أقرأ أيضاً
التاريخ: 15/12/2022
![]()
التاريخ: 2-10-2021
![]()
التاريخ: 26-8-2020
![]()
التاريخ: 31-8-2021
![]() |
عربيّة الصّحافة هل تساوي سلامة اللغة؟
لقد رأينا المد والجزر في تشجيع لغة الإعلام بصورة عامة؛ نظراً لما قدمته من مناويل جديدة أضفت على العربيّة حياة جديدة، ولكن نتساءل هل ما كانت تقدمه الصحافة للغة يساوي أو يدخل في سلامة اللغة؟ ونقول: إنّ لغة التعامل الإعلامي المعاصر أقرب إلى لغة التخاطب ولغة المجتمع؛ تفصح عن المطلوب بسهولة، فكل ما يتلفظ به ويكتب ما هو إلا تعبير عن الفكر، ومن هنا، هل تخضع تلك اللغة إلى مفهوم والايصال؛ اتصال يرتبط من العلائق تتصل بالتراث والحضارة بمجموعة والنقل الأمين للتّراث والإيصال لتلك العلاقات النحوية والضمائم العاملة على بناء الجمل والفقرات وفق بنيان قواعد اللغة. ومن هنا، يحتل الإعلام أهمّ مظهر حيويّ لترسيخ المعطيات اللغوية السليمة في الأذهان عبر استعمالها، مع انسجام بنيتها المنطقيّة في أفق المحافظة على الخصائص اللغوية، وفي توسيع أنماطها بما تتطلبه الاتصال معطيات التطوير.
إنّ الخطاب الإعلامي متعدّد، وكلّ الخطابات تميل إلى الإيجاز والسهولة مع تلك اللغة العامة المتداولة؛ والتي تظهر في بعض الخطابات من هفوات وزلات لغويّة نتيجة الإنجاز السّريع، ومواكبة الحدث، وإيصاله في لحظته، والتعليق عليه، والسبق الصحافي، فهل لا تكون معادلة موضوعيّة إذا لم تساو اللغة الإعلامية سلامة اللغة؟ ولهذا، هل هناك حدود يمكن أن تقف عندها وسائل الإعلام، أو هل هناك ثوابت عامة للغة الإعلام لا يجب خرقها؟ وإن كان ذلك لا بدّ منها، فما هي حدود الخرق المسموح به؟
تلكم أسئلة لغة الإعلام، ونعلم جميعاً بأنّ اللغة في تطورها تسمح بالملاءمة العلميّة لكنّها لا تلغي القاعدة النحوية المرتبطة بسلامة اللغة؛ لأنّ اللغة ترفض الاستعمال الخاطئ، وأي خطأ في تركيب العبارة يمس الفهم المشترك، ويُسهم في إفساد الدّلالة المشتركة بين النّاس داخل المجموعة التي يوحدها عامل اللغة. ومن هنا لا مراء يأنّ الصحافة أدخلت اللغة في سباق تطوّر متعدّد الأبعاد؛ بما أضافته من تعابير جديدة وهو تجديد ضمني في مجال إغناء الثروة اللفظية والتراكيب الأسلوبية، ولكن هل هذه الثّروة الجديدة لها مكانها الطبيعي في منظومة النّحو التقليدي التي تُسوّغ قبول أمثال هذه الاستعمالات:
ونرى من خلال هذه النماذج نمطاً خاصاً في التّطوّر التاريخي للغة العربية أحدثته لغة الإعلام بالخروج عن العرف والمألوف، وهنا يأتي من يقول: "إنّ وسائل الإعلام قد تهدم ما تقدمه المدرسة من مسعى في تعليم لغة الأجداد" وبذلك صرنا نسمع ونكتب لغة داخل لغة بما ليس من اللغة، وتجد من يجيز ما قيل ويقول: لا حرج في ذلك؛ لأن وسائل الإعلام تحتاج إلى أمثال هذه الخرجات، ولكن دون دليل لغوي. ودليلهم تلك المبادئ التي دعا إليها (كننغ):
وهنا قد نتصادم في نسبيّة هذه المبادئ؛ لأنّ العاميات في العربيّة سوف تدخل بيُسر في جسم الفصحى، ومن خلالها تتبدل اللغة والأساليب لتحقيق أغراض أخرى، وتنشأ لغة لها أسلوب لغة جديدة لا تلتقي مع أساليب اللغة الأصل. ودفاعاً عن العربيّة نقول: إن دقّة التعبير الإعلامي تقربه من التعبير العلمي والاتصال الروحي البيني الذي لا قطيعة بينه وبين المصدر، كما أن العربية السليمة تستطيع أن تنقل نماذج من المعرفة تغني كل عصر في بلورة التعليم المطلوب، وإمداد الثقافة العربية بزاد لا ينضب ويبقى من الضروري تقديم تصور معياري لما ينبغي أن تكون عليه لغة الإعلام للوصول إلى الحالة المستقبلية أن تكون عليه العربيّة. ولذلك ينبغي تشكل أهميّة وخطورة هذه اللغة إذا لم تبن بناءً سليماً. وهنا يحتاج الأمر إلى رأي المختصين، وإلى قرارات سياسيّة تخدم عملية التواصل اللغوي بصورة تكاملية. وندعو إلى:
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم دورتين لتعليم أحكام التلاوة لطلبة العلوم الدينية في النجف
|
|
|