التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الصادق (عليه السلام)
الحسين بن محمد
، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن أورمة وعلي بن عبد الله ، عن علي بن حسان ، عن عبد
الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، في قول الله تعالى : ( إِنَّ
الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى
) فلان .. وفلان .. وفلان ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
قلت : قوله
تعالى : ( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ
سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) قال : نزلت والله فيهما وفي أتباعهما ، وهو
قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله
: ( ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) في علي (
سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) قال :دعوا بني أمية إلى ميثاقهم ألا يصيروا
الأمر فينا بعد النبي صلى الله عليه وآله ولا يعطونا من الخمس شيئا ، وقالوا :
إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شيء ، ولم يبالوا أن لا يكون الأمر فيهم ، فقالوا
: ( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ) الذي دعوتمونا إليه ـ وهو الخمس ـ أن لا
نعطيهم منه شيئا ، وقوله : ( كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ ) والذي نزل الله ما افترض
على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم
، فأنزل الله : ( أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ
أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ ) ... الآية.
ـ بالإسناد
المتقدم ، عن أبي عبد الله عليه السلام : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ
بِظُلْمٍ ) قال : نزلت فيهم ، حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم
وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام ، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول
ووليه ( فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ).
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 30 / صفحة [ 264 ]
تاريخ النشر : 2025-08-17