أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2022
1292
التاريخ: 4-1-2016
2945
التاريخ: 22-7-2019
2535
التاريخ: 3-1-2016
7492
|
خاصة وان المناطق التي عاش فيها العرب والمسلمين منذ أكثر من ألف سنة وهي مناطق تفتقر الى المياه في بعض المواسم معظم السهول الوديان كما هو الحال في بلاد الرافدين والنيل واغوار الأردن والأندلس وغيرها ، أو على مدار السنة في معظم المناطق الصحراوية (الجافة) كما هو الحال في الجزيرة العربية والصحراء الكبرى، أو شبه الصحراوية شبه الجافة كما هو الحال في معظم مناطق المغرب العربي والأندلس وبعض مناطق شمال وجنوب الجزيرة العربية. لذلك علينا ان نتسائل عن مشاكل المياه وشحتها وكيف استطاع العرب والمسلمون معالجتها في الوقت الذي كانوا يفتقرون فيه الى التقنيات الحديثة لحلها وهذا ما سنوضحه من خلال هذه الدراسة:
1 ـ الري بالتنقيط وهي طريقة كان قد ذكرها ابن العوام في كتابه المعروف باسم الفلاحة الأندلسية، وهو ان يأتي بجرة او جرتين مثقوبة بثقب صغير في اسفلها مصنوعة من الفخار لتوضع عند اسفل النباتات او الأشجار عند مستوى معلوم عن سطح التربة وتملأ هذه الجرار بالماء فتبدأ قطرات الماء تنزل من تلك الجرار بهدوء وروية لتسقي تربة تلك النباتات حيث تملأ تلك الجرار عند الحاجة فقط، وهي طريقة استخدمت في الأندلس منذ اكثر من ألف عام ولعلها استخدمت في فلسطين وبلاد الشام ايضا فقد ذكرها النابلسي في كتابه المقنع في الفلاحة، في حين ان الأوربيون اكتشفوا ذلك واستخدموه في النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي.
2 ـ السقي بطريقة النضح وذلك بأن يضعون جرة من الفخار أو جرتين عند أسفل الزرع والأشجار تحت سطح التربة دون فوهاتها بنظام محسوب حيث تملأ تلك الجرار كل حين ، فالوقت اللازم لنفاذ مياه تلك الجرار قد يستغرق اياما فيعملون على املاء الجرار كل حسب حاجتها وهذا ما كان مستخدما في بعض مناطق المغرب العربي والأندلس التي تشح فيها المياه وقد جاء ذكرها في عدد من كتب الفلاحة لدى أهل الأندلس واليوم تعتبر هذه الوسيلة من الاتجاهات الحديثة في ري المزروعات بالمناطق الجافة منذ أواخر القرن العشرين الميلادي.
3 ـ ري النباتات الجبلية خلال المواسم غير الماطرة وذلك بأن يضعوا الحصى والحجارة الصلدة عند أسفل النبات والشجر حيث تتكثف قطرات الندى على تلك الحصيات والحجارة عند الصباح الباكر ومع انحدار اسطحها تتجمع قطرات الندى لتهبط عند أسفل النباتات كقطرات كبيرة فتسقى على التربة في أسفل النباتات وهذا ما كان شائعا ومنذ مئات السنين في اليمن وفلسطين ومناطق من المغرب العربي والأندلس ولعل اهل اليمن والجزيرة العربية نقلوا هذه الوسيلة بعد هجراتهم الى شمال افريقيا ثم الى الأندلس.
