أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
1837
التاريخ: 11-10-2014
1994
التاريخ: 2024-07-30
503
التاريخ: 4-2-2016
2342
|
1. تنبّأ الرسول بغلبة المسلمين على كسرى وفتح كنوزه واستقرار السلام العام في مناطقهم وبيئاتهم. قال عدي بن حاتم : بينا أنا عند النبي إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ، ثمّ أتاه آخر فشكا قطع السبيل ، فقال يا عدي : هل رأيت الحيرة ؟ قلت : لم أرها وقد اُنبئت عنها ، قال : فإن طالت بك الحياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلاّ الله ... ولئن طالت بك حياة لنفتحن كنوز كسرى ، قلت : كسرى بن هرمز ؟ قال : نعم ، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملئ كفّه من ذهب أو فضة فلا يجد من يقبله ... قال عدي : رأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلاّ الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى ، رواه البخاري (1)
2. قد شكا خباب بن الارت إلى النبي وكان هو متوسّد بردة له في ظل الكعبة فقال له : ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا ؟ فقال النبي ـ مشيراً إلى ألوان التعذيب التي كانت تحل بالمؤمنين في الاُمم السالفة ـ : « والله ليتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير المراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلاّ الله أو الذئب على غنمه ولكنّكم تستعجلون » رواه البخاري وأبو داود في الجهاد وبهذا المضمون أحاديث كثيرة (2)
3. تنبّأ النبي بالمستقبل المظلم الذي يواجهه الخويصرة رئيس الخوارج والمارقين وهو الذي قال لرسول الله : « اعدل » فقال رسول الله : ويلك من يعدل إن لم أعدل ؟ قد خبت وخسرت إن لم أعدل ، فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله أتأذن لي فيه أضرب عنقه ؟ قال : دعه فإنّ له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء (3) وللحديث صور اُخرى نقلها في التاج (4)
4. وقد تنبّأ (صلى الله عليه واله وسلم) بكذّاب ثقيف وقتال الروم وفتح القسطنطينية وغيره من علامات خروج المهدي وقد جمعها صاحب التاج في كتاب الفتن ، فراجع الجزء الخامس ص 296 ـ 326 تجد فيها من التنبّؤات ما لا يحصى.
5. تنبّأ رسول الله بقتل علي بسيف أشقى الأوّلين والآخرين وهو يبكي ، فقال علي : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال : يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك (5) وهو أخبر في كلامه هذا عن عدة مغيبات من أنّ علياً لا يموت بحتف أنفه ، بل يقتل في شهر رمضان ، في حال الصلاة ، بالسيف ، ويصيب السيف بقرنه ، وتخضب منها لحيته ، وانّ قاتله شقيق عاقر ثمود في الشقاء.
6. أخبر في غزوة تبوك عن موت أبي ذر وحده بفلات من الأرض وذلك عندما أبطأ على أبي بذر بعيره فتركه وأخذ متاعه على ظهره ثم خرج يتبع أثر رسول الله ماشياً ونزل رسول الله في بعض منازله فنظر ناظر من المسلمين فقال : يا رسول الله أنّ هذا الرجل يمشي على الطريق وحده ، فقال : رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كن أبا ذر ، فلمّا تأمله القوم قالوا : يا رسول الله هو والله أبو ذر ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : رحم الله أبا ذر يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده.
