أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة الائمة عليهم السلام وما جاء في حقهم/الامام الصادق عليه السلام
حدثني أبي رفعه
قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لما نزلت الولاية وكان من قوله رسول الله صلى
الله عليه وآله بغدير خم : سلموا على علي بإمرة المؤمنين ، فقالا : من الله أو من
رسوله؟ فقال لهما : نعم حقا من الله ومن رسوله إنه أمير المؤمنين وإمام المتقين ، وقائد
الغر المحجلين ، يقعده الله يوم القيامة على الصراط ، فيدخل أولياءه الجنة ويدخل أعداءه
النار ، فأنزل الله عزوجل « ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها فقد جعلتم الله عليكم كفيلا
إن الله يعلم ما تفعلون » يعني قول رسول الله صلى الله عليه وآله من الله ومن
رسوله ، ثم ضرب له مثلا فقال : « ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا
تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ».
وفي رواية أبي
الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال : « التي نقضت غزلها » امرأة من بني تميم بن
مرة يقال لها رابطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب ، كانت حمقاء ،
تغزل الشعر فإذا غزلته نقضته ، ثم عادت فغزلته ، فقال الله : « كالتي نقضت غزلها من
بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم » قال : إن الله تبارك وتعالى أمر
بالوفاء ونهى عن نقض العهد فضرب لهم مثلا.
قال علي بن
إبراهيم : تتمة الكلام السابق في قوله تعالى « أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم »
فقيل يابن رسول الله نحن نقرؤها « هي أربى من امة » قال : ويحك وما أربى ـ وأومأ
بيده فطرحها ـ « إنما يبلوكم الله به » يعني بعلي بن أبي طالب يختبركم « وليبينن
لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة » قال : على
مذهب واحد وأمر واحد « ولكن يضل من يشاء » قال : يعذب بنقض العهد « ويهدي من يشاء
» قال : يثيب « ولتسألن عما كنتم تعملون » قوله : « ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم
» قال : هو مثل لأمير المؤمنين عليه السلام « فتزل قدم بعد ثبوتها » يعني بعد
مقالة النبي صلى الله عليه وآله فيه « وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله »
يعني عن علي « ولكم عذاب عظيم ».
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 36 / صفحة [ 253 ]
تاريخ النشر : 2025-12-16