أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العلم والعلماء/أصناف الناس في العلم/الإمام الصادق (عليه السلام)
علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن جميل،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول يغدوا الناس على ثلاثة أصناف : عالم
ومتعلم وغثاء، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء .
- جاء في شرح أصول الكافي للمولي محمد صالح المازندراني
- ج ٢ - الصفحة ٤٣ : (وغثاء) إذا لم يكن هذا ولا ذاك، وهو بضم الغين المعجمة
والثاء المثلثة والمد ما يجيء فوق السيل من الزبد والوسخ والحشيش البالي والنبات
اليابس، والمراد به هنا أراذل الناس وأوباشهم وأدانيهم الذين أبطلوا قوتهم
الاستعدادية المقدرة لطلب الكمال بسوء عقائدهم وقبح أعمالهم وأفعالهم وإنما شبههم
به لاضطرابهم بسيول الشبهات وتقلبهم بصرصر الشهوات وتحركهم بريح المشتهيات من حال
إلى حال، ومن وضع إلى وضع، وعدم علمهم بمآل امورهم وموضع استقرارهم وعدم ثباتهم
على محل واحد من الاصول والفروع مثل الغثاء، أو لأن إيجادهم بالعرض وإنما المقصود
الأصلي إيجاد العالم والمتعلم لانتفاع الناس بهما كما أن إرسال الغثاء بالعرض،
وإنما المقصود الأصلي إرسال السيل ليبقى في الأرض وينتفع الناس به، أو لأن حركتهم
في امور الدين والدنيا ليست ذاتية بل بواسطة تحريك إبليس وجنوده كما أن حركة الغثاء
ليست ذاتية بل بواسطة تحريك السيل له ولانتفاء القوة الاستعدادية التي بها يمكن
الوصول إلى نهاية الكمال عنهم كانتفاء القوة الطبيعية الاستعدادية التي من شأنها
أن تحرك الحشيش والنبات إلى غاية كمالهما عن الغثاء وفي الأخير بعد لا يخفى.
والمراد بالقسم الأول الأئمة (عليهم السلام)، وبالثاني
شيعتهم ومواليهم، وبالثالث أصحاب الملل الفاسدة ...
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص34
تاريخ النشر : 2024-02-18