أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/بلدان واماكن ومقامات/الإمام علي (عليه السلام)
أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا
أبو نصر ليث بن محمد بن نصر بن الليث البلخي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الصمد بن
مزاحم الهروي، سنة إحدى وستين ومائتين، قال: حدثني خالي عبد السلام بن صالح أبو
الصلت الهروي، قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري، قال: حدثنا أبو
هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: حج عمر بن الخطاب في إمرته، فلما افتتح
الطواف حاذى الحجر الأسود، ومر فاستلمه وقبله، وقال: أقبلك وإني لأعلم أنك حجر لا
تضر ولا تنفع، ولكن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بك حفيا ولولا أني رأيته يقبلك
ما قبلتك.
قال: وكان في الحجيج علي بن أبي طالب (عليه
السلام)، فقال: بلى والله إنه ليضر وينفع. قال: فبم قلت ذلك، يا أبا الحسن؟ قال:
بكتاب الله (تعالى). قال: أشهد أنك لذو علم بكتاب الله (تعالى)، فأين ذلك من
الكتاب؟ قال: قوله (تعالى): ﴿وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على
أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا﴾ وأخبرك أن الله (تعالى) لما خلق آدم مسح ظهره
فاستخرج ذريته من صلبه في هيئة الذر، فألزمهم العقل، وقررهم أنه الرب وأنهم
العبيد، فأقروا له بالربوبية، وشهدوا على أنفسهم بالعبودية، والله (عز وجل) يعلم
أنهم في ذلك في منازل مختلفة، فكتب أسماء عبيده في رق، وكان لهذا الحجر يومئذ
عينان وشفتان ولسان، فقال: افتح فاك، ففتح فاه فألقمه ذلك الرق، ثم قال له: اشهد
لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، فلما هبط آدم (عليه السلام) هبط والحجر معه،
فجعل في موضعه الذي ترى من هذا الركن، وكانت الملائكة تحج هذا البيت من قبل أن
يخلق الله (تعالي) آدم (عليه السلام)، ثم حجه آدم، ثم نوح من بعده، ثم هدم البيت
ودرست قواعده، فاستودع الحجر من أبي قبيس، فلما أعاد إبراهيم وإسماعيل بناء البيت
وبناء قواعده، واستخرجا الحجر من أبي قبيس بوحي من الله (عز وجل)، فجعلاه بحيث هو
اليوم من هذا الركن، وهو من حجارة الجنة، وكان لما انزل في مثل لون الدر وبياضه،
وصفاء الياقوت وضيائه، فسودته أيدي الكفار ومن كان يلمسه من أهل الشرك بعتائرهم .قال: فقال عمر: لا عشت في أمة لست فيها يا
أبا الحسن.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 476
تاريخ النشر : 2024-04-30