المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


الاستعانة بالله الرحمن الرحيم


  

2281       05:39 مساءً       التاريخ: 9-05-2015              المصدر: السيد عبد الله شبر

أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-26 917
التاريخ: 2024-05-18 359
التاريخ: 2023-04-30 966
التاريخ: 14-06-2015 2005
التاريخ: 2023-08-09 1164
قال تعالى : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة : 1] { بِسْمِ اللَّهِ‏ } آية من الفاتحة ، ومن كل سورة عدا براءة ، باجماعنا ، والنصوص المتواترة. والباء للاستعانة ، إشعارا بأن الفعل ، لا يوجد بدونه ، أو المصاحبة ، لأنّ التبرك باسمه تعالى ادخل في الأدب ، من جعله آلة ، وفي الرّد على المشركين بتبركهم باسم آلهتهم . والسورة مقولة على السنة العبّاد ، تعليما لهم ، أو اشعارا بأن التصدير باسمه وحده في كل فعل وتأليف أمر واجب والتعبير بلفظ الغائب للتعظيم ، كقول الخليفة : الأمير يأمرك بكذا ، وكسر الباء ، ولام الأمر ، ولام الاضافة ، داخلا على المظهر. وحق الحروف المفردة الفتح ، لاختصاصها «1» بلزوم الجر ، والامتياز عن لام الابتداء ، وانما كان حقّها ذلك ، لأنه أخ السكون في الخفة ، ومتعلق الظرف فعل لأصالته في العمل وقلّة الإضمار ، مؤخر لأهمّيّة اسمه تعالى ، ويقدّر في كل مقام ، ما يناسبه ، كأتلو ، وأقرأ ، وأحلّ وأرتحل ، وأذبح ، في القراءة والحل والارتحال والذبح.
والاسم من السّمو ، وأصله سمو حذف عجزه وسكن أوّله ، وزيد في ابتدائه ، همزة بشهادة التكبير والتصغير. أو من السمة ، وأصله وسم ، حذفت الواو وعوّض عنها الهمزة ولم يقل باللّه ، لأن التبرك باسمه ، وليعم كل أسمائه ، واللّه ، أصله إله ، حذفت الهمزة ، وعوض عنها ، أداة التعريف ، لكنّه مختص بالمعبود بالحق ، والإله كان لكل معبود ، ثم غلّب في المعبود بالحق ، وهو من إله ، «بالفتح» عبد أو تحير ، أو «الكسر» سكن أو فزع أو ولع ، لأنه معبود تتحير فيه العقول وتطمئن بذكره القلوب ، ويفزع إليه اهل الذنوب. وقيل : أصله لاه ليها ولاها ، احتجب وارتفع ، فأدخلت عليه الأداة. وفي المرتضوي : اللّه معناه المعبود الذي تأله فيه الخلق ، ويوله إليه ، المستور عن ادراك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات.
وهو علم شخص ، للّذات المقدسة ، الجامعة لكل كمال ، وإلا لم تفد كلمة الشهادة التوحيد ، وقيل : اسم لمفهوم واجب الوجود ، بدليل سورة التوحيد ، وتفخّم لامه إذا فتح ما قبلها أو ضم ، وحذف ألفه لحن .
و{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏} صفتان مشبهتان من رحم «بالكسر» بعد نقله إلى المضموم ، كغضبان من غضب ، وعليم من علم.
والرحمة في الأصل : رقّة القلب المفضية للإحسان ، وهي ونحوها بالنسبة إليه تعالى ، من باب : خذ الغايات واترك المبادي ، فالمقصود غاياتها من الأفعال ، لا مبدئها من الانفعال.
والرحمن : أبلغ لاقتضاء زيادة المباني زيادة المعاني ، وهي هنا ، اما باعتبار الكم ، بحسب كثرة أفراد المرحومين وقلّتها ، وعليه حمل ، يا رحمن الدنيا ، لشموله المؤمن والكافر ، ورحيم الآخرة ، للاختصاص بالمؤمن. أو باعتبار الكيف ، وعليه حمل يا رحمن الدنيا والآخرة ، ورحيم الدنيا ، لجسامة نعم الآخرة كلها ، بخلاف نعم الدنيا ، فمعنى الرحمن ، البالغ في الرحمة غايتها ، ولذا اختص به تعالى ، وانما قدم ، ومقتضى الترقي العكس ، لصيرورته بالاختصاص كالواسطة بين العلم والوصف ، فناسب توسيطه بينهما ، أو لأن الملحوظ في مقام التعظيم جلائل النعم ، وغيرها كالتتمة ، فقدم ، واردف بالرحيم ، للتعميم تنبيها على أن جلائلها ودقائقها منه تعالى ، لئلا يأنف عباده من سؤال الحقير من جنابه وللفاصلة.
وخص البسملة بهذه الأسماء ، اعلاما ، بان الحقيق بان يستعان به ، في مجامع الأمور ، هو المعبود الحقيقي ، البالغ في الرحمة غايتها ، المولى للنعم كلها.
وفي النبوي : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات ، تمامها بسم اللّه الرحمن الرحيم ، . وسئل الصادق (عليه السلام) عن السبع المثاني والقرآن العظيم ، هي الفاتحة ، قال : نعم. قيل : بسم اللّه الرّحمن الرّحيم من السبع المثاني ، قال : نعم هي أفضلهن.
وقال علي (عليه السلام) : بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ، آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات ، تمامها بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. وقال الصادق (عليه السلام) :
لا تدع بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وان كان بعده شعر. وسئل الرضا (عليه السلام) عن الاسم ما هو؟ قال : صفة لموصوف ... وعنه (عليه السلام) : معنى قول القائل ، بسم اللّه أي أسم على نفسي بسمة من سمات اللّه عز وجل ، وهي العبادة ، قيل له ما السمة ؟ ، قال : العلامة. وسئل الصادق (عليه السلام) عن أسماء اللّه عزّ وجل ، واشتقاقها ، فقال : اللّه هو مشتق من اله ، واله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمّى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد. ثم قال (عليه السلام) : للّه عزّ وجل تسعة وتسعون اسما ، فلو كان الاسم هو المسمّى ، لكان كل اسم منها هو إله‏ «2» ، ولكن اللّه عزّ وجل ، معنى يدل عليه بهذه الأسماء ، وكلها غيره. وعنه‏ (عليه السلام) اسم اللّه غير اللّه ، وكل شي‏ء وقع عليه اسم شي‏ء ، فهو مخلوق ، ما خلا اللّه.
وسئل الكاظم (عليه السلام) عن معنى اللّه ، قال : استولى على ما دقّ وجلّ.
وعنه (عليه السلام) الرحمن اسم خاص بصفة عامّة ، والرحيم اسم عام بصفة خاصة.
وقال الرضا (عليه السلام) في دعائه ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما. وسئل الصادق (عليه السلام) عن بسم اللّه الرحمن الرحيم ، فقال : الباء بهاء اللّه ، والسين سناء اللّه ، والميم مجد اللّه ، وروى بعضهم ملك اللّه ، واللّه إله كل شي‏ء ، والرحمن بجميع خلقه ، والرحيم بالمؤمنين خاصّة ، وفي آخر ، الرحمن بجميع العالم ، الرحيم بالمؤمنين خاصّة ، وفي تفسير الإمام : اللّه هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كلّ مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه ، وتقطع الأسباب عن جميع ما سواه ، يقول : بسم اللّه ، اي أستعين على اموري كلها باللّه الذي لا تحق العبادة إلا له ، المغيث إذا استغيث ، المجيب إذا دعي.
______________________
(1) الظاهر أنّ قوله : (لاختصاصها) تعليل لقوله : (و كسر الباء آلخ)
 