4- تصريف المياه الجوفية المرتفعة المستوى ولقد استخدمت هذه الوسيلة في بعض مناطق الشرق الأوسط وخاصة في بلاد الرافدين حيث كانوا يحفرون الآبار في اتجاه واحد على مسافات معلومة حتى يصلون الى ارض منخفضة طبيعية أو يحفرونها لتكون منخفضا مصطنعا ثم يوصلون بين هذه الآبار بأنفاق افقية لتنساب المياه الى ذلك المنخفض فيتخلصون من مستويات المياه الجوفية المرتفعة تلك واليوم تعرف هذه الطرق بما يعرف بالمبازل ليكون العرب والمسلمون السباقون في استخدام هذه الطرق للتخلّص من المياه الجوفية وخاصة إذا كانت تلك المياه مالحة، وبذلك يمكنهم استخدام تلك الأراضي المستصلحة في الزراعة مع امكانية استخدام تلك المنخفضات المملؤة بالمياه لأغراض اخرى ومع مرور الزمن قد تتسع تلك المنخفضات لتكون بحيرة ، وهذا ما نجده قائما في هور الزبير بالبصرة وغيرها من مناطق العراق ومنذ مئات السنين ولعلهم استخدموا هذه الوسيلة في التخلّص من مياه الفيضانات وهو ما نجده في هور النجف وهناك من يسمه بحر النجف الذي كانت تزخر فيه الحياة منذ مئات السنين واليوم قد قلة مياهه لتوقف استخدامه لهذا الغرض ليسجل العرب والمسلمون السبق في استخدام هذه الطرق الرائدة في استصلاح الأراضي لزراعتها.
5- استخدام المياه الجوفية في السقي دون استخدام الآلة وذلك من خلال استخدام ما يعرف بنظام الأفلاج كما هو الحال في جنوب شرق الجزيرة العربية وشمالها وبعض مناطق شمال افريقيا والأندلس وغيرها، وهي عملية حفر بئر على مستوى مختلف عن الذي سبقه بعمق القعر بما يتراوح ما بين حوالي الذراعين أو أكثر حسب طبيعة الانحدار وشدته ابتداءا من الأراضي المنحدرة ووصولا الى الأراضي المنبسطة باتجاهات مختلفة ثم الأيصال بين هذه الآبار بأنفاق افقية، فعند كل بئر تقام عليه مساكن القرى أو البلدات عند مجموع الآبار. اما عند الأراضي المبسطة فتقام القرى الفلاحية وأكواخ الفلاحين والمزارعين حيث الاستفادة من المياه المنقولة من المرتفعات الى السهول ليكون الري سيحا وهذا ما نجده قائما حتى يومنا الحاضر ومنذ مئات السنين في بلاد الرافدين وسلطنة عمان والأمارات العربية والمغرب وغرناطة وغيرها، علما ان معظم هذه الأفلاج قد أهملت ولم تعد عاملة باستثناء عدد قليل منها.
6 اسلوب تجميع مياه الأمطار واستخداماتها وذلك بأنهم كانوا يسوون ارض المنحدرات ولارتفاعات كبيرة قد تتجاوز مئات الأمتار عن مستوى سطح الأرض ليجعلوا في اسفلها عند مستويات معلومة وبشكل تدريجي قنوات لجمع مياه الأمطار في خزانات او احواض يحفرونها في ارض صخرية غير مكشوفة لأشعة الشمس منعا لتبخر المياه بغية الاستفادة من هذه المياه في غير مواسم الأمطار أو خلال فترات الجفاف وهذا ما نجده ما زال قائما ومنذ مئات السنين في بعض مناطق مدينة الموصل وسنجار في العراق ومنطقة البتراء في الأردن وتدمر في سوريا وبعض مناطق صنعاء وما جاورها في اليمن وسلطنة عمان وبعض مناطق ليبيا وتونس والجزائر والمغرب والأندلس وخاصة في مناطق المرتفعات التي تقع على حواف الأراضي الصحراوية، وما زالت هذه الوسائل معتمدة لهذا الغرض أي ان العرب والمسلمون كانوا سباقين في هذا المجال ومنذ حوالي ثمانية قرون.
7- طريقة لجمع المياه الجوفية ومضاعفة كمياتها بواسطة الآبار وذلك من خلال حفر سلسلة من الآبار على مسافات معلومة في ذات الاتجاه الا انها متباينة في الأعماق عند مستويات معروفة ابتداءا من العمق الأقل ووصولا الى البئر الأعمق ثم يوصلون بين هذه الآبار بأنفاق أفقية فتنساب المياه من البئر الأقل عمقا الى البئر الأكثر عمقا فتتضاعف كميات المياه في ذلك البئر لتتسع متطلبات استخداماته بما يتناسب وحاجاتهم.
