المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16652 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


اختلاف المصاحف  
  
12930   05:29 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص218-224.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / جمع وتدوين القرآن /

كانت الغاية من إرسال مصاحف إلى الآفاق هي : رعاية جانب وحدة الكلمة ؛ لئلاّ تختلف ، وليجتمع المسلمون على قراءةٍ واحدة ونبْذ ما سواها ، فكان يجب أن تكون هذه المصاحف مستنسخة على نمطٍ واحد ، وأن تكون موحَّدة من جميع الوجوه ، ومن ثمَّ كان يجب على أعضاء المشروع أن يتحقَّقوا من وحدتها ويقابلوا النُسخ مع بعضها في دقّة كاملة .

غير أنَّ الواقعية بدَت بوجه آخر ، وجاءت المصاحف يختلف مع بعضها البعض ، كان المصحف المدَني يختلف عن المصحف المكّي ، والمصحف المكّي يختلف عن الشامي ، وهذا عن البصري والكوفي وهكذا ، الأمر الذي يدلّ بوضوح أنَّ اللجْنة تساهلت في أمر المقابلة أيضاً ، فلم يأخذوا بالدقَّة الكاملة في جانب توحيد المصاحف المرسَلة إلى الآفاق .

وصار هذا الاختلاف في المصاحف من أهمّ أسباب نشوء الاختلاف القرائي فيما بعد ، وفتح باب جديد لاختلاف القراءات في حياة المسلمين .

كان قارئ كلِّ مِصر ومُقريها يلتزم طبعاً بقراءة ما في مصحفهم من نصٍّ ، وكان عليه أيضاً أن يختار نوع الحرف والشكل حسب ما يبدو له من ظاهر  الكلمة المثبتة في المصحف بلا نُقَط ولا تشكيل ، ومن ثمَّ كانت السلايق والمذاويق ، وكذلك الأنظار والأفهام تختلف في هذا الاختيار .

أمّا الرواية والسماع عن الشيخ ، فهي لا تنضبط تماماً وفي جميع الوجوه إذا لم تكن مثبتة في سجلٍّ ، أو في نصِّ المصحف ذاته ، فلابدَّ أن يقع فيها خلط أو اشتباه من جانب النقل أو السماع ، ولاسيَّما إذا طالت الفترة بين الشيخ الأوَّل والقارئ الأخير .

ومن ثمَّ ظهرت : قراءة مكَّة ، وقراءة المدينة ، وقراءة البصرة ، وقراءة الكوفة ، وقراءة الشام وهكذا ، الأمر الذي كان كرّاً على ما فرّوا منه .

وزعم الزرقاني أنَّ هذا الاختلاف في النصّ كان عن عمْدٍ منهم وعن قصْد ، لحكمةِ تحمُّل اللفظ كلَّ قراءة ممكنة ، قال : وكتبوها متفاوتة في إثباتٍ وحذفٍ وبدَل وغيرها ؛ لأنَّ عثمان قصد اشتمالها على الأحرف السبعة ، فكانت بعض الكلمات يُقرأ رسمها بأكثر من وجه نحو ( فتبيَّنوا ) و( ننشزها ) .

أمّا الكلمات التي لا تَحتمل أكثر من قراءة ، فإنَّهم كانوا يرسمونها في بعض المصاحف برسم ، وفي بعض آخر برسم آخَر ، كـ( وصّى ) بالتضعيف ، و( أوصى ) بالهمز ، وكذلك ( تحتها الأنهار ) في مصحف ، و( من تحتها الأنهار ) بزيادة ( من ) في مصحف آخَر ... (1) .

قلت : هذا تعليل عليل ، بعد أن كان الغرض من نَسْخ المصاحف وتوحيدها ، هو رفع الاختلاف في القراءات ، كان أحدهم يقول : قراءتنا خير من قراءتكم .

فلئلاّ يقع مثل هذا الجدل المرير تأسَّس المشروع المصاحفي باتّفاق من آراء الصحابة ، أمّا وبعد أن أَنجزت اللجْنة مهمَّتها ، وإذا بدواعي الاختلاف ـ الاختلاف في القراءة ذاتها ـ موجودة .

