أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-14
822
التاريخ: 18-2-2022
2345
التاريخ: 2024-03-16
948
التاريخ: 18-7-2016
1405
|
تولي الروايات الإسلامية أهمية كبيرة إلى هذه الفضيلة إلى درجة اننا قلما نجد من الآثار الإيجابية والبركات على صفة من الصفات الأخلاقية الفاضلة مثلما ورد في حقّ هذه الفضيلة ، وما سنذكره من الروايات الشريفة عبارة عن نماذج مقتطفة من كثير ممّا ورد في هذا الباب ممّا لا يسمح لنا المجال لاستيعابها جميعاً.
1 ـ ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «مَنْ سَرَّهُ انْ يَكُونَ اقْوَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ» ([1]).
2 ـ ونقرأ في حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «فِي التَّوَكُّلِ حَقِيقَةُ الْايقَانِ» ([2]).
3 ـ وفي حديث آخر عميق المعنى ما ورد في قصة إبراهيم (عليه السلام) في تفسير علي بن إبراهيم حيث تقول الرواية : أنّه لما وضعوا إبراهيم في المنجنيق ، جاءه عمه آذر وصفعه على وجهه بشدة وقال له : ارجع عما أنت عليه ، ولم يبق شيء إلّا طلب إلى ربه ، أن ينجي ابراهيم وقالت الأرض يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق ، وقالت الملائكة مثل ذلك وجاء إليه جبرئيل في الهواء ، وقد وضع في المنجنيق ، فقال يا إبراهيم هل لك إليّ من حاجة؟ فقال إبراهيم أما إليك فلا ، وأما إلى ربّ العالمين فنعم. فدفع إليه خاتماً عليه مكتوب : «لَا الَهَ الَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، الْجَأْتُ ظَهْرِي الَى اللهِ ، اسْنَدْتُ امْرِي الَى اللهِ ، وَفَوَّضْتُ امْرِي الَى اللهِ» فأوحى الله إلى النار (كوني برداً وسلاماً) فاضطربت اسنان إبراهيم من البرد حتّى قال (سلاماً على إبراهيم) فهبط جبرئيل وجلس معه يحدثه في النار وفي روضة خضراء ، ونظر إليه نمرود فقال : من اتخذ اله فليتخذ مثل اله ابراهيم ([3]).
أجل فإنّ التوكل على الله تعالى قد حوّل النار إلى بستان جميل وجنّة خلابة ، هذا التوكل الّذي منح إبراهيم القوّة على ضبط النفس والهدوء والسكينة حتّى انه لم يجد حاجة إلى التوسل بجبرئيل واعتبر ذلك ابتعاداً عن الله وخلافاً لمقتضى الإيمان والتوكل وانه لا بدّ من تحصيل الماء من العين الصافية نفسها.
4 ـ ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) في تعبير آخر : ان الغنى والعز يجولان فاذا ظفرا بموضع التوكل اوطناه ([4]).
وهذا يعني أنّ القلب الّذي تحوّل إلى مركز للتوكل على الله فإنه يشعر بالغنى وعدم الحاجة لما سوى الله تعالى ، وكذلك فإنّ مثل هذا الإنسان يعيش العزّة والقدرة لأنّه يتحرّك من موقع الاعتماد على القدرة المطلقة الّتي تتعالى على جميع القدرات الاخرى ولا تقبل الضعف والتردد والاهتزاز.
5 ـ ونقرأ في حديث آخر بهذا المعنى عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال : «مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ لَا يُغْلَبُ وَمَنْ اعْتَصَمَ بِاللهِ لَا يُهْزَمُ» ([5]).
6 ـ وورد في حديث آخر عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال : «مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ ذَلَّتْ لَهُ الصِّعَابُ وَتَسَهَّلَتْ عَلَيْهِ الْاسْبَابُ» ([6]).
وكيف لا يكون كذلك في حين أنّ (مسبّب الأسباب) هو الله تعالى وكلّ شيء خاضع وخاشع له.
