المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحكم فيما لو شرع في قضاء اللاحقة قبل السابقة
21-8-2017
عدم الفرق في بطلان الصوم بالأكل والشرب بين القليل والكثير
15-12-2015
حرمة المصافحة واللهو والنظر
25-11-2017
وسائل الاكتساب للعلم
26-7-2016
حجية الإجماع
16-10-2016
تقسم المبيدات حسب عدة طرق
27-9-2016


المرحلة الابتدائية (٦-٩ سنوات): الوعي الذاتي بالعواطف  
  
136   08:36 صباحاً   التاريخ: 2024-12-31
المؤلف : د. لورا ماركهام
الكتاب أو المصدر : آباء مطمئنون أبناء سعداء
الجزء والصفحة : ص148ــ150
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الأطفال سن السادسة، يكتمل تطور أجهزتهم العصبية تقريبا. وتنخرط القشرة الجبهية الآن في تقوية مساراتها العصبية وتشذيبها وتنظيمها. يمكننا توقع تحسن مطرد من طفلنا في ضبط النفس والتخطيط والتنظيم والمهام التنفيذية الأخرى خلال طفولته وحتى العشرينيات من عمره. في الواقع يعتقد العلماء الآن أن الدماغ لديه القدرة على التأقلم والتغيير مدى الحياة، لذلك يمكن دائما أن يُعاد تدريبه نوعا ما. ومع ذلك، بحلول سن السادسة، يكتمل نمو بنية الدماغ الأساسية التي تمنح طفلك القدرة على الثقة والتهدئة الذاتية والتعاطف.

نعلم أن الأطفال الذين تتغير بيئاتهم إلى الأفضل لا يزالون قادرين على تطوير التنظيم الذاتي العاطفي، لكن ذلك يتطلب حبًّا وصبرًا هائلين من القائمين على رعايتهم.

يمتلك الأطفال في سن السادسة نموذج عمل واضحًا جدًا للعلاقات، مما يعني أنهم قد خلصوا إلى استنتاجات من تجاربهم حول ما ينبغي توقعه. وبناءً على نماذج العمل هذه، طوروا مجموعة من الاستراتيجيات التي يستخدمونها لإدارة عواطفهم. الأطفال المتشككون في قدرتهم على الاعتماد على البالغين لمساعدتهم في تنظيم أنفسهم تنتابهم (مشاعر قوية) يسهل انفجارها. ربما يبدو الأطفال الذين صاروا الآن متيقنين من قدرتهم على الاعتماد على البالغين أكثر انضباطا، إلا أنهم أكثر هشاشة مما يبدون، تتسارع قلوبهم حتى وهم يدعون رباطة الجأش يصير الأطفال المحظوظون الذين حظوا بتربية متجاوبة متمكنين من عواطفهم وقادرين على تنظيمها في أغلب الأوقات، وهو ما يعني أن بوسعهم الآن في أغلب الأحيان تنظيم سلوكياتهم. يتمتع هؤلاء الأطفال بمعدل ذكاء عاطفي عالٍ متجذر في فسيولوجيا أدمغتهم. لقد بُنيت مساراتهم الداخلية بحيث تطلق المواد البيوكيميائية المهدئة وتنظم الخوف واستجابات الغضب في اللوزة الدماغية، حتى يستطيعوا استخدام قوتهم العقلية كاملة والتعايش على مستوى أعلى. إنهم مرتاحون مع طبيعتهم ومع عواطف الآخرين، لذلك فهم قادرون على التواصل بعمق مع غيرهم من بني البشر.

تتمثل مهمة الأطفال من سن السادسة حتى التاسعة في إعمال ذكائهم العاطفي، بحيث يمكنهم تسيُّد عواطفهم اليومية التي تثيرها تحديات النضوج العديدة. من سوء الحظ، الأطفال الذين يواجهون صعوبة في تنظيم عواطفهم والتقاط إشارات الآخرين، غالبًا ما يشق عليهم تسيُّد هذه المهام التنموية اليومية. عندما يعوق القلق أو الغضب الأطفال من التغلب على هذه العقبات العادية، يتضرر تقديرهم لذاتهم، وغالبًا ما يصيرون عنيدين ومتطلبين سعيًا منهم إلى إدارة مخاوفهم. مكتبة سُر من قرأ.

يواجه الأطفال الذين يتسمون بالذكاء العاطفي الصعوبات نفسها، لكنهم يجتازونها في العادة برشاقة أكبر. وتسيّد كلّ من هذه العوائق التنموية العادية ينمي ذكاء الأطفال العاطفي ويبني «العضلة» المسؤولة عنه.

غالبا ما تمر هذه السنوات سهلة على الوالدين. فبعد سن السادسة يتمتع الدماغ بسيطرة أكبر على الاندفاعات. وبفضل هذه السيطرة العاطفية المحسنة والتركيز على الدراسة، يغفل العديد من الآباء عن الصراعات العاطفية الداخلية لأطفالهم. ولأسباب مفهومة، يتنفسون الصعداء ويركزون على لملمة شتات حياتهم المزدحمة ومن سوء الحظ، بدلا من النظر إلى السلوك المنحرف بوصفه نداء استغاثة، يؤدب معظم الآباء أطفالهم باستخدام (العواقب) والعقوبات الأخرى. تفوتهم فرصة مساعدة أطفالهم على معالجة المخاوف والاحتياجات غير الملباة التي تسوق السلوك (السيئ)

وبناء الذكاء العاطفي.

بالنسبة إلى الآباء المنتبهين، تُعد سنوات المرحلة الابتدائية - الوقت الذي لا يزال فيه الأطفال على اتصال وثيق بالأبوين - فرصة مثالية لمساعدة أطفالهم على تسيّد عالم العواطف. ينهل طفلنا المحظوظ بأبوين متعاطفين ليس فقط من تقبلهما الدافئ لمشاعره، بل أيضًا من استماعهما المتفاعل إليه، الذي يساعده على تطوير فهم أكبر لعواطفه واحتياجاته، وعواطف الآخرين واحتياجاتهم. يعي هؤلاء الآباء أن الطفل الذي يسيء التصرف إنما يعبر عن حاجته إلى مساعدتهم في التعامل مع عواطفه، وينظرون إلى سوء السلوك بوصفه فرصة للنمو. ولأن هؤلاء الآباء يستطيعون إدارة قلقهم، فإنهم قادرون أيضًا على مساعدة أطفالهم على حل المشكلات بالاستماع والتفكر وتلاقح الأفكار للتوصل إلى بدائل جديدة. بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلنا ذو الذكاء العاطفي العالي سن التاسعة، يُرجح أن يكون متقدمًا على زملائه بسنوات في قدرته على إدارة عواطفه - ومن ثُمَّ سلوكه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.