أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الفقه وقواعده/الخمس والانفال/الإمام الصادق (عليه السلام)
أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن
عبد العزيز ابن نافع قال: طلبنا الاذن على أبي عبد الله عليه السلام وأرسلنا إليه،
فأرسل إلينا: ادخلوا اثنين اثنين، فدخلت أنا ورجل معي، فقلت للرجل: أحب أن تستأذن
بالمسألة فقال: نعم، فقال له: جعلت فداك إن أبي كان ممن سباه بنو أمية وقد علمت أن
بني أمية لم يكن لهم أن يحرموا ولا يحللوا ولم يكن لهم مما في أيديهم قليل ولا
كثير وإنما ذلك لكم فإذا ذكرت [رد] الذي كنت فيه دخلني من ذلك ما يكاد يفسد علي
عقلي ما أنا فيه فقال له: أنت في حل مما كان من ذلك وكل من كان في مثل حالك من
ورائي فهو في حل من ذلك، قال: فقمنا وخرجنا فسبقنا معتب إلى النفر القعود الذي
ينتظرون إذن أبي عبد الله عليه السلام، فقال لهم: قد ظفر عبد العزيز بن نافع بشئ
ما ظفر بمثله أحد قط، قد قيل له: وما ذاك؟ ففسره لهم، فقام اثنان فدخلا على أبي
عبد الله عليه السلام، فقال أحدهما: جعلت فداك إن أبي كان من سبايا بني أمية وقد
علمت أن بني أمية لم يكن لهم من ذلك قليل ولا كثير وأنا أحب أن تجعلني من ذلك في
حل، فقال: وذاك إلينا؟ ما ذاك إلينا، ما لنا أن نحل ولا أن نحرم ، فخرج الرجلان
وغضب أبو عبد الله عليه السلام فلم يدخل عليه أحد في تلك الليلة إلا بدأه أبو عبد
الله عليه السلام فقال: ألا تعجبون من فلان يجيئني فيستحلني مما صنعت بنو أمية، كأنه
يرى أن ذلك لنا!؟ ولم ينتفع أحد في تلك الليلة بقليل ولا كثير إلا الأولين فإنهما
غنيا بحاجتهما.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 545
تاريخ النشر : 2024-03-04