ولما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة مات هناك ، ولم يكن معه إلاّ امرأته وغلامه ، فأوصاهما أن اغسلاني وكفّناني ثمّ ضعاني على قارعة الطريق ، فأوّل ركب يمر بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله ، فأعينونا على دفنه ، وقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق وقام إليهم الغلام فأخبرهم بما أمر ، فاستهل عبد الله بن مسعود يبكي ويقول صدق رسول الله تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك ، ثمّ نزل هو وأصحابه فواروه ، ثمّ حدثهم عبد الله بن مسعود حديثه وما قال رسول الله في مسيره إلى تبوك (6)
7. وقد خاطب (صلى الله عليه واله وسلم) عائشة بقوله : يا حميراء كأنّي بك تنبحك كلاب الحوأب تقاتلين علياً وأنت ظالمة ، يا حميراء إيّاك أن تكوني أنت (7)
8. كان رسول الله يحث أصحابه على نصرة أمير المؤمنين في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين وقال أمير المؤمنين : أمرني رسول الله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين (8)
9. تنبّأ النبي بما يجري على الاُمّة من بني اُميّة وقال كما قال أبو ذر لعثمان : سمعت رسول الله يقول : إذا كملت بنو اُميّة ثلاثين رجلاً اتخذوا بلاد الله دولاً ، وعباد الله خولاً ، ودين الله دغلاً ، فارتجّ الخليفة بسماعه فبعث إلى علي بن أبي طالب فأتاه فقال : يا أبا الحسن أسمعت رسول الله يقول ما حكاه أبو ذر وقص عليه الخبر ، فقال علي : نعم (9)
يحدثنا التاريخ عن سيرة الخليفة في الغنائم والأموال وعن اقتناء جماعة من أصحاب الفتن والثورات من آل العاص وبني اُميّة ضياعاً عامرة ودوراً فخمة وقصوراً شاهقة ، وثروة طائلة وأسس الخليفة حكومة اُموية قاهرة في الحواضر الإسلامية وسلّطهم على رقاب الناس وأدلى الأمر ، في المراكز الحساسة إلى أغلمة بني اُمية وشبابهم وأشياخهم وذلّل لهم السبل وكسح عن مسيرهم العراقيل إلى غير ذلك من أحداث موبقة جرت الويلات على الاُمّة الإسلامية في أمصارها إلى أن قتل من جرائها.
وإلى ذلك يشير النبي بقوله : سيكون اُمراء بعدي يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون (10)
10. ما أخبر به عمار إذ دخل عليه وقد أثقلوه باللبن فقال : يا رسول الله قتلوني يحملون علي ما لا يحملون بقوله : ويح ابن سمية ليسوا بالذين يقتلوك إنّما تقتلك الفئة الباغية ، وأنّ آخر رزقك من الدنيا صاع من لبن أو مذقة من لبن ، وقد طلب عمار شربة فاُتي بشربة لبن ، فقال : انّ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال : آخر شربة تشربها في الدنيا شربة لبن وشربها ثمّ قاتل حتى قتل (11)
11. تنبّأ النبي بقتال الزبير مع أمير المؤمنين وقد برز علي ، قبل وقوع الحرب يوم الجمل وأراد أن يستفيئه إلى طاعته ، وقال ليبرز إليَّ الزبير فبرز إليه مدججاً ، فقيل لعائشة : قد برز الزبير إلى علي (عليه السلام) فصاحت : وازبيراه ، فقيل لها : لا بأس عليه منه ، أنّه حاسر والزبير دارع ، فقال له علي ـ بعد كلام دار بينه وبين الزبير ـ : ناشدتك الله أتذكر يوماً مررت بي ورسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) متّكئ على يدك وهو جاء من بني عمرو بن عوف فسلّم علي وضحك في وجهي فضحكت إليه لم ازده على ذلك فقلت : لا يترك ابن أبي طالب يا رسول الله زهوه ، فقال لك : مه أنّه ليس بذي زهو أما أنّك ستقاتله وأنت له ظالم. فاسترجع الزبير وقال : لقد كان ذلك ولكن الدهر أنسانيه ... (12)
12. تنبّأ النبي بقتال علي (عليه السلام) على تأويل القرآن ، روى أبو سعيد قال : كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فانقطعت نعله فتخلّف علي يخصفها فمشى قليلاً ثمّ قال : « إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله » فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر وقال أبو بكر : يعني علياً ، فأتيناه فبشرناه فلم يرجع به رأسه كأنّه قد سمعه من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) (13)
13. أخبر النبي بقتل كسرى وأنّ الله سلّط ابنه « شيرويه » عليه ، فقتله في شهر كذا وليلة كذا ، وذلك عندما كتب كسرى إلى « باذان » وهو باليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به ، فبعث باذان « بابويه » وكان كاتباً حاسباً ورجلاً آخر من الفرس فأعلما النبي بما قدما له ، فقال لهما رسول الله : أرجعا حتى تأتيان غداً ، فلمّا أتيا تنبّأ بقتل كسرى وأمر بهما أن يقولا لباذان : « ديني وسلطاني سيبلغ ملك كسرى وينتهي منتهى الخف والحافر » (14)
14. تنبّأ النبي بأنّه لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة وقد روى حصين عن أبيه جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النبي سمعته يقول : أنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ، قال ثمّ تكلم بكلام خفي علي ، فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلّهم من قريش (15)
هذا غيض من فيض ، وقليل من كثير ممّا يقف عليه المتتبع في مسانيد الحديث وصحاحه وجوامع التاريخ أتينا بها ، ليكون القارئ على بصيرة من الأمر ولا يصغي لدعوة العناصر المعاندة من رماة القول على عواهنه.
