أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2021
2405
التاريخ: 18-7-2016
2383
التاريخ: 5-6-2021
2894
التاريخ: 10-6-2021
2340
|
الإخلاص منزل من منازل الدين ، و مقام من مقامات الموقنين , و هو الكبريت الأحمر، و توفيق الوصول إليه من اللّه الاكبر، و لذا ورد في فضيلته ما ورد من الآيات و الأخبار، قال اللّه تعالى : {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [البينة : 5] , وقال : { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر : 3] , و قال : {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ} [النساء : 146] , و قال : {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
نزل فيمن يعمل للّه و يحب أن يحمد عليه.
وفي الخبر القدسي : «الإخلاص سر من أسراري ، استودعته قلب من أحببت من عبادي», و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) «أخلص العمل يجزك منه القليل» , و قال (صلى اللّه عليه و آله): «ما من عبد يخلص العمل للّه تعالى أربعين يوما إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه», و قال (صلى اللّه عليه و آله): «ثلاث لا يغل عليهن».
وعد منها قلب رجل مسلم أخلص العمل للّه عز و جل , و قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا تهتموا لقلة العمل ، و اهتموا للقبول» , و قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «طوبى لمن أخلص للّه العبادة و الدعاء ، و لم يشغل قلبه بما ترى عيناه ، و لم ينس ذكر اللّه بما تسمع أذناه و لم يحزن صدره بما أعطى غيره!», و قال الباقر(عليه السلام): «ما أخلص عبد الايمان باللّه أربعين يوما ( أو قال : ما أجمل عبد ذكر اللّه أربعين يوما الا زهده اللّه تعالى في الدنيا و بصره داءها و دواءها ، و أثبت الحكمة في قلبه و انطق بها لسانه» , و قال الصادق (عليه السلام) في قول اللّه عز و جل.
{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } [هود : 7] , «ليس يعني أكثركم عملا ، و لكن اصوبكم عملا , و انما الإصابة خشية اللّه و النية الصادقة» , ثم قال : «الايفاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل ، و العمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا اللّه عز و جل ، و النية أفضل من العمل ، ألا و ان النية هي العمل».
ثم تلا قوله عز و جل «قل كل يعمل على شاكلته» : يعني على نيته» , وقال الصادق (عليه السلام): «الإخلاص يجمع فواضل الاعمال و هو معنى مفتاحه القبول و توفيقه الرضا ، فمن تقبل اللّه منه و رضى عنه فهو المخلص و ان قل عمله ، و من لا يتقبل اللّه منه فليس بمخلص و ان كثر عمله ، اعتبارا بآدم (عليه السلام) و ابليس , و علامة القبول وجود الاستقامة ببذل كل المحاب مع اصابة علم كل حركة و سكون ، و المخلص ذائب روحه باذل مهجته في تقويم ما به العلم و الأعمال و العامل و المعمول بالعمل ، لأنه إذا أدرك ذلك فقد أدرك ذلك الكل ، و إذا فاته ذلك فاته الكل ، و هو تصفية معاني التنزيه في التوحيد كما قال الأول : هلك العاملون إلا العابدون ، و هلك العابدون إلا العالمون و هلك العالمون إلا الصادقون ، وهلك الصادقون إلا المخلصون ، و هلك المخلصون إلا المتقون و هلك المتقون إلا الموقنون ، و أن الموقنين لعلى خطر عظيم! قال اللّه لنبيه (صلى اللّه عليه و آله) : و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين , و أدنى حد الإخلاص بذل العبد طاقته ، ثم لا يجعل لعمله عند اللّه قدرا فيوجب به على ربه مكافاة بعمله لعلمه أنه لو طالبه بوفاء حق العبودية لعجز، و أدنى مقام المخلص في الدنيا السلامة في جميع الآثام ، وفي الآخرة النجاة من النار و الفوز بالجنة» .
ومن تأمل في هذه الاخبار و في غيرها مما لم يذكر، يعلم أن الإخلاص رأس الفضائل و رئيسها ، و هو المناط في قبول الأعمال و صحتها ، ولا عبرة بعمل لا الإخلاص معه ، ولا خلاص من الشيطان إلا بالإخلاص ، لقوله : {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 40] .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|