أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2018
2104
التاريخ: 7-7-2022
1551
التاريخ: 2023-10-23
3221
التاريخ: 19-6-2021
2351
|
عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): (إنَّ أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله).
عن الإمام الكاظم عليه السلام: (جهاد المرأة حُسْنُ التبعُّل).
إنّ أداء الحقِّ الزوجيّ، وحده، غير كافٍ للوصول إلى أرقى مستويات العلاقة الوطيدة بين الطرفين، طالما لم يتحلّ كلٌّ منهما بالآداب الإسلاميّة البيتيّة. والعلّة في ذلك أنّ القيام بالآداب يقومُ بدور مهمّ في تنمية عوامل المودّة والاستمرار، ويثمر في شتّى مجالات الحياة الزوجيّة ليبلغ بها أجمل صورة ممكن أن تكون عليها، وقد أعدّ الله تعالى على تلك الآداب ثواباً جزيلاً، وحثّ على الالتزام بها، ونتعرّف أوّلاً على آداب الزوجة مع زوجها.
آداب تعامل الزوجة مع الزوج:
يجمل بالزوجة أن تتحلَّى بالأمور الآتية:
أوّلاً: خدمة زوجها
جاء عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): (أيُّما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع، تريد به صلاحاً، إلّا نظر الله إليها، ومن نظر الله إليه، لم يعذّبه) (1).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (أيُّما امرأة خدمت زوجها سبعة أيّام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار، وفتح لها ثمانية أبواب الجنَّة، تدخل من أيّها شاءت) (2).
وعن الإمام الكاظم (عليه السلام): (جهاد المرأة حُسْنُ التبعُّل) (3).
وفي الحديث: (ما مِنِ امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلّا كان خيراً لها من عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها) (4).
ثانياً: الصبر على أذيَّته
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (مَنْ صبرت على سوء خُلُق زوجها أعطاها مثل ثواب آسيا بنت مزاحم) (5).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (إنّ الله عزَّ وجلَّ كتب على الرجال الجهاد، وعلى النساء الجهاد، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتّى يُقتل في سبيل الله، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغَيْرته) (6).
ثالثاً: إظهار المودَّة له في أقوالها وأفعالها
ويترك هذا الأمر أثراً كبيراً في دوام السعادة والراحة في بيت الزوجيَّة، حيث ينعكس بشكل إيجابيٍّ على حياة الزوج في داخل الأسرة وخارجها، ويصل إلى مكان عمله فيقوم بوظيفته مع راحة نفسيَّة وأجواء هادئة ملؤها الاطمئنان والسكينة. وقد وعد الله تعالى الزوجة الصالحة الّتي تحسن المعاملة مع زوجها وتراعي الأسباب الّتي تدعو إلى راحته وتخفيف الهموم عنه بشيء يفوق تصوُّرها، وهو أن بشّرها بالجنّة.
في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (جاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال: إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقَّتني، وإذا خرجت شيّعتني، وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتمُّ لرزقك فقد تكفَّل به غيرك، وإن كنت تهتمُّ بأمر آخرتك فزادك الله همّاً. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: بشّرها بالجنة وقل لها: إنّك عاملة من عمّال الله ولك في كلّ يوم أجر سبعين شهيداً) (7).
رابعاً: معاونته في الدين والعبادة
في الحديث عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله): (أيَّما امرأة أعانت زوجها على الحجّ والجهاد أو طلب العلم أعطاها الله من الثواب ما يعطي امرأة أيوب عليه السلام(8).
خامساً: التجمّل له
وإظهار الهيئة الحسنة لها في عينه، والابتعاد عمّا ينفّره ولا يوافق ذوقه مع معرفتها بما يرغب فيه وما يرغب عنه.
وفي ما ورد: (.. لا غنى بالزوجة في ما بينها وبين زوجها الموافق لها، عن ثلاث خصال، وهنّ: صيانة نفسها عن كلِّ دنس حتّى يطمئنَّ قلبه بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته (9) ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلّة تكون منها، وإظهار العشق له بالخلابة (10) والهيئة الحسنة لها في عينه) (11).
آداب تعامل الزوج مع الزوجة:
أوّلاً: إطعامها بيده
عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): (إنّ الرجل ليؤجر في رفع اللُّقمة إلى في امرأته) (12).
ثانياً: الجلوس معها
عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): (جلوس المرء عند عياله أحبُّ إلى الله تعالى من اعتكافٍ في مسجدي هذا) (13).
