المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


ادب الرسول صلى الله عليه واله


  

1784       11:15 صباحاً       التاريخ: 6-10-2014              المصدر: محمد جواد مغنية

أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2014 1749
التاريخ: 22-04-2015 2000
التاريخ: 24-11-2015 2329
التاريخ: 2023-09-26 768
التاريخ: 22-04-2015 1821
 قال تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الاعراف : 199، 200].
العفو هو الذي يأتي من غير كلفة ومشقة ، والعرف المعروف ، وهو فعل الخير.
[وقد ] أدب اللَّه نبيه محمدا (صلى الله عليه واله) فأحسن تأديبه ، وكان يقول في دعائه : اللهم حسن خلقي وخلقي ، وجنبني منكرات الأخلاق ، وقد استجاب اللَّه دعاءه ، وأتم له مكارم الأخلاق ، ثم أرسله كافة للناس ليتمم لهم مكارم الأخلاق . ومن الآيات التي أدب اللَّه بها رسوله الأكرم ( صلى الله عليه واله) هذه الآية ، وقد تضمنت أسسا ثلاثة في الشريعة والآداب ، وهي :
1 - العفو ، وهو السهل اليسير الذي لا مشقة فيه ولا عسر ، ويكون في الأفعال وفي الأخلاق ، وهو في الأموال ما زاد عن الحاجة ، وقد أمر اللَّه نبيه أن لا يشق على الناس فيما يأمرهم به ، وينهاهم عنه ، وان يأخذ زكاة أموالهم فيما زاد عن حاجاتهم ، وهذا أصل من أصول الشريعة : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] ، وان لا يكلفهم الشاق من الأخلاق ، كأن يلزم أحدهم أن يتنازل لغريمه عن حقه ، ولا يقتص منه لنفسه .
2 - الأمر بالعرف ، وهو الخير المعروف الواضح يدركه الإنسان بفطرته .
3 - وأعرض عن الجاهلين ، وهم الذين لا ترجى هدايتهم بالحجة والدليل ، ولا بالموعظة والإرشاد . . وقد يكون إهمالهم والإعراض عنهم أجدى في هدايتهم .
وقال الشيخ المراغي في تفسير هذه الآية : روي عن جعفر الصادق رضي اللَّه عنه انه قال : ليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق منها .
{ وإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . النبي يغضب ما في ذلك ريب . . ولكنه يغضب للَّه ، حتى غضبه لنفسه هو غضب للَّه . .
وربما غضب على جهالة جاهل من الذين أمرهم اللَّه بالإعراض عنهم ، فتحركه نفسه لمجابهته بكلمة يستحقها ، فقال له مؤدبه الأعظم جل ثناؤه : إن صادف وعرضت لك مثل هذه الحال فلا يذهبن الغضب بحلمك فاصبر واستعذ باللَّه ، فإنه يسمع لك ويستجيب ، ويعلم ما تلاقيه من أهل السفاهة والجهالة ، ويثيبك عليه .
ولا بد من الإشارة إلى ان قوله تعالى : { وإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ } هو مجرد فرض لمكان ان الشرطية ، تماما كقوله : لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ . وبديهة ان فرض المحال ليس بمحال ، وفي المجلد الثاني صفحة 75 فقرة الأنبياء والمعصية بيّنا ان للَّه سبحانه أن ينهى أنبياءه المعصومين عن المعصية ، لأن نهيه من الأعلى إلى من هو دونه ، وليس لأحد غير اللَّه أن يأمرهم أو ينهاهم .
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا } [الاعراف :201] . ما من انسان إلا وتنازعه اندفاعات نفسية ، بعضها عاطفي ، وبعضها عقلي ، وبعضها ديني ، وفي الأغلب ينهزم الدين والعقل أمام العاطفة ، لأنها تنبع من ذات الإنسان ، وتلازمه منذ تكوينه في بطن أمه ، والعقل متأخر عن العاطفة في الوجود ، وهو ينمو بالدرس والتجربة ، أما الدين فنزل لترويض العاطفة وكبح جماحها . فهو أضعف العوامل والانفعالات . . اللهم إلا إذا اقتنع الإنسان به اقتناعه بنفسه وكيانه ، بحيث لا يرى لنفسه وجودا سعيدا إلا بالدين والعمل بأحكامه ، وهذا النوع من المتدينين هم الذين يتغلب دينهم على ميولهم ، وهم المعنيون بقوله تعالى : { إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا } . أي إذا أغراهم الشيطان بمعصية اللَّه ، أو وسوست لهم النفس الأمارة بذلك تذكروا ما أمرهم اللَّه به ، وما نهاهم عنه { فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ } مكائد الشيطان ووسوسة النفس ، فيحجمون عن المعصية ، ويتغلب دينهم على أهوائهم .
{وإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ} [ الاعراف :202] . المراد بالإخوان هنا الشياطين ، والضمير في إخوانهم يعود إلى المشركين الذين تقدم ذكرهم ، والضمير المرفوع في يمدونهم يعود إلى الشياطين ، والضمير المنصوب يعود إلى المشركين ، والمراد بلا يقصرون لا يكف الشياطين عن أمداد المشركين بالإغواء والإفساد ، وملخص المعنى ان الشياطين هم إخوان المشركين لا يكفون عن غوايتهم وتضليلهم .
{ وإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها } . كان المشركون يطلبون من النبي آيات ومعجزات معينة على سبيل التعنّت ، فإذا لم يأتهم بها قالوا له : هلا تأتي بها أنت من نفسك ؟ . ألست نبيا ؟ . { قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي } .
أي قل يا محمد لهؤلاء المتعنتين : أجل ، أنا نبي ، ولكن النبي لا يصنع المعجزات ، ولا يبتدع من عنده الآيات ، ولا يقترحها على اللَّه ، بل ينتظر الوحي ، ويبلغه لعباده .
{ هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وهُدىً ورَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } . هذا إشارة إلى القرآن ، والبصائر هي الحجج والبينات التي يبصر العاقل بها الحق ، ويميزه عن الباطل . .
بعد ان قال النبي (صلى الله عليه واله) للمشركين : انما اتبع ما يوحى إليّ من ربي قال لهم :
وقد أوحى إليّ ربي بهذا القرآن ، وفيه الأدلة الساطعة على نبوتي ، وهو هدى ورحمة لمن يريد أن يؤمن بالحق لوجه الحق ، فإن كنتم من طلابه كما تزعمون فعليكم أن تتركوا الشرك ، وتسلموا ، والا فأنتم طلاب منافع وأرباب غايات .


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)