أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الموت والقبر والبرزخ/حب لقاء الله وذكر الموت وذم التعلق بالدنيا/الإمام الحسن (عليه السلام)
أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا الشريف
أبو عبد الله محمد بن محمد بن طاهر، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد،
قال: حدثنا أحمد ابن يوسف بن يعقوب الجعفي، قال: حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا
أبي، عن عاصم بن عمر الجعفي، عن محمد بن مسلم العبدي، قال: سمعت أبا عبد الله
(عليه السلام) يقول: كتب إلى الحسن بن علي (عليه السلام) قوم من أصحابه يعزونه عن
ابنة له. فكتب إليهم: " أما بعد، فقد بلغني كتابكم تعزوني بفلانة، فعند الله
احتسبها تسليما لقضائه، وصبرا على بلائه، فإن أوجعتنا المصائب، وفجعتنا النوائب بالأحبة
المألوفة التي كانت بنا حفية ، والاخوان المحبون الذين كان يسر بهم الناظرون، وتقر
بهم العيون، أضحوا قد اخترمتهم الأيام، ونزل بهم الحمام ، فخلفوا الخلوف، وأودت
بهم الحتوف، فهم صرعى في عساكر الموتى، متجاورون في غير محلة التجاور، ولا صلاة
بينهم ولا تزاور، ولا يتلاقون عن قرب جوارهم، أجسامهم نائية من أهلها، خالية من
أربابها، قد أجشعها إخوانها، فلم أر مثل
دارها دارا، ولا مثل قرارها قرارا، في بيوت موحشة، وحلول مخضعة، قد صارت في تلك
الديار الموحشة، وخرجت عن الدار المؤنسة، ففارقتها من غير قلى ، فاستودعتها
البلاء، وكانت أمة مملوكة، سلكت سبيلا مسلوكة، صار إليها الأولون، وسيصير إليها
الآخرون، والسلام ".
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 202
تاريخ النشر : 2024-03-31