المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الأسبـاب التي تدعـو إلى الحاجـة للاتـصال
2-11-2021
التربات النطاقية The Zonal Soil
2024-08-10
إعلام الطفل المسلم تحديات العصر
6-9-2017
تصنيع وتعبئة السكر
2-1-2018
تعريف التخطيط الإقليمي- تعريف ألدن
2023-03-15
على طريق تأهيل الأطفال
12-1-2016


موضوع الزواج  
  
785   10:51 صباحاً   التاريخ: 2024-05-06
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 207 ــ 209
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

أبي! امي! هل كنتما تعلمان بأهمية الزواج وتأثيره الكبير في حفظ الانسان من الانحراف والتلوث؟ وهل سمعتما قول الرسول (صلى الله عليه وآله) وطبقتماه (من تزوج أحرز نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر) (1).

ومع أن الإسلام سهل الزواج وألغى كل التشريفات والرسوم الثقيلة فقد كنتما تفكران في اختيار زوجة لابنكما من العوائل الثرية المعروفة ذات المقام الاجتماعي الفريد وهكذا القيتماه في النتيجة في براثن شعل الغريزة ولم تفكرا في عواقب تصوركما... إذ متى كان الأبوان لا يشعران بأن الزواج من الحاجات الطبيعية للأبناء ويقيدان انفسهما في مجال اختيار زوجته بقيود الجمال الظاهر والثروة والمقام ويغفلان عنصر الاخلاق والنجابة فإن النتيجة ليست إلا الابتلاء بمشاكل التشريفات المغلوطة وبهذا يتأخر زواج الشباب وكلما تأخر صار في معرض التلوث والانحراف وتزداد الجرائم يوماً بعد يوم.

ها أنا - بعد سنين من الشقاء والضلال والانحراف - اجدني لا أضر إلا نفسي وأبذر عمري، والان إذ استعرض ما مر بي اقوم بوضع تصميم محكم يخلصني من العاقبة التي انتهيتما إليها ويجعلني واعياً لوظيفتي تجاه أبنائي.

وإني لأحذر كل الآباء والأمهات وأطلب أن يتأكدوا من واجباتهم ولا يخطوا بأيديهم سبل شقاء أبنائهم، وأذكرهم بالتفكير خصوصاً بالنقاط التالية والسعي لمراعاتها:

أن يتخذوا جانب الدقة والحيطة في برامجهم التربوية لأطفالهم.

أن يشرفوا تماماً على المجالات الدراسية، ومحيط الدراسة وشغل الابن وحرفته.

أن يراقبوا أنماط المعاشرة، والذهاب والإياب، واللقاآت والصداقات التي يعقدها الأبناء ويذكروهم بأخطار ذلك.

أن يسعوا لملء ساعات فراغ أطفالهم بأنماط من الترويح والمتعة السليمة كمطالعة الكتب والنشرات العلمية والدينية والاخلاقية البناءة مع توفير بعض الهوايات المفيدة الأخرى.

ان لا ينسوا الحاجة الطبيعية للفتيان والفتيات في الزواج ولا يؤخروا ذلك بلا مبرر، ولا يضحوا بمصالحهم وسعادتهم فداء لمتطلبات الأبوين السخيفة.

أن يسعوا ليكونوا هم صالحين فيكون أبناؤهم مثلهم وأن يلتفتوا إلى أن أي سلوك وأي قول يصدر منهم سوف يؤثر بشكل أو بآخر في روحية الطفل.

التغذية الفكرية للشباب وتتم بتهيئة الكتب والنشرات المفيدة، والاشتراك في المجالس البناءة والمعاشرة مع العلماء الواعين المتقين.

ابي، أمي:

إذا كنت قد قلت الحقيقة مكشوفة، وانتقدتكما بشدة فإني اعتذر لأنه، يمكن أن لا يقع عبء التقصير كله عليكما؛ فإن عوامل الفساد والضلال كثيرة، البيئة الفاسدة، التعليمات الاجتماعية المغلوطة، وسائل الاعلام، الأفلام المسمومة بعض الكتب، وباقي الأيادي الاستعمارية الخفية التي تعمل بجد متين على أن تجر الشباب نحو الانحراف ... كل هذه العوامل كان لها دورها الرئيس في جرنا نحن الشباب إلى الضلال.

ولكن في نفس الوقت لو أنه توفرت لنا تربية صحيحة وعقيدة قوية ووعي ضروري للإسلام لم نكن لننحرف بهذا الشكل وكنا ننجو بقوة الإيمان من دوامات الغرق الهائلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 5، حديث 11ـ 13. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.