أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الموت والقبر والبرزخ/البرزخ والقبر/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
قيل: لما ماتت فاطمة بنت أسد ام أمير
المؤمنين عليه السلام أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام باكيا فقال له النبي صلى
الله عليه واله: ما يبكيك ؟ لا أبكى الله عينك، قال: توفت والدتي يا رسول الله، قال
له النبي صلى الله عليه واله: بل ووالدتي يا علي فلقد كانت تجوع أولادها وتشبعني،
وتشعث أولادها وتدهنني، والله لقد كان في دار أبي طالب نخلة فكانت تسابق إليها
من الغداة لتلتقط، ثم تجنيه - رضي الله عنها - فإذا خرجوا بنو عمي تناولني ذلك،
ثم نهض عليه السلام فأخذ في جهازها وكفنها بقميصه صلى الله عليه واله، وكان في حال
تشييع جنازتها يرفع قدما ويتأنى في رفع الآخر، وهو حافي القدم، فلما صلى عليها كبر
سبعين تكبيرة، ثم لحدها في قبرها بيده الكريمة بعد أن نام في قبرها، ولقنها الشهادة،
فلما اهيل عليها التراب وأراد الناس الانصراف، جعل رسول الله صلى الله عليه
واله يقول لها: ابنك، ابنك، ابنك، لا جعفر، ولا عقيل، ابنك، ابنك: علي بن أبي طالب،
قالوا: يا رسول الله فعلت فعلا ما رأينا مثله قط: مشيك حافي القدم، وكبرت سبعين
تكبيرة، ونومك في لحدها، وقميصك عليها، وقولك لها: ابنك، ابنك، لا جعفر، ولا عقيل،
فقال صلى الله عليه واله: أما التأني في وضع أقدامي ورفعها في حال التشييع للجنازة
فلكثرة ازدحام الملائكة، وأما تكبيري سبعين تكبيرة فإنها صلى عليها سبعون صفا
من الملائكة، وأما نومى في لحدها فإني ذكرت في حال حياتها ضغطة القبر فقالت: واضعفاه،
فنمت في لحدها لأجل ذلك حتى كفيتها ذلك، وأما تكفيني لها بقميصي فإني ذكرت لها
في حياتها القيامة وحشر الناس عراة فقالت: واسوأتاه، فكفنتها به، لتقوم يوم القيامة
مستورة، وأما قولي لها: ابنك، ابنك، لا جعفر، ولا عقيل فإنها لما نزل عليها الملكان
وسألاها عن ربها فقالت: الله ربي، وقالا: من نبيك ؟ قالت: محمد
نبيي، فقالا: من وليك وإمامك ؟ فاستحيت أن تقول: ولدي، فقلت لها: قولي: ابنك علي
بن أبي طالب عليه السلام، فأقر الله بذلك عينها.
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 241 ]