أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2016
![]()
التاريخ: 2024-07-15
![]()
التاريخ: 5-3-2017
![]()
التاريخ: 19-8-2019
![]() |
تعطينا الأوتار الكونية رأيا معينًا جديرًا بالاهتمام عن الكون، فعلى سبيل المثال يبدو أنه في مركز كل مجرة يربض وترا كونيًا ملتفًا على نفسه، مثل الثعبان الذي يلتهم ذيلة الأسطورى. ونتساءل هل كان مبتدعو الخرافات القدماء - بالفعل - قد اقتربوا إلى هذا الحد من الحقيقة؟ أيمكن للمرء أن يسير على حبل مشدود كالبهلوان مبدئيا على أية حال) على طول امتداد العنقود المجرى الفائق (الفرس الأعظم - حامل رأس الغول الذي يبلغ بليون سنة ضوئية؟ وبمعنى آخر، هل مازالت الأوتار الكونية تحيط بنا من كل جانب؟
ولسوء الحظ، تخبرنا النظريات المعاصرة أن هذا الأمر - إلى حد ما - يمثل رأياً شاعريًا عن الكون، وأنه ليس من المرجح أن يكون حقيقيًا. ويرجع السبب إلى أمر بسيط أن الأوتار الكونية لا تعيش إلى الأبد، بل إنها تفنى ببطء. وتعيش الأوتار الأضخم أطول، أما أصغرها فإنها سرعان ما تفنى وفقط تظل الأوتار البالغة الضخامة باقية إلى الوقت الحاضر.
والعملية التي تختفى بها الأوتار الكونية، يمكن فهمها بمساعدة تشابه مألوف. إذا جذبت وتراً فى جيتار، فإنه يهتز وتتصاعد موجات منه إلى الهواء، وترتحل هذه الموجات من الوتر إلى أذنك، حيث يمكن إدراكها كصوت، إن الموجات تتكون من جزئيات هواء متحركة، وهذه الحركة للجزيئات تستمد طاقتها من الوتر. ومع استمرار الاهتزازات، فإن الإمداد بالطاقة الأولية، يأخذ في البطء، ثم يتضاءل بتصاعد الموجات الصوتية وفي نهاية الأمر، تستنفد الطاقة، وتتوقف التذبذبات وهذا هو نفس ما حدث للأوتار الكونية. ففي مرحلة الهوة المروعة للكون - التي كانت تتميز بالفوضى وعدم الانتظام - كانت كل الأوتار في حركة عنيفة، وفى حقيقة الأمر كأنما جذبت" كأوتار الجيتار المشدودة وتخبرنا النظرية النسبية العامة لأينشتين، بأنه إذا تم تعجيل (1) شيء في مثل ضخامة الوتر الكوني، سوف تنبعث عنه موجات كما أنه لن يبعث بضوء أيضا، أو أي نوع من الإشعاع الكهرومغناطيسي، ذلك أن الوتر الكوني لا يحمل أى شحنة كهربائية. وما يصدر عنه هو شيء يطلق عليه الموجات التجاذبية. وكما أن الموجات الصوتية تتحرك في نقطة تجعل الهواء يتحرك بدوره، كذلك، فإن الموجات الكهرومغناطيسية تجعل شحنة كهربائية تتحرك، وأيضًا فالموجات التجاذبية المتحركة في اتجاه ما تدفع المادة إلى التحرك. وعما إذا كانت الموجات التجاذبية قد تم اكتشافها وتتبعها بالفعل في المختبر، يظل موضوعًا للمجادلة بين الفيزيائيين التجريبيين، ولكن لأهدافنا في هذا الكتاب، فإننا في حاجة فقط لملاحظة أن الموجات التجاذبية، تمد الأوتار الكونية بوسيلة لكى تشع بتحويل طاقتها إلى موجات. ولكن ثمة اختلاف بين الجيتار والوتر الكونى. ذلك أنه فى الجيتار، تكون الطاقة المتاحة للتحويل إلى صوت هي تلك الطاقة التي تنبعث من التذبذب فقط. وعندما تستنفد، فإن الوتر يتوقف عن التذبذب ويبقى خاملاً. وليست ثمة تقنية للتطبيق الآلى (ما عدا وضع الوتر الكونى فى مركز مفاعل نووى!)، يمكن بواسطتها تحويل طاقة وكتلة الوتر إلى صوت أيضاً.
ومن جهة أخرى، فإن الوتر الكوني مفعم بالطاقة كما هو معروف، وما إن يبدأ في إطلاق الموجات التجاذبية، فإن هذه العملية تستمر على أن يفنى نفسه ويختفي عن الوجود، بسبب ما أطلقه من إشعاعات. وعندما تستنفد طاقته، فلن يتبقى منه شيء. ومن ثم، فمن الممكن استخدام معدلات فقدان الطاقة - التي تنبأت بها النظرية النسبية العامة - لحساب المدة التي تبقى فيها الطاقة مخزونة" في أي وتر كوني.
وفي الحقيقة، لقد كانت هناك فترة عصيبة في ربيع وصيف العام 1986، عندما تبين أن الأوتار الكونية، حياتها قصيرة للغاية، لكى تؤدى دورها في تشكيل المجرات وأنها سوف تطرح الأنشوطات وتظل تشع نفسها حتى تفنى وتختفى من الوجود، قبل فك اقتران المادة والإشعاع العادى. وفيما يبدو أن الحسابات المعاصرة، تظهر أن الأنشوطات بمقدروها أن تشكل بذور المجرات، وأنها سوف تستمر لفترة كافية لتقوم بهذه المهمة، بيد أنها لن تبقى منذ الزمن الموغل في القدم إلى الوقت الحاضر. وبمعنى آخر، فليس ثمة ثعبان ملتهم لذيلة في مركز مجرة الطريق اللبني، على الرغم من أن الأوتار الكونية التي تساهم في تشكيل العناقيد المجرية والعناقيد المجرية الفائقة مازالت رايضة هناك.
وطبقا للرؤية المعاصرة للنظرية، فإن مجرة الطريق اللبني - في الأصل - قد تكاثفت حول وتر كونى بكتلة تبلغ نحو جزء من مائة من كتلة المجرة الحالية، وطولها كان حوالي مائة سنة ضوئية. وبمعنى آخر، فإن البذرة المجرية بلغ ثقلها مثل كتلة مائة مليون نجم - كشمسنا - تقريباً، وبطول يمكن مقارنته بثلاثين من الانفصالات بين النجوم العادية، في المجرة الحالية. وبعد أن جمعت مجرة الطريق اللبنى، كلاً من المادة المضيئة والمادة المظلمة، قامت بإشعاع نفسها وتلاشت عن الوجود، وربما تكون قد اختفت في عصفة من "الدخان"، مكونة أنواع من الجسيمات الغريبة، التي تمت مناقشتها في الفصل الحادى عشر. وتراثها الوحيد مجرة الطريق اللبنى ذاتها .
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم دورتين لتعليم أحكام التلاوة لطلبة العلوم الدينية في النجف
|
|
|