(2) كذا في الأصل والأصح (إلها) بالفتح كما لا يخفى.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
روايات عن ميثم التمار رضوان الله عليه (ح 2)
احمد الخرسان
أحزانٌ سرمديّةٌ
د. فاضل حسن شريف
روايات عن ميثم التمار رضوان الله عليه (ح 1)
نجم الحجامي
الإعلام الأموي في محاربة الإمام الحسين (ع) وأهل بيته - (1)
د. فاضل حسن شريف
كلمات مختارة من القرآن الكريم (أرائك)
محمدعلي حسن
التَّحذيرُ مِنَ الوَسوَسَةِ فِي الوُضوءِ وَالصَّلاةِ
زيد علي كريم الكفلي
مشكلات اجتماعية....ظاهرة التمني والمقارنة بالآخرين
طه رسول
المعدن الخجول ذو الخصائص المُذهلة
حسن الهاشمي
الصافي يدعو للاستفادة من ينبوع العتبة العباسية الصافي
حسن الهاشمي
الصافي يدعو للاستفادة من ينبوع العتبة العباسية الصافي
زيد علي كريم الكفلي
التَّمْيِيزُ الطَّبَقِيُّ وَمُشْكِلَاتُ الْعَالَمِ...
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك جعل فيه عيسى عليه‌ السلام شمعون...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... سيدتي لكي تبتعدي عن الزنا...
د. فاضل حسن شريف
يوم الغدير كذلك نصب فيه موسى عليه‌ السلام وصيه يوشع بن...