مصبا- رددت الشي‌ء ردّا : منعته، فهو مردود وقد يوصف بالمصدر فيقال فهو ردّ. ورددت اليه قوله ورددت اليه جوابه أى رجعت وأرسلت، ومنه رددت عليه الوديعة ورددته الى منزله فارتدّ اليه، وتردّدت الى فلان : رجعت اليه مرّة بعد مرّة. وترادّ القوم البيع : ردّوه. وقول الغزالي- الّا أن يجتمع مترادّان :- مأخوذ من هذا، كأنّ الماء يردّ بعضه بعضا إذا كان راكدا. وارتد الشخص ردّ نفسه الى الكفر، والاسم الردّة.
مقا- ردّ : أصل واحد منقاس، وهو رجع الشي‌ء، تقول رددت‌ الشي‌ء أردّه ردّا، وسمّى المرتدّ لأنّه ردّ نفسه الى كفره. والردّ :
عماد الشي‌ء الّذى يردّه أى يرجعه عن السقوط والضعف. والمردودة المرأة المطلّقة. ويقال شاة مردّ وناقة مردّة : وذلك إذا أضرعت كأنّها لم تكن ذات لبن فردّ عليها. ويقال هذا أمر لا رادّة له، أى لا مرجوع له ولا فائدة فيه. والردّة تقاعس في الذقن، كأنّه ردّ الى ما وراءه.
والردّة : قبح في الوجه مع شي‌ء من جمال ، يقال في وجهها ردّة ، أى إنّ ثمّ ما يردّ الطرف، أى يرجعه عنها التهذيب 14/ 63- قال الليث : الردّ مصدر رددت الشي‌ء. وردود الدراهم : واحدها ردّ، وهو ما زيّف فردّ على ناقده يعد ما أخذ منه.
قال : والردّ ما صار عمادا للشي‌ء يدفعه ويردّه. عن ابن الأعرابى : يقال- للإنسان إذا كان فيه عيب فيه نظرة وردّة وخيلة. وقال الليث : يقال للمرأة إذا اعتراها شي‌ء من جمال وفي وجهها شي‌ء من قباحة هي جميلة، ولكن في وجهها بعض الردّة. وعن النبي ص : قال لسراقة بن مالك- ألا أدلّك على أفضل الصدقة ابنتك مردودة عليك لا كاسب لها غيرك- أراد أنّها مطلّقة من زوجها فأنفق عليها. ورجل مردّ : إذا طالت عزبته فترادّ الماء في ظهره. وبحر مردّ : كثير الماء.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو مطلق المنع على عقبه، وقد سبق في مادّة- درء : أنّ الدفع مطلق الردّ سواء كان على العقب أو على جهة اخرى. والمنع في مقابل الفعل والإيجاد، أى إيجاد ما يتعذّر به الفاعل في العمل. وسبق في مادّة- رجع : انّها عود الى مطلق ما كان عليه‌ من قبل مكانا أو غير مكان.
فتفسير الردّ بالمنع أو الرجع أو الاسترسال أو الدفع : تفسير تقريبي.
ثمّ انّ الردّ امّا أن يكون كلّ من المردود والمردود اليه جسمانيّا أو روحانيّا فيصير على أربعة أقسام :
1- فرددناه إلى امّه. فهما جسمانيّان.
2- لئن رُدِدتُ إلى ربّى، يردّوكم عن دينكم. فالمردود جسماني.
3- اليه يردّ علم الساعة - فهما روحانيّان.
4- وانّهم آتيهم عذاب غير مردود. فالمردود اليه جسماني.
و{مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ...} [المائدة : 54] ، {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى} [محمد : 25]  الافتعال للمطاوعة، فيدل على اختيار الفعل.
ثمّ انّ مفهوم الردّ : هو الدفع الى جهة العقب في الجملة، وإذا أريد الردّ الى العقب تفصيلا : فلازم أن يصرّح به، كما في-. {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلىٰ أَدْبٰارِهِمْ... }
{وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ...} [الأنعام : 71] . { إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران : 149].