" انظر الى هذا الوالد الفوضوي ".

" ياله من طفل ممقوت! "

" كيف يجرؤ على صفع هذا الطفل! "

" يا له من صبي، هذا الطفل يستحق الصفع! "

إن أصعب شيء في وضع الحدود في الأماكن العامة هو " الأماكن العامة " نفسها؛ فالطفل يسيء التصرف ونضطر إلى حل المشكلة التي تحدث والغرباء يشاهدونها! وبالطبع لا يوجد أب أو طفل بعيد عن الوقوع في الخطأ. وبغض النظر عن الشعور بالوحدة الذي ينتابك في هذه اللحظة، فإن كل الآباء قد يواجهون مثل هذا الموقف أو موقفاً مشابها. فإن كل الأطفال يمرون بالمراحل التي يكونون فيها غير محتملين في الأماكن العامة:

الجري في الطريق.

رفض ركوب السيارة أو ارتداء حزام الأمان.

لمس الأشياء القابلة للكسر في المتاجر.

النواح لتناول المشروبات أو الحصول على ألعاب الفيديو أو العلكة.

التشاجر مع الأخ أو الأخت.

يريد أن يحمله أحد الوالدين.

تنتابه نوبة غضب ويصرخ.

قذف الطعام والركل بقدميه تحت المائدة في المطاعم.

إنك تملك الحق في أن تتسوق وتأكل بالمطاعم وتقوم بمهامك بسلام (نسبي). كما أن لديك الحق في أن يتصرف أطفالك بشكل مقبول في الأماكن العامة وفي البيت أيضاً. كما أن العامة أو الغرباء لديهم هذا الحق أيضا. فإنك لا تريد من طفلك أن يفسد على الآخرين متعتهم عند التسوق أو تناول الطعام خارج المنزل أو عند قضائهم مهامهم وما إلى ذلك.

لذلك ما الذي تفعله مع طفل صعب المراس في الأماكن العامة؟ تذكر أن لديك حق بل مسؤولية وضع الحدود. وتذكر أنه من الجيد أن تستخدم حدوداً صارمة وغير ضارة بدنياً في الأماكن العامة، سواء كان هذا الحد استبعادا مؤقتاً أو فقدان ميزة ما.

اعرف حدودك وحدود طفلك. فإن الطفل الذي يبلغ من العمر أربعة أعوام لن يتعاون بشكل كبير إذا كان متعبا وجائعا وفي الساعة الثالثة من الخروج لقضاء مهمة ما. إن اصطحاب طفل عمره عامان عند تناول العشاء خارج المنزل من الممكن أن يكون شيئا مرعباً إلى حد كبير. خطط وفكر في الشيء الذي سوف يساعد طفلك أثناء هذه الأوقات العصبية:

احتفظ معك بوجبة خفيفة لتعطيها للطفل الجائع والطفل متقلب المزاج.

احتفظ بصندوق صغير به أقلام ألوان ولوحة أوراق أو أي ألعاب صغيرة أخرى للضرورة. 

أحضر معاونا لك يكون في مرحلة ما قبل المراهقة.

لا تحاول أن تنجز كل مهامك في رحلة واحدة - فإن هذا قد يكون أكثر ملاءمة ولكنه أكثر إجهادا أيضاً.

تبادل الجلوس بالطفل الرضيع مع أحد الجيران، بحيث تعتني بأطفاله لمدة ساعتين في الصباح في مقابل أن تكون قادراً على الخروج لمدة ساعتين لتنجز مهامك بعد الظهر.

قم بإنجاز أعمالك حسب أهميتها وذلك حتى تتمكن من ترك بعضها حتى يوم آخر إذا اضطررت لذلك.

توقف عند متنزه أو عند نافورة بالمدينة وتناول وجبات سريعة أو طعاماً تم طهيه بالمنزل من أجل قضاء نزهة بالخارج.

إذا كان طفلك يمر بمرحلة نوبات من الغضب في الأماكن العامة، فابذل كل جهودك لتتركه مع بعض الأصدقاء عندما يكون من الضروري بالنسبة لك أن تقوم ببعض المأموريات وذلك لمدة أسبوع أو اثنين. ولا تصطحبه لتناول الطعام خارج المنزل مطلقاً. ثم استخدم بعد ذلك أسلوب الثناء / التجاهل عند قضائك لإحدى المهام. فيمكنك أن تقول:

" إذا تعاونت معي بشكل جيد في متجر البقالة (وهذا يعني أن تجلس في مكان أستطيع أن أراك منه طوال الوقت)، سوف ألعب معك لمدة عشرين دقيقة عندما نعود إلى المنزل".

ثم بعد ذلك اثن عليه كل عدة دقائق في المتجر وذلك لأنه يظل إلى جوارك.

استخدام أسلوب الاستبعاد المؤقت في الأماكن العامة

إن أسلوب الاستبعاد المؤقت للطفل من الممكن استخدامه في الأماكن العامة حيث إن له نفس التأثير الذي يتركه عند تطبيقه في المنزل. 

1ـ قبل أن تغادر المنزل أو أثناء قيادة السيارة، ذكر أطفالك بالقواعد التي تريدهم أن يتبعوها مثل: " لا تمدوا أيديكم على أي شيء في المقاعد الخلفية للسيارة ".

" امكث في مقعدك (أو لا تخلع حزام الأمان) ".

" اجلس في مكان أستطيع أن أراك فيه طوال الوقت في المتجر ".

" لا تمد يدك على السلع التي توجد في المتجر ".

2ـ أبرم اتفاقاً مشروطاً، مثل:

" إذا اتبعت هذه القواعد، فإننا سوف نستأجر شريط فيديو لنشاهده هذا المساء عندما نعود إلى المنزل ".

3ـ حذرهم بأنك سوف تعاقبهم إذا لم يتبعوا أية قاعدة من هذه القواعد. وسوف يعرف أطفالك أنك جاد فيما تقول إذا ما أحضرت المنبه لضبطه وذلك لتطبيق أسلوب الاستبعاد المؤقت!

وهذا هو تحذيرك، إذا جريت مبتعداً عنى مرة أخرى، فإنني سوف أستبعدك عن الآخرين لفترة من الوقت ".

4ـ اختر مكاناً تستبعد فيه الطفل.

عندما تدخل إلى المتجر (أو أي مكان)، انظر حولك. واختر أفضل مكان تستبعد فيه طفلك إذا ما اضطررت إلى ذلك. وقد تكون قاعة الاستراحة هي الأسهل. إلا أن بعض الآباء يعودون إلى السيارة ليستبعدوا فيها الطفل. فإذا ما كان هناك شخصان بالغان وعدة أطفال، فإن أحد الشخصين يستطيع أن يصطحب الطفل إلى خارج المبنى (أو إلى داخل قاعة الاستراحة). وأنا أستخدم زاوية المتجر وأختار مكاناً يندر ارتياده. كن مبتكراً. فإن أي مكان سوف يفيد. فإن نجاح أسلوب الاستبعاد المؤقت يعتمد بشكل أكبر على حيادك وحزمك. 

5ـ حدد مدة تحديد الإقامة.

اجعلها مدة قصيرة. فإن طفلك سوف يندهش لأنك تفعل ذلك في مكان عام. وقد يكون محرجاً أكثر منك. لذلك فإن دقيقة أو دقيقتين تعتبر مدة كافية.

6ـ إذا ما استمر السلوك فواصل استخدام العقاب. تجاهل أساليب الإلهاء واستخدم أسلوب تكرار الأمر عند الجدال.

" حسنا، تعال معي إلى هذه الزاوية. اجلس هنا لمدة دقيقة. وسوف أخبرك عندما ينتهي الوقت ".

إذا اعترض طفلك، قدم له خياراً آخر وهو إما أن تستبعده الآن أو سوف تحدد إقامته فيما بعد ولكن لمدة أطول أو اختر أي عقاب آخر مناسب عندما تعود إلى البيت.

" إن أمامك خياراً: إما أن يتم استبعادك لفترة أو لا تشاهد شريط الفيديو هذه الليلة ".

7ـ أعلن أن مدة الاستبعاد المؤقت قد انتهت مستخدماً صوتاً محايداً. ولا تلق محاضرة بل قل فقط: " لقد انتهت مدة الاستبعاد المؤقت. شكراً لك ".

8ـ اثنِ على طفلك بمجرد أن يفعل سلوكاً آخر تحبه، أو بمجرد أن يكف عن السلوك الذي لا يحتمل.