أمّا قضيَّة الأحرف السبعة المفسَّرة إلى القراءات السبْع ، فحديث مشتبه ربَّما بلغ تفسيره إلى أربعين معنى (2) ، وأوهَن المعاني هو : تفسيره بالقراءات ، إذ لم يثبت أنَّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قرأ القرآن على سبعة وجوه ، كما أنَّ لاختلاف القرّاء في قراءتهم عِللاً وأسباباً تخصّهم هم ، وقد فصَّلها أبو محمَّد مكّي بن أبي طالب في كتابه ( الكشف عن وجوه القراءات وعِللها وحُججها ) فراجع ، وقد تكلَّمنا عن حديث الأحرف السبعة في فصل خاصّ يأتي إن شاء الله .

هذا ، وأمّا الأستاذ الأبياري فإنَّه يرى أنَّ هذا الاختلاف إنَّما كان بين مصاحف سبقت مصحف عثمان ، وجاء هذا الأخير ليرفع تلكم الاختلافات (3) .

لكنَّها نظرةٌ تخالف النصَّ القائل : بأنَّ الاختلاف كان في نفس مصاحف عثمان (4) .

وعلى أيّة حال ، فإنَّ الاختلاف بين المصاحف المبعوثة إلى الآفاق شيء واقع ويؤسف عليه ، وكانت البذرة التي انبثق منها اختلاف القراءات فيما بعد .

وفيما يلي عرض نموذجي عن اختلاف مصاحف الآفاق ، اعتمدنا فيه على نصّ ابن أبي داود في كتابه ( المصاحف ) (5) .

ملحوظة : مصحفنا اليوم يتوافق أكثريّاً مع مصحف الكوفة ، سوى مواضع نرمز إليها في الجدول التالي بعلامة (*) .

غير أنَّ مصحف البصرة كان أدقَّ من سائر المصاحف.

تدلّنا على ذلك الآية 87 من سورة المؤمنون ، إنَّها في مصحف البصرة : { قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } [المؤمنون: 86، 87] ، وهي في مصحف الكوفة وغيرها : ( سيقولون لله ) .

وكذلك الآية 89 من نفس السورة ، والآية 33 من سورة فاطر ، مثبتة في مصحف البصرة : ( من ذهبٍ ولؤلؤ ) ، وفي غيره : ( ولؤلؤاً ) .

وهكذا الآية 16 من سورة الإنسان في مصحف البصرة : {قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان: 15، 16] ، وفي غيره : ( قواريراً * قواريراً من فضة ) ... إلى غير ذلك .

وإليك جدولاً نموذجيّاً يعيِّن مواضع الاختلاف من مصاحف الآفاق : الشام ، الكوفة ، البصرة ، مكّة ، أهمّ البلاد التي أُرسلت إليها المصاحف ، ومقارنتها مع المصحف الإمام ( مصحف المدينة ) :

جدول نموذجي يعين مواضع الاختلاف من مصاحف الآفاق

السورة

الآية

مصحف المدينة

مصحف الشام

مصحف الكوفة

مصحف البصرة

مصحف مكة

البقرة

116

قالوا اتخذوا الله ولداً

قالوا

وقالوا

وقالوا...

 

"

132

وأوصى بها ابراهيم

واوصى

ووصى

ووصى

 

آل عمران

133

سارعوا الى مغفرة من ربكم

سارعوا

وسارعوا

وسارعوا..

 

"

184

جاؤوا بالبينات وبالزبر

بالزبر

والزبر

...والزبر

 

النساء

66

.....

ما فعلوا إلا قليلا

إلا قليل

... إلا قليلا

 

"

171

....

...

فامنوا بالله ورسوله

فامنوا بالله ورسله

... ورسوله

المائدة

53

يقول الذين آمنوا

يقول

ويقول

ويقول...

 

"

54

من يرتدد

من يرتدد

من يرتد

من يرتد

 

الأنعام

32

....

ولدار الاخرة

وللدار الاخرة

وللدار الاخرة

 

"

63

لئن انجيتنا

......

لئن انجانا

لئن انجيتنا

 

الأعراف

3

قليلا ما يتذكرون

يتذكرون

تذكرون

.. تذكرون

 

"

43

ما كنا لنهتدي

ما كنا

وما كنا

وما كنا...

