلان، وميمون. وهم يريدون: شائم له، ويامن. لأنه من: شأمهم، ويمنهم.
وهذا ضعيف، لان من لحقه الشؤم، يسمى: مشؤوماً(11).
_____
 1- يقرفونه: يتهمونه ويرمونه.
2- في (أ): ساخر. بالخاءالمعجمة من فوق.
3-  في (ح): صل الله عيه وآله.
4-  في (ش): يصفونه. بالصاد المهملة بعدها فاء موحدة. وفي (هـ): يضيفونه. بالضاد المعجمة والقاف المثناة.
5- في (ش): المخدع. من دون واو بين الدال والعين.
6-  امية بن أبي الصلت: حياته وشعره: ٣٤٠. وينسب- أيضاً- إلى لبيد بن ربيعة العامري. أنظر ديوانه: ٥٦.
7- أمالي المرتضى:٥٧٨:١.
8- في(ح):مثل خلقكم.
9-  أمال المرتضى:٥٧٨:١.
10- (تعالى) ساقطة من (ح).
 11- المسألة بتمامها في أمالي المرتضى: ٥٧٧:١-٥٧٨ .