المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22

[علي نجي الله وناصره]
22-11-2015
طاعة اللّه وتقواه
23-8-2016
Beta Function
21-5-2019
رقية الطحال
18-10-2016
خط الاستواء
27-3-2017
جغرافية السكان والعولمة
2024-06-24


قبس من حياة الإمام الحسن العسكري ( ع )  
  
1873   05:20 مساءً   التاريخ: 31-5-2022
المؤلف : جعفر الهادي
الكتاب أو المصدر : قبسات من حياة الائمة الهداة ( ع )
الجزء والصفحة : ص 42-44
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) /

وُلد الإمام العسكري ( ع ) في اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني من عام مائتين واثنين وثلاثين من الهجرة النبوية الشريفة .

اسم والده : علي بن محمد

واسم أُمّه : حُدَيث أو سوسن .

كنيته : أبو محمد

وألقابه : الصامت ، والهادي ، والرفيق ، والزكي ، والنقي ، والخالص ، والعسكري .

توفي شهيداً في اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني عام مائتين وستين ودفن جسمه الشريف عند قبر والده في مدينة سامراء بالعراق .

وكان عمره عند وفاته ثمانية وعشرين عاماً وكانت مدة إمامته حوالي ستة أعوام فقط .

وهذا الإمام رغم قصر عمره ورغم الظروف العسيرة التي عاصرها وعايشها نهض بأعباء ثقيلة فقد روي عن آبائه وأجداده أحاديث رواها عنه أكثر من مائتين من الرواة ورد على الكثير من الاستفسارات العلمية والفكرية ورعى أتباع أهل البيت في حقبة كانت تعد من أحلك الظروف وقام بتصريف شؤونهم المتنوعة في ظلّ أوضاع اقتصادية وسياسية معاكسة ، وقارع الانحرافات العقائدية وناظر وحاضر فيها ، ومهد الأرضية لتوجيه أنظار المجتمع إلى الإمام المهدي كأُخر امام من الأئمة الاثني عشر ، والأعداد لطرح إمامته مع ما يكتنفها من خصوصيات تميز عن سائر الأئمة فهو الموعود به لإصلاح العالم في آخر الزمان وإقامة الحكومة الإسلامية العالمية وهو الذي سيملأ الله به الأرض قسطاً وعدلًا بعد إنْ مُلئَت ظلماً وجوراً . وكانت هذه وغيرها أعباء ينوء بحملها عظماء الرجال ويعجز عن القيام بها المحترفون من القادة ، ولكن الإمام قام بها وبغيرها بما أوتي من الشجاعة والجرأة ، والعلم والحكمة وعظيم الصفات وكريم الخصال .

ولقد ترك الإمام كنزاً زاخراً بالعلوم والمعارف في شتى الحقول وخاصة في مجال التفسير ينبغي للمسلمين الاستفادة منه والاقتباس من أنواره .

من كلماته :

« لا يَشْغَلْكَ رِزْقٌ مَضْمُونٌ عَنْ عَمَلٍ مَفْرُوضٍ » .

« خَصْلَتَانِ لَيْسَ فَوْقَهُمَا شَيْءٌ الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَنَفْعُ الإِخْوَانِ » .

« مَا مِنْ بَلِيَّةٍ إِلَّا وَلِلَّهِ فِيهَا نِعْمَةٌ تُحِيطُ بِهَا »[1]

 

[1] تحف العقول ، ص 363 - 364 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.