ما إن يحذر أحد من خطف التظاهرات الشعبية المطلبية حتى ينبري له من يقولون: quotدعك من نظرية المؤامرةquot، فيما تتدفق نحوه الشتائم من كل حدب وصوب فضلا عن اتهامه بالتشكيك بالتظاهرات.
نظرية المؤامرة (Conspiracy Theory) هو مصطلح يشير إلى تفسيرٍ لحدث أو موقف اعتماداً على مؤامرة مفترضة، وهي أفعال غير قانونية أو مؤذية تقوم بها حكومة أو جهات أخرى قوية.
وفقاً للعالم السياسي مايكل باركون، تعتمد نظريات المؤامرة على نظرة أن الكون محكوم بتصميم ما، وتتجسد في ثلاث مبادئ: لا شيء يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه. ورد هذا المصطلح لأول مرة في مقالة اقتصادية عام 1920، ولكن جرى تداوله في العام 1960، وتمت بعد ذلك إضافته إلى قاموس أكسفورد عام 1997.
أما تعريف quotالمؤامرةquot المعاصر فهو
quotالحالة التي يوافق فيها شخصين أو أكثر على إنجاز عمل غير قانوني أو لا أخلاقيا وقانونيا فيما تعرف المؤامرة قانونيا بانها quotإتفاقية بين طرفين أو أكثرعلى خطة محددة لتنفيذ غرض غير قانوني أو لتنفيذ غرض قانوني بوسائل غير قانونية، وغالباً ما تكون المؤامرة سريّة، تتجلى عبر أفعال مكشوفة لا تبدو أنها على صلة بهاquot. ويقوم البعض، عبر عمليات ربط وتحليل أو أخذ العلم عبر مصادر معلومات خاصة، بكشف المؤامرة مما يؤدي الى إحباطها. هنا اخترعوا سلاحاً يحبط عملية كشف المؤامرات هو مصطلح quotنظرية المؤامرةquot للتشكيك في صدقية أي حديث عن وجودها. البعض قام بتوصيف نظرية المؤامرة بالمرض النفسي واصماً به من يعمد الى كشف المؤامرة، ودافعا الناس الى الابتعاد عن الكشف خشية وضعهم في خانة المرضى النفسيين.
من هنا فان المؤامرة هي حدث واقع، فيما نظرية المؤامرة هي تصوّر مؤامرات مفترضة، وهنا فان وصف من يشكك بخلفيات حدث أو كشف مؤامرة قائمة، يوصم بانتهاجه نظرية المؤامرة، من أجل تسفيه كشفه والقول بان ما يتحدث عنه لا وجود له في الواقع.
من يتابع منشورات الضباط السابقين في أجهزة مخابرات كبيرة سيكتشف حجم المؤامرات التي يكشفون عنها ضمن عملهم. جون بيركنز يتحدث في كتابه quotالاغتيال الاقتصاديquot عن حجم هائل من مؤامرات المخابرات الأميركية ضد دول فقيرة ونامية من خلال السياسات الاقتصادية، ومع ذلك ستجد من يقول لك: انت تعتمد نظرية المؤامرة.
هكذا يجري تحصين المؤامرات من جهود كشفها واحباطها، وجعل ضحايا المؤامرات يدافعون عنها بأنفسهم.