7 ـ وفي حديث آخر عن هذا الإمام انه أشار في كلامه إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ التوكل ليس فقط يُعدّ من العوامل الخفيّة في باطن الكون بل من العوامل المؤثرة في نفس الإنسان وباطنه أيضاً حيث يمنحه القوّة الّتي تنجيه من الوساوس والشبهات فقال : «مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ اضَاءَتْ لَهُ الشُّبَهَاتُ» ([7]).
8 ـ وأيضاً ورد عن هذا الإمام في خطابه للناس جميعاً «يَا ايُّهَا النَّاسُ تَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ
واتَّقُوا بِهِ فَانَّهُ يَكْفِي مِمَّنْ سِوَاهُ» ([8]).
9 ـ وعن جابر بن يزيد الجعفي أنّه قال : خدمت سيّد الأنام أبا جعفر محمّد بن علي (عليه السلام) ثمانية عشرة سنة فلما أردت الخروج ودعته فقلت له : افدني ، فقال : بعد ثمانية عشر سنة يا جابر؟ قلت : «نَعَمْ انَّكُمْ بَحْرٌ لَا يُنْزَفُ وَلَا يُبْلَغُ قَعْرُهُ».
قال (عليه السلام) : يا جابر بلغ شيعتي عني السلام وأعلمهم أنّه لا قرابة بيننا وبين الله عزوجل ، ولا يتقرب إليه إلّا بالطاعة له ، يا جابر من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا ، ومن عصى الله لم ينفعه حبنا. يَا جَابِرُ مَنْ هَذَا الّذي سَألَ اللهَ فَلَمْ يُعْطِهِ؟ اوْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَكْفِهِ؟ اوْ وَثَقَ بِهِ فَلَمْ يُنْجِهِ؟» ([9]).
ونجد في هذا الحديث الشريف أنّ التوكل على الله والثقة بوعده وكرمه ، ودعاءه والطلب منه بعنوان ثلاث وسائل للنجاة والفلاح.
أجل فإنّ الإنسان إذا توجّه إلى العين الصافية واغترف منها الماء الزلال فلا حاجة له لأن يمدّ يده إلى هذا وذاك.
10 ـ ونختم هذا البحث بحديث آخر عن لقمان الحكيم رغم وجود أحاديث كثيرة تقرر أهمية التوكل وآثاره الإيجابية الكبيرة على حياة الإنسان المادية والمعنوية ، وذلك عند ما أوصى لقمان ابنه بقوله : «يَا بُنَيَّ! تَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ثُمَّ سَلْ فِي النَّاسِ ، مَنْ ذَا الّذي تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ فَلَمْ يَكْفِهِ؟!» ([10]).
إن عظمة هذه الفضيلة الإنسانية الكبيرة ، يعني التوكل على الله في الأحاديث الإسلامية والنصوص الدينية الشريفة إلى درجة من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى توضيح أكثر من هذا ، وبخلاف ما يقابلها من الحالة الذميمة الّتي تربط الإنسان بالقوى الاخرى الزائفة وتهبط به من أوج العزة والافتخار والاستقلال في أبعاد شخصيّته الإنسانية إلى حيث الضعف والذلّة والمهانة وبالتالي عدم القدرة على التغلب على التحديات الّتي يفرضها الواقع وعدم حلّ المشاكل الّتي تواجه الإنسان في حركة الحياة.
[1] كنز العمال ، ج 3 ، ص 101 ، ح 5686.
[2] غرر الحكم ، ح 3853.
[3] تفسير علي بن سورة إبراهيم ، الآية ص 72 و 73 (مع التلخيص).
[4] اصول الكافي ، ج 2 ، ص 65.
[5] ميزان الحكمة ، ج 4 ، ح 22547.
[6] غرر الحكم ، ح 9028.
[7] غرر الحكم ، ح 8985.
[8] بحار الأنوار ، ج 55 ، ص 265.
[9] بحار الأنوار ، ج 78 ، ص 183.
[10] ميزان الحكمة ، ج 4 ، ح 22661.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تعلن أسماء الفائزين بمسابقة ولادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
|
|
|