أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2021
2394
التاريخ: 18-7-2016
1622
التاريخ: 18-7-2016
1971
التاريخ: 20/10/2022
1581
|
للتوكل في الضعف و القوة ثلاث درجات : الأولى - أن يكون حاله في حق اللّه و الثقة بعنايته و كفالته كحاله بالثقة بالوكيل ، و هذه اضعف الدرجات ، و يكثر وقوعها و يدوم مدة مديدة ، و لا ينافي أصل التدبير و الاختيار، بل ربما زاول كثيرا من التدبيرات بسعيه و اختياره.
نعم ينافي بعض التدبيرات ، كالتوكل على وكيله في الخصومة ، فانه يترك تدبيره من غير جهة الوكيل ، و لكن لا يترك الذي أشار إليه وكيله ، و لا التدبير الذي عرفه من عادته و سنته دون تصريح اشارته.
الثانية - أن تكون حاله مع اللّه كحال الطفل مع أمه ، فانه لا يعرف غيرها ، و لا يفزع إلا إليها ولا يعتمد إلا عليها.
فان رآها تعلق في كل حال بذيلها ، و ان ورد عليه امر في غيبتها كان اول سابق لسانه يا اماه!. والفرق بين هذا و سابقه ، ان هذا متوكل قد فنى في موكله عن توكله ، أي ليس يلتفت قلبه إلى التوكل ، بل التفاته إنما هو إلى المتوكل عليه فقط ، فلا مجال في قلبه لغير المتوكل عليه.
وأما الأول فتوكل بالكسب والتكلف ، و ليس فانيا عن توكله ، اي له التفات إلى توكله ، و ذلك شغل صارف عن ملاحظة المتوكل عليه وحده.
وهذا أقل وقوعا و دواما من الأول ، إذ حصوله إنما هو للخواص ، و غاية دوامه أن يدوم يوما أو يومين ، و ينافي التدبيرات ، إلا تدبير الفزع إلى اللّه بالدعاء و الانتهال ، كتدبير الطفل في التعلق بأمه فقط.
الثالثة - و هي أعلى الدرجات ، أن يكون بين يدي اللّه في حركاته و سكناته مثل الميت بين يدي الغاسل ، بأن يرى نفسه ميتا ، و تحركه القدرة الأزلية كما يحرك الغاسل الميت.
وهو الذي قويت نفسه ، و نال الدرجة الثالثة من التوحيد , و الفرق بينه و بين الثاني ، أن الثاني لا يترك الدعاء و التضرع كما ان الصبي يفزع إلى أمه ، و يصيح و يتعلق بذيلها ، و يعدو خلفها ، و هذا ربما يترك الدعاء و السؤال ثقة بكرمه و عنايته ، فهذا مثال صبي علم أنه إن لم يرص بأمه فالأم تطلبه ، و إن لم يتعلق بذيلها فهي تحمله ، و إن لم يسأل اللبن فهي تسقيه.
ومن هذا القسم توكل إبراهيم الخليل (عليه السلام) لما وضع في المنجنيق ليرمى به إلى النار، و أشار إليه روح الأمين بسؤال النجاة و الاستخلاص من اللّه - سبحانه – فقال : «حسبي من سؤالي علمه بحالي».
وهذا نادر الوقوع ، عزيز الوجود ، فهو مرتبة الصديقين ، و إذا وجد فدوامه لا يزيد على صفرة الوجل ، أو حمرة الخجل ، وهو ينافي التدبيرات ما دام باقيا ، إذ يكون صاحبه كالمبهوت.
وتوكل العبد على اللّه قد يكون في جميع أموره ، و قد يكون في بعضها , و تختلف درجات ذلك بحسب كثرة الأمور المتوكل فيها و قلتها , و قال الكاظم (عليه السلام) في قوله عز و جل : {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق : 3] .
«التوكل على اللّه درجات ، منها أن تتوكل على اللّه في أمورك كلها ، فما فعل بك كنت عنه راضيا ، تعلم انه لا يألوك خيرا و فضلا ، و تعلم ان الحكم في ذلك له ، فتوكل على اللّه بتفويض ذلك إليه ، وثق به فيها و في غيرها».
ولعل سائر درجات التوكل أن يتوكل على اللّه في بعض أموره دون بعض ، و تعدد الدرجات حينئذ بحسب كثرة الأمور المتوكل فيها و قلتها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|