أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/فضل الامام ومنزلته وكرامته/الإمام الحسن (عليه السلام)
الدقاق ، عن الكليني
، عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري أن العالم كتب إليه يعني الحسن
بن علي عليهما السلام أن الله عزوجل بمنه ورحمته
لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض عليكم لحاجة منه إليه ، بل رحمة منه إليكم ، لا إله
إلا هو ، ليميز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم ، وليمحص ما في قلوبكم ، ولتتسابقوا
إلى رحمته ولتتفاضل منازلكم في جنته ، ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء
الزكاة والصوم والولاية ، وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض ، ومفتاحا إلى سبيله
، ولولا محمد ، والاوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم ، لا تعرفون فرضا من الفرائض
، وهل يدخل قرية إلا من بابها؟ فلما من الله عليكم بإقامه الاولياء بعد نبيكم قال الله
عزوجل : « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا » وفرض
عليكم لأوليائه حقوقا أمركم بأدائها ، ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم
ومأكلكم ومشربكم ، ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة ، وليعلم من يطيعه منكم بالغيب
، وقال الله تبارك وتعالى : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » فاعلموا
أن من بخل فإنما يبخل عن نفسه ، إن الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه ، لا إله إلا
هو ، فاعلموا من بعد ما شئتم ، فسيرى الله عملكم ، ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم
الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين. والحمد لله رب العالمين.
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 99 ]