 

"

75

قال الملأ

قال الملأ

وقال الملأ *

وقال الملأ

 

"

141

وإذ انجاكم

وإذ انجاكم

وإذ انجيناكم

وإذ انجيناكم

 

"

195

ثم كيدوني

ثم كيدوني

ثم كيدون

ثم كيدون

 

 

السورة

الآية

مصحف المدينة

مصحف الشام

مصحف الكوفة

مصحف البصرة

مصحف مكة

الأنفال

67

...

ما كان للنبي

ما كان لنبي

ما كان لنبي

 

التوبة

100

...

...

...

تجري تحتها الأنهار

تجري من تحتها الانهار

التوبة

107

الذين اتخذوا مسجداً ضراراً

اذين

والذين

والذين

 

يونس

22

هو الذي ينشركم

هو الذي ينشركم

هو الذي يسيركم

هو الذي يسيركم

 

الرعد

42

وسيعلم الكافر

...

وسيعلم الكفار

وسيعلم الكفار

 

الإسراء

93

قال سبحان ربي

...

قل سبحان ربي

قل سبحان ربي

 

الكهف

36

لأجدن خيرا منهما

منهما

منها

.. منها

 

"

95

قال ما مكني

مكنني

مكنني *

.. مكنني

 

الانبياء

4

قال ربي يعلم

...

قال ربي يعلم

قال ربي يعلم

 

"

112

....

...

قال رب احكم

قل رب احكم

 

المؤمنون

87

قل من رب... سيقولون لله

سيقولون لله

سيقولون لله

سيقولون لله

 

"

89

قل من بيده... سيقولون لله

سيقولون لله

سيقولون لله

سيقولون لله

 

"

112

قال كم لبثتم

...

قال كم لبثتم

قال كم لبثتم

 

الشعراء

217

فتوكل على العزيز

فتوكل

وتوكل

وتوكل...

 

فاطر

33

من ذهب ولؤلؤاً

...

ولؤلؤاً

...ولؤلؤ

 

 

السورة

الآية

مصحف المدينة

مصحف الشام

مصحف الكوفة

مصحف البصرة

مصحف مكة

يس

35

وما علمته

...

وما علمت*

وما علمته

 

غافر

21

كانوا هم اشد منكم

كانوا هم اشد منكم

منهم

... منهم

 

"

26

وان يظهروا في الارض

وأن

أو أن

أو أن...

 

الشورى

30

بما كسبت ايديكم يا

بما كسبت ايديكم

فبما كسبت ايديكم

فبما كسبت ايديكم

 

الزخرف

68

يا عبادي

يا عبادي

يا عباد

يا عباد

 

"

71

ما تشتهيه الانفس

ما تشتهيه الانفس

ما تشتهي الانفس *

ما تشهي الانفس

 

الأحقاف

15

بوالديه حسناً

....

بوالديه احساناً

بوالديه احسانا

 

محمد (ص)

18

أن تأتيهم بغتة

..

..

ان تأتيهم..

ان تأتهم

الرحمن

12

والحب ذا العصف

والحب ذا العصف

والحب ذو العصف

والحب ذو العصف

 

"

78

تبارك اسم ربك ذو

الجلال

ذو الجلال

ذي الجلال

ذي الجلال

 

الحديد

10

وكل وعد الله الحسنى

وكل..

وكلا..

وكلا....

 

"

24

ان الله الغني الحميد

ان الله الغني

ان الله هو الغني

ان الله هو الغني...

 

الجن

20

قال انما ادعوا ربي

...

قال انما ادعوا ربي

قل انما ادعو ربي

 

الإنسان

16

قواريرا قواريرا من

....

قواريراً.

قوارير من

قوارير من

الشمس

15

فلا يخاف عقباها

فلا يخاف

ولا يخاف..

ولا يخاف...

 

______________________
(1) مناهل العرفان : ج1 ، ص251 .

(2) راجع الإتقان : ج1 ، ص45 .

(3) تاريخ القرآن لإبراهيم الأبياري : ص99 .

(4) راجع المصاحف : ص39 .

(5) المصدر السابق .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .