أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2016
3366
التاريخ: 2024-08-07
366
التاريخ: 5-6-2021
3054
التاريخ: 18-7-2016
2207
|
تحصيل واكتساب ملكة التوكل ليس بالأمر اليسير الذي يمكن تحقيقه للإنسان بدون بذل جهود متواصلة في ترويض النفس على طاعة الله ، واكتساب المعارف الإلهية ، وزيادة الإيمان ؛ ولأجل تحصيل هذه المرتبة الإلهية ، او بعضها لابد من اتباع الخطوات التالية:
1- العمل بجد متواصل على تطهير النفس من أدران الذنوب وذمائم الأخلاق وما لم يتحقق ذلك فإن النفس تبقى محجوبة عن النور الإلهي ، لأن هذا النور لا يمتد إلا إلى النفوس الطاهرة والشفافة فإن كانت النفس طافحة بالحرص، والطمع، والحقد، والحسد ، وحب الدنيا، والنظر إلى ما في أيدي الناس كيف يتسنى لها قبول الانوار الإلهية ؟
والله ما جعل للإنسان في صدره إلا قلباً واحداً ومعلوم أن الإناء المملوء بالماء لا يدخله الهواء.
كذلك النفس الملطخة بالأدران لا تقبل الأنوار ؟
ولهذا نفي القرآن الفلاح والنجاح بدون تزكية النفس {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9، 10] لأن النفس المدفونة تحت ركام الشهوات ، وأدران الذنوب ، ومذام الأخلاق محرومة من نعيم الله تعالى ؛ وكما ان غيث السماء لا يخرج الأزهار والاثمار إلا إذا كانت الأرض خصبة طاهرة من جذور النباتات الطفيلية ، وكذلك العلم والإيمان لا يستقر في النفس ولا يعطي ثماراً طيبة إلا إذا طهرت النفس من ادران الذنوب ومذام الأخلاق {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف: 58] فإذا طهرت النفس أصبح ظرفها صالحاً لتحصيل التوكل وجميع المحامد الأخرى، يقول الراغب الاصفهاني في مفرداته : (وبزكاء النفس وطهارتها يصير الإنسان بحيث يستحق في الدنيا الأوصاف المحمودة ، وفي الآخرة والمثوبة.
وهو ان يتحرى الإنسان ما فيه تطهيره؛ وذلك ينسب تارة إلى العبد لكونه مكتسباً لذلك {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9]
وتارة ينسب إلى الله تعالى لكونه فاعلاً لذلك في الحقيقة نحو {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النساء: 49] وتارة إلى النبي (صلى الله عليه واله) لكونه واسطة في وصول ذلك إليهم نحو تطهرهم وتزكيهم بها {يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ} [البقرة: 151] وتارة إلى العبادة التي هي آلة في ذلك نحو {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً} [مريم: 13] (1).
2- مواصلة البحث والتدبر في المعارف الإلهية من حيث الأسماء والصفات والقدرة المطلقة في كل شيء ودراسة سنن الله في الخلق ومجرى الحوادث لإدراك دخالة اليد الإلهية في ذلك، والتبصر فيها، وهذا يرزق الإنسان اليقين بالقدرة الإلهية ، وتأثيرها في كل شيء، يقول امير المؤمنين (عليه السلام) : (واليقين على أربع شعب : على تبصرة الفطنة، وتأويل الحكمة وموعظة العبرة، وسنة الأولين فمن تبصر في الفطنة تبينت له الحكمة ، ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين)(2).
3- التدبر في سيرة المتوكلين الخلص من الرسل والأنبياء وأتباعهم المخلصين والتأسي بسيرتهم والاهتداء بهداهم ، ومحاولة الوقوف على سر صمودهم.
فإذا تأملنا ذلك بدقة فلا نجد سبباً لصبرهم واستقامتهم إلا توكلهم على الله ، وهذا يؤثر تأثيراً ايجابياً في النفس فإن الإنسان دائماً وابداً بحاجة شديدة إلى الاسوة الحسنة التي يضع أقدامه حيث ما وضعت .
4- مواصلة ذكر الله تعالى اللساني والقلبي، بل الذكر العملي وأقصد به الوقوف عند ما حرم الله ، والتحرك حيثما امر الله كما ورد في بعض الروايات ... وذكر الله يمنح القلب الطمأنينة { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد: 28].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الراغب الاصفهاني ، مفردات ألفاظ القرآن : 213.
(2) نهج البلاغة قصار الحكم : 31.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|