" إنني أحب الطريقة التي جلست بها في المكان الذي أستطيع رؤيتك منه ".

السلاح السري: إجراء اختبار

ذات يوم كنت أقود سيارتي أمام منزلي ورأيت جارتي تقود ابنتها بحزم إلى داخل المنزل. وقد قالت إنها كانت تحضر " ليلى " إلى البيت لتمكث مع أبيها وتعود هي إلى السوق لإحضار البقالة.

إن القيام ببعض المهام معاً يعتبر نزهة بالنسبة لها وبالنسبة لابنتها. فلأن " بيث " تعمل طول الوقت، فإن رحلاتهما إلى السوق والبنك والمغسلة تعد هي الأوقات المتاحة لقضاء الوقت معاً. وقد طلبت " ليلى " أن تجلس في العربة مع السلع المشتراة. وعندما أخبرتها والدتها إنها لا يمكنها ذلك (لأن هناك الكثير من السلع)، انتابت " ليلى " نوبة غضب. وكانت " بيث " قد حذرت " ليلى " أنها إن لم تتوقف عن ذلك، فسوف تصطحبها إلى المنزل.

ولكن " ليلى " لم تتوقف. لذلك فإن والدتها تركت عربة التسوق المليئة وأحضرت " ليلى " مباشرة إلى المنزل وتركتها مع والدها وعادت مرة أخرى إلى المتجر الذي يبعد عن المنزل عدة أميال.

إنني أذكر هذا المثال دوماً وذلك لأن جارتي الحكيمة لم تضطر إلى فعل ذلك مرة أخرى. فعلى خلاف الكثير من الآباء الذين يهددون بمغادرة المتجر أو المطعم، فإن " بيث " اتبعت تحذيرها بتنفيذ ما قالته لتؤكد على مصداقيتها أمام " ليلى ". والآن فإن " ليلى " تعرف جيدا أنها إذا ما حذرتها بعقاب ما، فمن الأفضل بالنسبة لها أن تفكر جديا في الامتناع عما تفعله وذلك لأن والدتها سوف تعاقبها بالفعل.

إنك تستطيع وضع حدود في السوق (إذا كنت مضطراً إلى المغادرة، اجعل الموظف يضع العربة جانباً)، وفي السيارة (أوقف السيارة في كل مرة يحدث فيها السلوك الذي لا يحتمل أو قد السيارة عائداً إلى البيت مباشرة)، وكذلك في المطاعم. وخطط لنزهة أخرى مثل النزهة السابقة وذلك لتؤكد على مصداقيتك. إن إجراء مثل هذا الاختبار لا يمثل أي ضغط، ولكنك ينبغي أن تكون أنت فقط الذي يعرف أنه اختبار. استخدم هذه الخطة:

1ـ اختر مطعماً للوجبات السريعة أو أي مطعم آخر غير باهظ الثمن يحبه الأطفال.

2ـ أعلن أنك سوف تصطحبهم لتناول الطعام هناك، وذكر الأطفال بالقواعد: 

أن يكون الطعام في الطبق أو في الشوكة أو في الفم (ممنوع قذف أو إلقاء الطعام).

لا تحرك قدمك (ممنوع الركل من تحت المائدة).

امكث في مقعدك (ممنوع الجري في المطعم).

3ـ حذرهم أنه إذا لم يتم اتباع هذه القواعد، فإنكم سوف تغادرون المطعم على الفور.

4ـ اذهب إلى المطعم. اطلب قهوة أو شاياً أو ماء (شيئاً ما تستطيع أن تتركه وتغادر المطعم بسهولة). واترك الأطفال يطلبون الطعام الذي يريدونه.

5ـ اثن على السلوكيات التي تحبها: " عمل رائع.... "، " شكراً لك على... "، " إنني أحب الطريقة التي... ".

6ـ عندما لا يتبع أحد الأطفال إحدى القواعد، انهض وقل بهدوء " إنك لا تتبع القواعد، لنذهب من هنا "، ثم اصطحب الجميع إلى البيت. واترك الطعام على المائدة أو يمكن للأطفال أخذ ما يستطيعون من الطعام، حسب تحملك لتناول الطعام في السيارة.

