أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
2075
التاريخ: 18-1-2016
2588
التاريخ: 13-6-2021
2640
التاريخ: 24-1-2023
1413
|
بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الأطفال سن السادسة، يكتمل تطور أجهزتهم العصبية تقريبا. وتنخرط القشرة الجبهية الآن في تقوية مساراتها العصبية وتشذيبها وتنظيمها. يمكننا توقع تحسن مطرد من طفلنا في ضبط النفس والتخطيط والتنظيم والمهام التنفيذية الأخرى خلال طفولته وحتى العشرينيات من عمره. في الواقع يعتقد العلماء الآن أن الدماغ لديه القدرة على التأقلم والتغيير مدى الحياة، لذلك يمكن دائما أن يُعاد تدريبه نوعا ما. ومع ذلك، بحلول سن السادسة، يكتمل نمو بنية الدماغ الأساسية التي تمنح طفلك القدرة على الثقة والتهدئة الذاتية والتعاطف.
نعلم أن الأطفال الذين تتغير بيئاتهم إلى الأفضل لا يزالون قادرين على تطوير التنظيم الذاتي العاطفي، لكن ذلك يتطلب حبًّا وصبرًا هائلين من القائمين على رعايتهم.
يمتلك الأطفال في سن السادسة نموذج عمل واضحًا جدًا للعلاقات، مما يعني أنهم قد خلصوا إلى استنتاجات من تجاربهم حول ما ينبغي توقعه. وبناءً على نماذج العمل هذه، طوروا مجموعة من الاستراتيجيات التي يستخدمونها لإدارة عواطفهم. الأطفال المتشككون في قدرتهم على الاعتماد على البالغين لمساعدتهم في تنظيم أنفسهم تنتابهم (مشاعر قوية) يسهل انفجارها. ربما يبدو الأطفال الذين صاروا الآن متيقنين من قدرتهم على الاعتماد على البالغين أكثر انضباطا، إلا أنهم أكثر هشاشة مما يبدون، تتسارع قلوبهم حتى وهم يدعون رباطة الجأش يصير الأطفال المحظوظون الذين حظوا بتربية متجاوبة متمكنين من عواطفهم وقادرين على تنظيمها في أغلب الأوقات، وهو ما يعني أن بوسعهم الآن في أغلب الأحيان تنظيم سلوكياتهم. يتمتع هؤلاء الأطفال بمعدل ذكاء عاطفي عالٍ متجذر في فسيولوجيا أدمغتهم. لقد بُنيت مساراتهم الداخلية بحيث تطلق المواد البيوكيميائية المهدئة وتنظم الخوف واستجابات الغضب في اللوزة الدماغية، حتى يستطيعوا استخدام قوتهم العقلية كاملة والتعايش على مستوى أعلى. إنهم مرتاحون مع طبيعتهم ومع عواطف الآخرين، لذلك فهم قادرون على التواصل بعمق مع غيرهم من بني البشر.
تتمثل مهمة الأطفال من سن السادسة حتى التاسعة في إعمال ذكائهم العاطفي، بحيث يمكنهم تسيُّد عواطفهم اليومية التي تثيرها تحديات النضوج العديدة. من سوء الحظ، الأطفال الذين يواجهون صعوبة في تنظيم عواطفهم والتقاط إشارات الآخرين، غالبًا ما يشق عليهم تسيُّد هذه المهام التنموية اليومية. عندما يعوق القلق أو الغضب الأطفال من التغلب على هذه العقبات العادية، يتضرر تقديرهم لذاتهم، وغالبًا ما يصيرون عنيدين ومتطلبين سعيًا منهم إلى إدارة مخاوفهم. مكتبة سُر من قرأ.
يواجه الأطفال الذين يتسمون بالذكاء العاطفي الصعوبات نفسها، لكنهم يجتازونها في العادة برشاقة أكبر. وتسيّد كلّ من هذه العوائق التنموية العادية ينمي ذكاء الأطفال العاطفي ويبني «العضلة» المسؤولة عنه.
غالبا ما تمر هذه السنوات سهلة على الوالدين. فبعد سن السادسة يتمتع الدماغ بسيطرة أكبر على الاندفاعات. وبفضل هذه السيطرة العاطفية المحسنة والتركيز على الدراسة، يغفل العديد من الآباء عن الصراعات العاطفية الداخلية لأطفالهم. ولأسباب مفهومة، يتنفسون الصعداء ويركزون على لملمة شتات حياتهم المزدحمة ومن سوء الحظ، بدلا من النظر إلى السلوك المنحرف بوصفه نداء استغاثة، يؤدب معظم الآباء أطفالهم باستخدام (العواقب) والعقوبات الأخرى. تفوتهم فرصة مساعدة أطفالهم على معالجة المخاوف والاحتياجات غير الملباة التي تسوق السلوك (السيئ)
وبناء الذكاء العاطفي.
بالنسبة إلى الآباء المنتبهين، تُعد سنوات المرحلة الابتدائية - الوقت الذي لا يزال فيه الأطفال على اتصال وثيق بالأبوين - فرصة مثالية لمساعدة أطفالهم على تسيّد عالم العواطف. ينهل طفلنا المحظوظ بأبوين متعاطفين ليس فقط من تقبلهما الدافئ لمشاعره، بل أيضًا من استماعهما المتفاعل إليه، الذي يساعده على تطوير فهم أكبر لعواطفه واحتياجاته، وعواطف الآخرين واحتياجاتهم. يعي هؤلاء الآباء أن الطفل الذي يسيء التصرف إنما يعبر عن حاجته إلى مساعدتهم في التعامل مع عواطفه، وينظرون إلى سوء السلوك بوصفه فرصة للنمو. ولأن هؤلاء الآباء يستطيعون إدارة قلقهم، فإنهم قادرون أيضًا على مساعدة أطفالهم على حل المشكلات بالاستماع والتفكر وتلاقح الأفكار للتوصل إلى بدائل جديدة. بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلنا ذو الذكاء العاطفي العالي سن التاسعة، يُرجح أن يكون متقدمًا على زملائه بسنوات في قدرته على إدارة عواطفه - ومن ثُمَّ سلوكه.
|
|
هذه العلامة.. دليل على أخطر الأمراض النفسية
|
|
|
|
|
بالفيديو: بعثة الإغاثة الطبية التابعة للعتبة الحسينية في لبنان تقدم لاهالي صيدا المساعدات الطبية
|
|
|