ظهور وتطور صحافة الأطفال

ظهرت صحافة الأطفال مع ظهور الصحافة وإن كانت في البداية كجزء من اهتمام الصحافة العامة فقد ظهرت صحيفة للأطفال في فرنسا عام 1830 حيث اهتمت la journal de jeunes ما بنشر قصص الخيال العلمي لجوستاف وجون فيرن وقد كانت باهظة التكاليف فارتفع سعرها على المستهلك فحدَّ من عدد قرائها ولكن بعد ازدهارها وزيادة دخلها أصبحت صحيفة جماهيرية لانخفاض تكلفتها.

ويقول د. سامي عزيز في كتابه «صحافة الطفل» إن أول ظهور لصحافة الأطفال كجزء من صحافة الكبار فإن عام 1896 حيث صدر ملحقاً باسم العالم World حيث ركزت على المغامرات من خلال الرسام أوكتولت auctault ورسومه الفكاهية الهزلية وكانت في بداية الصناعة المتكاملة تعتمد هذه الوسائل في التربية ومخاطبة الأطفال.

وفي مطلع القرن العشرين ازدهرت الصحافة عموماً وصحافة الطفل بشكل واسع وتنوعت لتكون حسب الفئة العمرية أو الجنس ذكوراً وإناثاً ويذكر د. سامي عزيز أن الصحافة في أمريكا اهتمت بصحافة الطفل

1. التعليمية وهي تلك التي عملت على أن تكون إجبارية علمية وتصدر بطبقات لمراحل تعليمية مختلفة مثل the junior review .

2. الترفيهية والتي اعتمدت على الرسومات الهزلية من خلال عرض المسلسلات الكوميدية والخيالية وابتدعت شخصيات مميزة ما زالت لها حضورها مثل سوبرمان وطرزان والرجل الوطواط وشخصيات ميكي. وقد انتقلت هذه الشخصيات إلى الصحافة العربية التي قامت بترجمة هذه القصص ونشرها تحت نفس الاسم وهي قصص خيالية تعتمد الخيال العلمي وتوسع مدارك الطفل وقدرته على التخيل واعتمدت على تفسيرات علمية وإن كانت خيالية.

جاءت القفزة الهائلة في صحافة الأطفال في النصف الثاني للقرن العشرين بظهور الصور الملونة والرسومات المبهرة للطفل وظهرت مجلات جديدة تهتم بموضوعات مثل المجلات الدينية للأطفال وكذلك الأدبية وكان هذا الظهور في أوروبا والولايات المتحدة وانتقل إلى بلدان العالم الثالث ومنها الدول العربية.

ونتيجة لهذا التطور أصبحت مجلات ودوريات الأطفال محط اهتمام المؤسسات التجارية فأخذت تركز في إعلاناتها مما زاد دخل هذه الصحف والمجلات وأعطاها دفعاً مالياً كبيراً للتطوير الفني من حيث الإخراج والرسومات وجوده الطبع.

وتكاد لا تخلو دولة في العام وجود صحافة الطفل وإن كانت بشكل متفاوت فالأوسع انتشاراً وأكثر عدداً في أوروبا وأمريكا وأما الأقل حظاً فهي إفريقيا التي تأخرت الصحف عموماً وخصوصاً صحافة الطفل بالظهور فيها.

وقد ظهرت الصحف الرياضية والترفيهية للأطفال وكذلك استوعبت كتاباً من الأطفال بعد أن كان الكبار هم من يكتبون للأطفال وبذلك ازدهرت صناعة صحافة الطفل بشكل واسع لاهتمام الحكومات والدعم المالي الإعلاني الكبير الذي تلقته صحف الأطفال.