7ـ تجاهل اعتراضاتهم وتقبل اعتذاراتهم بكرم وأخبرهم أنك سوف تمنحهم فرصة أخرى في يوم آخر ليحاولوا مرة أخرى. لا تقلق كثيراً بشأن الأطفال الآخرين. نعم، لقد تم الاعتداء على حقوقهم، ولكن هذا يخلق بعض الضغط والذي سوف يكون له تأثير أيضاً على الطفل المخطئ.

وتذكر، إنك على الأرجح لن تضطر إلى فعل ذلك أكثر من مرة. إن الأمر يستحق جهدك. أتمنى لك أوقاتا سعيدة!

الخلاصة

إن لك الحق في الاستمتاع ببعض الهدوء حتى أثناء القيام بالنزهات والمهام. استخدم أسلوب الاستبعاد المؤقت كعقاب عندما تحتاج لذلك. استخدم الاختبار للتأكيد على مصداقيتك كوالد سوف يتبع تحذيره بالعقاب إذا لم يمتثل الطفل.

الاستبعاد المؤقت:

1ـ ذكر طفلك بالقواعد.

2ـ أبرم اتفاقاً مشروطاً للحث على التعاون.

3ـ حذر بأنك سوف تعاقبه باستبعاده لبعض الوقت إذا لم يتبع إحدى هذه القواعد.

4ـ اختر مكاناً لاستبعاد الطفل.

5ـ حدد مدة استبعاد الطفل. وتعد دقيقة أو اثنتين مدة كافية.

6ـ إذا استمر السلوك، فعاقب الطفل باستبعاده مرة أخرى. وإذا رفض طفلك قدم له خيارات أخرى لعقاب أكبر فيما بعد.

7ـ أعلن عن نهاية مدة الاستبعاد.

8ـ اثن على طفلك بمجرد أن يفعل سلوكاً آخر تحبه أو يكف عن القيام بالسلوك الذي لا يحتمل.

إجراء اختبار

1ـ اختر مطعماً غير باهظ التكاليف.

2ـ ذكر الأطفال بالقواعد.

3ـ حذرهم أنهم إذا لم يتبعوا القواعد، فإنكم سوف تغادرون جميعاً المطعم على الفور.

4ـ اذهب إلى المطعم واطلبوا ما تشاءون. 

5ـ اثن على السلوكيات التي تحبها.

6ـ عندما لا يتبع أحد الأطفال إحدى القواعد، أعلن بهدوء أنكم ستغادرون جميعاً.

7ـ تجاهل اعتراضاتهم وتقبل اعتذاراتهم بكرم. وأخبر الأطفال أنك سوف تمنحهم فرصة أخرى في يوم آخر ليحاولوا مرة أخرى.

إنك لن تضطر لفعل ذلك أكثر من مرة. وسوف تعني قواعدك وتحذيراتك الكثير بالنسبة لأطفالك!.

الخلاصة

إنك تملك الآن كل الوسائل التي تحتاجها لزيادة التعاون من جانب طفلك وتقليل حدة الصراع في بيتك. إلا أن المشكلة تكمن في استخدام هذه الوسائل: إيجاد سلوكيات لتثني عليها وأن يكون لدينا الصبر لنتجاهل وأن تكون لدينا القدرة على الهدوء والحزم عند وضع الحدود.

اعتمد على خطط إدارة المعركة في حالات الطوارئ. واقطع خطة التعامل مع النواح واحملها في جيبك أو في محفظتك. ثبت خطة التعامل مع الشجار على باب دولاب المطبخ حتى يسهل الوصول إليها. واحتفظ بخطة التعامل مع المقاطعة في الحديث بالقرب من الهاتف.

إن التربية تعد تحديا دائما ومستمرا. فإن لكل مرحلة عمرية سلوكياتها السارة وسلوكياتها المزعجة. إلا أنك تستطيع استخدام وسائل الفوز في حرب النواح لزيادة السلوكيات الجديدة التي تحبها وتستطيع أيضا التحكم في السلوكيات المزعجة. أما إذا عمت الفوضى، فربما تنسى أن تقدم الثناء وتستسلم للنواح ونوبات الغضب وتلقي محاضرات وتجادل طفلك مرة أخرى ولا تتبع تهديداتك (تحذيراتك)، بالعقاب.

ويمكنك أن تجد الارتياح، كما أنك تستطيع الفوز في حرب النواح والمناوشات الأخرى وربما تحيا لفترة كافية لتدرب أبناءك على تربية الأحفاد!.