8- استخدام الآلات والمضخات الماصة الكابسة في نقل المياه ومن أهمها هي:
أ- جهاز ميكانيكي يتكوّن من اربعة داليات تعمل بالتتابع من خلال استخدام حيوان يعمل على جهاز نقل الحركة بين هذه الداليات.
ب ـ جهاز يعتمد في تشغيله على قوة المياه الساقطة في نقل الحركة لرفع المياه بواسطة دولاب والذي يعرف ب (الناعور) نسبة الى الصوت الذي يصدره خلال دورانه.
ت ـ مضخة ماصة كابسة ذات اسطوانتين تعتمد في تشغيلها قوة المياه الساقطة أو حيوان وهذه تعتبر المضخة الأساسية التي اعتمد عليها الأوربيون في تصنيع مضخة ماصة كابسة ميكانيكية تعمل بالطاقة في القرن الثامن عشر.
ت ـ جهاز لرفع المياه على ارتفاعات كبيرة قد تصل الى 150 ذراع اعتمادا على قوة الحيوان وباستخدام نوع من القماش كحزام ناقل لهذا الغرض وهذه الآلة تعتبر المرجع الأساسي في تصنيع الأوربيون لآلة الحزام الناقل الذي يعمل بالطاقة خلال القرن الثامن عشر.
ج- جهاز يتكون من ست اسطوانات ذات ستة مطارق أي ستة أشواط لسحب المياه يعمل على رفع المياه من الأسفل الى الأعلى بواسطة قوة الحيوان وهذه الآلة العربية تعتبر الأم في تصنيع الأوربيون لآلة ذات عدة أشواط تعمل في الطاقة في القرن التاسع عشر.
9- استخدام جاذبية القمر في الري وهي طريقة استخدمت في سقاية مزارع وبساتين مدينة البصرة والتي تم تأسيسها سنة 14 هجرية. اعتمدت هذه الطريقة على حفر قنوات فرعية بشكل متوازي فيما بينها وشط العرب، وتتفرع هذه القنوات الفرعية عن قنوات رئيسية محفورة بشكل عمودية مع نهر شط العرب والذي ينتج عن اتحاد نهري دجلة والفرات جنوب مدينة القرنة، يكون عمق قعر كل قناة رئيسية أعلى قليلا بحوالي الذراع عن مستوى مياه شط العرب عند فترة الجزر التي تصبح عليها مياه الشط مع فترة الجزر لمياه الخليج العربي وان عمق قعر القنوات الفرعية يرتفع بحوالي الذراعين عن قمر القناة الرئيسية، وعند المد في مياه الخليج العربي ترتفع مستويات المياه العذبة في شط العرب بما يزيد عن المترين الى حوالي الثلاث امتار وبشكل تدريجي مع فترة ارتفاع مياه المد في شط العرب، فتمتلئ هي القنوات الرئيسية تدريجيا لتبدأ القنوات الفرعية بالامتلاء تدريجيا الأخرى فتسقى النباتات والبساتين في البصرة وبعد فترة محددة لا تتجاوز الستة ساعات يبدأ الجزر ثانية لتنخفض مستويات المياه في تلك القنوات، وهكذا نجد أن كل ستة ساعات تسقى المزروعات وان العرب والمسلمين قد انفردوا وحتى يومنا الحاضر في استغلال جاذبية القمر لسقي المزروعات ومنذ حوالي أربعة عشر قرن وما زالت هذه القنوات الأروائية عاملة حتى يومنا الحاضر دون توقف ودون حاجة لأية طاقة طبيعية أو مصطنعة بديلة.
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
مؤسسة بيت الحكمة: ندوة دار الرسول الأعظم ناقشت أفكار المستشرقين عن السيرة النبوية
|
|
|