أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/مواضيع متفرقة/الكلام في العقيدة/الامام المهدي عليه السلام
سعد بن عبد الله
القمي قال : سألت القائم عليه السلام في حجر أببه فقلت : أخبرني يا مولاي عن
العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم ، قال : مصلح أو مفسد؟ قلت: مصلح ،
قال : هل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من
صلاح أو فساد؟ قلت : بلى ، قال : فهي العلة ، أيدتها لك ببرهان يقبل ذلك عقلك؟ قلت
: نعم ، قال : أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله ، وأنزل عليهم الكتب، وأيدهم
بالوحي والعصمة إذ هم أعلام الامم ، وأهدى أن لو ثبت الاختيار ، ومنهم موسى
وعيسى عليهما السلام ، هل يجوز مع وفور
عقلهما وكمال علمهما إذا هما بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه
مؤمن؟ قلت : لا ، قال : فهذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي
عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لم يشك في إيمانهم
وإخلاصهم ، فوقعت خيرته على المنافقين ، قال الله عزوجل : « واختار موسى قومه
سبعين رجلا لميقاتنا» الآية ، فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعا
على الافسد دون الاصلح وهو يظن أنه الاصلح دون الافسد علمنا أن لا اختيار لمن لا
يعلم ما تخفي الصدور ، وما تكن الضمائر ، وتنصرف عنه السرائر وأن لا خطر لاختيار
المهاجرين والانصار، بعد وقوع خيرة الانبياء على ذوي الفساد لما أرادوا أهل الصلاح.
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 68 ]