وأنت أيّها القارئ الكريم إذا درست حقيقة النبوّة وما أكرم الله سبحانه به أنبيائه من نفسيات وملكات كالعصمة والقداسة الروحية والنزاهة النفسية ، والعلم الذي لا يضلّون معه في شيء ، إلى كثير من كرائم وفضائل ، حتى جعلهم أكمل البشر خلقاً وخُلقاً ، وأصدقهم قولاً وأحاطهم بالرعاية ، وشملهم بالعناية ، كما قال سبحانه مخاطباً نبيّه الأكرم : { وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } ( الطور ـ 48 ) ، لوقفت أنّ التنبّؤ بالغيب والاخبار عن غابر الحوادث وطارئها ليس أمراً عجيباً في جنب ما منح الله لهم من عظائم المواهب ، وكرائم الفضائل.
فعند ذاك فلا غرو فيما اخبروا عن غابر الاُمور وطارئها مما نقلناه وما لم ننقله فإنّ النبوّة منصب إلهي خطير لا يستحقه إلاّ الأمثل فالأمثل من الناس وأفضلهم وأجمعهم للكمالات وأعلمهم بالحقائق والاُمور ، ممّن شملته العناية الالهية وتعلّم منه ما لم يكن يعلمه هو ولا قومه كما قال : { وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ } ( آل عمران ـ 48)
وقال سبحانه : { تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا } ( هود ـ 49 ) ، وقال سبحانه : { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ } ( يوسف ـ 68 ) ، وقال : { أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ } ( يوسف ـ 96 ) ، فعند ذاك فلا عجب إذا أخبروا بغابر الاُمور وطارئها ، أو بكل ما كان وما يكون من الحوادث باذن من الله سبحانه ف { أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }.
___________________
(1) راجع التاج ج 3 ص 256.
(2) راجع التاج الجزء الثالث ص 257.
(3) المصدر نفسه ج 5 ص 286 كتاب الفتن.
(4) المصدر نفسه ج 5 ص 295.
(5) عيون أخبار الرضا ج 1 ص 297 ، تاريخ بغداد ج 1 ص 135 الكامل للمبردج 2ص 132 ، نهج البلاغة ، عبده ، الخطبة 151.
(6) سيرة ابن هشام ج 2 ص 523.
(7) العقد الفريد ج 2 ص 283 ، مستدرك الحاكم ج 3 ص 194.
(8) تاريخ الخطيب ج 8 ص 340 وغيره.
(9) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 16 2 ط النجف وغيره من المصادر الوافرة.
(10) مسند أحمد ج 1 ص 456.
(11) سيرة ابن هشام ج 1 ص 497 ، اُسد الغابة ج 4 ص 46.
(12) مستدرك الحاكم ج 3 ص 366.
(13) مستدرك الحاكم ج 3 ص 23.
(14) الطبقات الكبرى ج 1 ص 260 ، تاريخ الكامل ج 2 ص 146 ، السيرة الحلبية ج 3 ص 278.
(15) صحيح مسلم ج 2 ص 191 ، ورواه غيره بصور متقاربة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|