أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/مواضيع متفرقة/شخصيات/ابو طالب (عليه السلام)
أخبرني الشيخ الفقيه شاذان بإسناده إلى
الكراجكي يرفعه أن أبا جهل بن هشام جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله ومعه حجر
يريد أن يرميه به إذا سجد رسول الله صلى الله عليه وآله رفع أبو جهل يده فيبست
على الحجر ، فرجع وقد التصق الحجر بيده ، فقال له أشياعه من المشركين : أخشيت؟ قال
: لا ولكني رأيت بيني وبينه كهيئة الفحل يخطر بذنبه ، فقال في ذلك أبو طالب رضي الله
عنه وأرضاه هذه الابيات :
أفيقوا بني عمنا وانتهوا عن الغي في بعض ذا المنطق
وإلا فإني إذا خائف بوائق في داركم تلتقي
تكون لغاير كم عبرة ورب المغارب والمشرق
كما ذاق من كان من قبلكم ثمود وعاد فمن ذا بقي؟
غداة أتتهم بها صرصر وناقة ذي العرش إذ تستقي
فحل عليهم بها سخطة من الله في ضربة الازرق
غداة يعض بعرقوبها حسام من الهند ذو رونق
وأعجب من ذاك في أمركم عجائب في الحجر الملصق
بكف ، الذي قام من حينه إلى الصابر الصادق المتقي
فأثبته الله في كفه على رغم ذا الخائن الاحمق
ـ وأخبرني عبد
الحميد بإسناده إلى الشريف الموضح يرفعه قال : كان أبو طالب يحث ابنه عليا ويحضه
على نصر النبي صلى الله عليه وآله وقال علي عليه السلام : قال لي : يا بني الزم
ابن عمك فإنك تسلم به من كل بأس عاجل وآجل. ثم قال لي :
إن الوثيقة في
لزوم محمد فاشدد بصحبته علي يديكا
ـ وأخبرني شاذان
بن جبرئيل عن الكراجكي ، عن محمد بن علي بن صخر ، عن عمر بن محمد بن سيف ، عن محمد
بن محمد بن سليمان ، عن محمد بن صنو بن صلصال قال : قال كنت أنصر النبي صلى الله عليه
وآله مع أبي طالب قبل إسلامي ، فأني يوما لجالس بالقرب من منزل أبي طالب في شدة
القيظ إذ خرج أبو طالب إلي شبيها بالملهوف فقال لي : يا أبا الغضنفر هل رأيت هذين
الغلامين يعني النبي وعليا صلوات الله عليهما فقلت : ما رأيتهما مذ جلست ، فقال :
قم بنا في الطلب لهما فلست آمن قريشا أن تكون اغتالتهما ، قال : فمضينا حتى خرجنا
من أبيات مكة ، ثم صرنا إلى جبل من جبالها فاسترقينا إلى قلته فإذا النبي وعلي عن
يمينه وهما قائمان بإزاء عين الشمس يركعان ويسجدان ، قال فقال أبو طالب لجعفر ابنه
: صل جناح ابن عمك ، فقام إلى جنب علي ، فأحس بهما النبي صلى الله عليه وآله
فتقدمهما ، وأقبلوا على أمرهم حتى فرغوا مما كانوا فيه ، ثم أقبلوا نحونا فرأيت
السرور يتردد في وجه أبي طالب ، ثم انبعث يقول :
إن عليا وجعفرا
ثقتي عند ملم الزمان والنوب
لاتخذ لا وانصرا ابن عمكما أخي لامي من بينهم وأبي
والله لا أخذل
النبي ولا يخذله من بني ذو حسب
ـ وأخبرني عبد
الحميد بإسناده يرفعه إلى عمران بن حصين قال : كان والله إسلام جعفر بأمر أبيه ،
وذلك أنه مر أبو طالب ومعه ابنه جعفر برسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عن
يمينه ، فقال أبو طالب لجعفر : صل جناح ابن عمك ، فجاء جعفر فصلى مع النبي صلى الله
عليه وآله فلما قضى صلاته قال له النبي صلى الله عليه وآله : يا جعفر وصلت
جناح ابن عمك ، إن الله يعوضك من ذلك جناحين تطير بهما في الجنة ، فأنشأ أبو طالب
يقول :
إن عليا وجعفرا
ثقتي إلى قوله ( ذو حسب )
حتى ترون الرؤوس
طائحة منا ومنكم هناك بالقضب
نحن وهذا النبي
أنصره نضرب عنه الاعداء كالشهب
إن نلتموه بكل
جمعكم فنحن في الناس ألأم العرب
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 35 / صفحة [ 183 ]
تاريخ النشر : 2025-11-08