ثالثاً: خدمة البيت معها
ويكفيك شاهداً ما جرى في بيت الإمام عليّ والسيّدة فاطمة (عليهما السلام) حيث رُوي عن الإمام عليّ (عليه السلام) قوله: (دخل علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وفاطمة ـ عليها السلام ـ جالسة عند القدر وأنا أنقّي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبّيك يا رسول الله، قال: اسمع، وما أقول إلّا ما أمر ربّي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلّا كان له بكلِّ شعرة على بدنه، عبادةُ سنة، صيامُ نهارها وقيامُ ليلها، وأعطاه الله من الثواب ما أعطاه الله الصابرين، وداود النبيَّ ويعقوب وعيسى ـ عليهم السلام ـ، يا عليّ، مَنْ كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف، كتب الله اسمه في ديوان الشهداء، وكتب الله له بكلِّ يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكلِّ قدم ثواب حجّة وعمرة، وأعطاه الله تعالى بكلّ عِرق في جسده مدينة في الجنّة. يا عليّ، ساعة في خدمة البيت، خير مِنْ عبادة ألف سنة، وألف حجّ، وألف عمرة، وخير مِنْ عَتْق ألف رقبة، وألف غزوة، وألف مريض عاده، وألف جمعة، وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم، وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهه في سبيل الله، وخير له من ألف دينار يتصدّق على المساكين، وخير له مِنْ أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومِنْ ألف أسير اشتراها فأعتقها، وخير له من ألف بُدْنَة يُعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتّى يرى مكانه من الجنّة. يا عليّ، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنّة بغير حساب، يا عليّ خدمة العيال كفّارة للكبائر، ويطفئ غضب الربَّ، ومهور حور العين، ويزيد في الحسنات والدرجات، يا عليّ، لا يخدم العيال إلا صِدِّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة) (14).
رابعاً: الصبر على سوء خُلُقها
في الحديث: (من صبر على سوء خُلُق امرأته واحتسبه أعطاه الله تعالى بكلِّ يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيّوب عليه السلام على بلائه وكان عليها من الوزر في كلّ يوم وليلة مثل رمل عالج) (15).
خامساً: أن يوسّع عليها في النفقة
ما دام قادراً لكن لا يبلغ حدّ الإسراف.
ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): (إنّ أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله) (16).
سادساً: التجاوز عن عثراتها
من الممكن أنْ تخطىء المرأة كما الرجل، فلا يكون ذلك مدعاة للعنف معها، وإلحاق الأذيَّة بها، بل على العكس تماماً، فليكن لِما هو أقرب للتقوى من العفو والرحمة وإقالة العثرة، فقد تقدَّم في بعض الأحاديث، قوله (عليه السلام): (وإن جَهِلَتْ غفر لها).
وإلّا فإنّ الوقوف عند كلِّ صغيرة لا يمكن أن تستمرَّ معه الحياة الزوجيَّة وتستقرَّ به العشرة، خصوصاً مع التوصية الواردة في حقّها حيث ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أوصاني جبرئيل ـ عليه السلام ـ بالمرأة حتّى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها إلّا من فاحشة بيّنة) (17).
سابعاً: استمالة قلبها
وهي تتمُّ بأمور:
أوّلاً: التجمّل لها وإبداء الهيئة الحسنة في عينها حيث يؤكّد الإسلام على التنظيف والأناقة وتزيُّن الزوج لزوجته بما يتناسب معها وترضاه، كما أنّ عليها ذلك في قباله.
عن الحسن بن جهم أنّه قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) اختضب، فقلت: جُعلت فداك اختضبت؟ فقال (عليه السلام): (نعم إنّ الهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترْك أزواجهنّ التهيئة. ثمّ قال: أيسرُّك أن تراها على ما تراك عليه، إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا. قال: فهو ذاك) (18).
ثانياً: التوسعة عليها بالنفقة.
ثالثاً: المعاشرة الجميلة.
جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء في ما بينه وبين زوجته، وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبَّتها وهواها، وحسن خُلُقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها) (19).
والحديث جامع للأمور الثلاثة.
رابعاً: خطاب المودّة
حيث ورد عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): (قول الرجل للمرأة إنّي أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً) (20).
وبالإمكان، في ختام تعداد هذه الحقوق، أن نضع ميزاناً توزن به الشخصيّة المؤمنة عبر أدائها للحقوق المفروضة، أو التقصير بها، وبالخصوص مع الالتفات إلى ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ألا خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي) (21).
وفي رواية أخرى: (ألا خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) (22).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ميزان الحكمة، ج 2، ص 186.
2ـ م. ن، ج 2، ص 186.
3ـ الكافي، ج 5، ص 507.
4ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 123.
5ـ ميزان الحكمة، ج 2، ص 1187.
6ـ مكارم الاخلاق، ص 215.
7ـ م. ن، ص 215.
8ـ م. ن، ص 201.
9ـ حاطه حياطة: حفظه وتعهده.
10ـ أي بالقول الطيب.
11ـ بحار الانوار، ج 75، ص 237.
12ـ ميزان الحكمة، ج 2، ص 1186.
13ـ مركز نون للتأليف والترجمة.
14ـ مستدرك الوسائل، ج 13، ص 42.
15ـ ميزان الحكمة، ح 7891.
16ـ م. ن، ح 7909.
17ـ الوسائل، ج 7، ص 121.
18ـ الكافي، ج 5، ص 567.
19ـ البحار، ج 78، ص 237.
20ـ ميزان الحكمة، ح 7873.
21ـ وسائل الشيعة، ج 7، ص 122.
22ـ مركز نون للتأليف والترجمة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|