المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التحدّي في شمولية القران
7-11-2014
حكم واقوال الامام العسكري (عليه السلام) ‏
2-08-2015
حلم علي (عليه السلام) وعدله
22-10-2015
وضع الحدود في الأماكن العامة
20/10/2022
علاقة علم النفس الإعلامي بعلم النفس التجاري
11-8-2020
معنى كلمة كين‌
14-12-2015


معجزات الامام العسكري بالطب  
  
3976   04:31 مساءً   التاريخ: 31-07-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص532-533
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) /

روى القطب الراوندي عن فطرس البطريق وكان عالما بالطب وقد أتى عليه مائة سنة ونيّف انّه قال: كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكّل وكان يصطفيني فبعث إليه الحسن بن عليّ بن محمد ابن الرضا (عليهم السّلام) أن يبعث إليه بأخصّ أصحابه عنده ليفصده فاختارني وقال: قد طلب منّي ابن الرضا من يفصده فصر إليه وهو أعلم في يومنا هذا بمن تحت السماء فاحذر أن تعترض عليه فيما يأمرك به ؛ فمضيت إليه فأمر بي إلى حجرة وقال: كن هاهنا إلى أن أطلبك ؛ قال: وكان الوقت الذي دخلت إليه فيه عندي جيدا محمودا للفصد فدعاني في وقت غير محمود له وأحضر طشتا عظيما ففصدت الأكحل فلم يزل الدم يخرج حتى امتلأ الطشت ؛ ثم قال لي: اقطع ؛ فقطعت وغسل يده وشدّها وردّني إلى الحجرة وقدّم من الطعام الحارّ والبارد شي‏ء كثير وبقيت إلى العصر.

ثمّ دعاني فقال: سرّح ؛ ودعا بذلك الطشت فسرّحت وخرج الدم إلى أن امتلأ الطشت فقال: اقطع ؛ فقطعت وشدّ يده وردّني إلى الحجرة فبتّ فيها ؛ فلمّا أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطشت وقال: سرّح ؛ فسرّحت فخرج من يده مثل اللبن الحليب إلى أن امتلأ الطشت ثم قال: اقطع ؛ فقطعت وشدّ يده وقدّم إليّ تخت ثياب وخمسين دينارا وقال: خذها وأعذر وانصرف ؛ فأخذت وقلت: يأمرني السيد بخدمة؟ قال: نعم تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول فصرت إلى بختيشوع وقلت له القصّة.

فقال: أجمعت الحكماء على أنّ اكثر ما يكون في بدن الانسان سبعة أمنان من الدم وهذا الذي حكيت لوخرج من عين ماء لكان عجبا وأعجب ما فيه اللبن ففكّر ساعة ثمّ مكثنا ثلاثة ايّام بلياليها نقرأ الكتب على أن نجد لهذه الفصدة ذكرا في العالم فلم نجد ؛ ثمّ قال: لم تبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول ؛ فكتب إليه كتابا يذكر فيه ما جرى فخرجت وناديته فأشرف عليّ فقال: من أنت؟

قلت: صاحب بختيشوع؛ قال: أ معك كتابه؟ قلت: نعم؛ فأرخى لي زبيلا  فجعلت الكتاب فيه فرفعه فقرأ الكتاب ونزل من ساعته .

فقال: أنت الذي فصدت الرجل؟ قلت: نعم.

قال: طوبى لأمّك! وركب بغلا وسرنا فوافينا سرّ من رأى وقد بقي من الليل ثلثه قلت: أين تحبّ: دار أستاذنا أم دار الرجل؟ قال: دار الرجل .

فصرنا إلى بابه قبل الأذان الأول ففتح الباب وخرج إلينا خادم اسود وقال: أيّكما راهب دير العاقول؟ فقال: أنا جعلت فداك.

فقال: انزل ؛ وقال لي الخادم: احتفظ بالبغلين .

وأخذ بيده ودخلا فأقمت إلى أن أصبحنا وارتفع النهار .

ثم خرج الراهب وقد رمى بثياب الرهبانية وليس ثيابا بيضا وأسلم فقال: خذني الآن إلى دار استاذك ؛ فصرنا إلى باب بختيشوع فلمّا رآه بادر يعدو إليه ثم قال: ما الذي أزالك عن دينك؟

قال: وجدت المسيح وأسلمت على يده قال: وجدت المسيح؟! قال: أو نظيره فانّ هذه الفصدة لم يفعلها في العالم الّا المسيح وهذا نظيره في آياته وبراهينه ؛ ثم انصرف إليه ولزم خدمته إلى أن مات‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.