الانتخاب بين الأنواع أو السلالات للتحسين الوراثي في الماشية Selection between breeds

يمكن أن يحقق الانتخاب بين الأنواع أو السلالات تحسينا وراثيا سريعا ومؤثرا عندما توجد اختلافات وراثية كبيرة بين المجتمعات الحيوانية في صفات لها أهمية اقتصادية. وبالرغم من أن هذا التحسين يحدث مرة واحدة بين الأنواع ولكن يستمر التحسين عن طريق إجراء انتخاب مستمر داخل النوع. ونظرا لأن إحلال جميع القطيع من إناث التربية مرة واحدة مكلفا لذلك يحدث الإحلال والتغيرات في أغلب الأحوال بالتدريج والحيوانات المستخدمة في الإحلال تشترى عادة من خارج القطيع وفي هذه الحالة يلجأ المربي إلى تكوين نوع جديد يتم تكوينه بالتدريج grading up أو استخدام الخلط العكسي المتكرر repeated backcross mating إلى أن يصل إلى النوع الجديد، وإن استخدام الخلط بالتدريج أو الخلط العكسي المتكرر يشمل التزاوج المتكرر للإناث وبالتالي تلقيح نسلها من الإناث مع ذكور النوع الجديد إن أول ملحوظة هامة توجه إلى الاختيار بين الأنواع والسلالات أو الخلطان هي أن الاختيار لابد أن يُجرى على أساس مقارنات موضوعية عن أداء في الظروف البيئية التي تعيش فيها الحيوانات، ويجب عدم إهمال هذا الإجراء الهام خوفًا من التعرض للأمراض أو النقص في الأعلاف اللازمة للتغذية التي تعودت عليها الأنواع المحلية.

وأن التركيبات الوراثية لا تعبر دائما بصورة واحدة في البيئات المختلفة أو أن الفائدة المرجوة من تركيب وراثي معين في بيئة ما يُحتمل أن يكون تعبيره قليل أو كثير في بيئة أخرى وهذه تعتبر ملحوظة هامة في تحسين الحيوانات الزراعية وعموما يسمى هذا التداخل الوراثي x البيئي أو في هذه الحالة بصفة خاصة تداخل بين النوع في نظام الإنتاج.

والارتباط الوراثي بين أداء الحيوانات التي بينها قرابة في بيئتين يمكن أيضًا أن يستخدم لتعيين التداخلات بين الوراثة والبيئة. ومن الناحية النظرية إذا كان الارتباط الوراثي بين الأداء في البيئتين أقل من واحد ففي هذه الحالة يوجد تداخل. وإن إجراء مقارنة بين الأداء لمختلف التركيبات الوراثية للأنواع والسلالات والخلطان أو الحيوانات التي لها تراكيب وراثية مختلفة في داخل النوع في بيئات مختلفة تساعد منتجي الماشية لاختيار أحسن نوع الذي يناسب ظروف مزرعة المربى، ويمكن القول أن وجود التداخل مرتبط بوجود اختلاف كبير في الأداء بين كل من التركيبات الوراثية وبين البيئات.

وكلما كان نظام الإنتاج مكثفًا كلما احتاج الحيوان إلى بذل مجهود أكبر لأجل حماية هذا الإنتاج ولأجل صيانة جسمه ونموه، ولذلك تتميز الأنواع صغيرة الحجم في نظام الإنتاج المكثف بأن احتياجاتها أقل لأجل صيانة الجسم ونموه بالمقارنة بالأنواع كبيرة الحجم أي أن احتياجات الحيوان هي في حالة اتزان بدرجة كبيرة مع المجهود الذي يبذله. ومقياس آخر هام لأجل إجراء المقارنة بين الأنواع والسلالات وهو عدد الحيوانات التي تستخدم لإجراء المقارنة فلابد أن تكون الأعداد كبيرة بدرجة كافية وممثلة للأنواع لكي نحصل على نتائج موثوق فيها عن هذه الأنواع وهذا يصعب توفره في ظل الأعداد القليلة من الحيوانات، كما يجب أن تُختار الذكور عشوائياً أو بطريقة متزنة من قطعان عديدة. كما أن عدد الحيوانات المطلوبة يعتمد على توفر أقل اختلاف بين الأنواع ذات الأهمية الاقتصادية، كما يعتمد على كمية التباين في الصفة تحت الدراسة ويمكن القول بوجه عام أنه كلما كانت درجة التحكم الوراثي في الصفة عالية (أي أن المكافئ الوراثي عالي) كلما كان عدد الطلايق الذي سوف يُستخدم في المقارنة بين الأنواع عاليا.