أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي قدس سره: " إماما
" أي يؤتم به في امور الدين " ورحمة " أي نعمة من الله على عباده،
أو ذا رحمة أي سبب الرحمة لمن آمن به "
الكتاب " يعني التوراة " فاختلف فيه " أي قومه اختلفوا
في صحته " ولولا كلمة سبقت " أي لولا خبر الله السابق بأنه يؤخر الجزاء
إلى يوم القيامة للمصلحة " لقضي بينهم
" أي لعجل الثواب والعقاب لأهله " وإنهم لفي شك منه،
أي من وعد الله ووعيده " بأيام الله " أي بوقائع الله في الامم الخالية وإهلاك
من هلك منهم، أو بنعم الله في سائر أيامه كما روي عن أبي عبد الله عليه السلام
أو الاعم منهما " في الكتاب " أي القرآن " إنه كان مخلصا "
قرأ أهل الكوفة بفتح اللام أي أخلصه الله
بالنبوة، والباقون بكسرها أي أخلص العبادة لله، أو نفسه
لأداء الرسالة " من جانب الطور " الطور:
جبل بالشام، ناداه الله من جانبه اليمين وهو يمين موسى، وقيل: من الجانب الايمن من
الطور، يريد حيث أقبل من مدين ورأى النار في الشجرة، وهو قوله:
" يا موسى إني أنا الله رب العالمين ". " وقربناه نجيا " أي
مناجيا كليما، قال ابن عباس: قربه الله وكلمه، ومعنى
هذا التقريب أنه أسمعه كلامه، وقيل: قربه حتى سمع
صرير القلم الذي كتبت به التوراة، وقيل: " قربناه " أي رفعنا منزلته حتى
صار محله منا في الكرامة محل من قربه مولاه
في مجلس كرامته فهو تقريب كرامة واصطفاء لا تقريب
مسافة وإدناء " ووهبنا له " أي أنعمنا عليه بأخيه هارون وأشركناه في
أمره " الفرقان " أي التوراة يفرق بين الحق والباطل، وقيل: البرهان الذي
يفرق به بين حق موسى وباطل فرعون، وقيل: هو فلق البحر
" وضياء " هو من صفة التوراة أيضا، أي استضاؤوا
بها حتى اهتدوا في دينهم. " فلا تكن في مرية من لقائه " أي في شك من لقائك
موسى ليلة الاسراء بك إلى السماء، عن ابن عباس، وقد ورد في الحديث أنه قال: رأيت
ليلة أسرى بي موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شبوة، ورأيت عيسى
بن مريم رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس. فعلى هذا فقد وعد صلى
الله عليه وآله أنه سيلقى موسى عليه السلام قبل أن يموت، وقيل: فلا تكن في مرية من
لقاء موسى إياك في الآخرة، وقيل: من لقاء موسى الكتاب، وقيل: من لقاء
الاذى كما لقي موسى " وجعلناه " أي موسى أو الكتاب
" وجعلنا منهم أئمة " أي رؤساء في الخير يقتدى بهم، يهدون إلى أفعال
الخير بإذن الله، وقيل: هم الانبياء الذين
كانوا فيهم " لما صبروا " أي لما صبروا جعلوا أئمة
" وكانوا بآياتنا يوقنون " لا يشكون فيها. " ولقد مننا على موسى
وهارون " أي بالنبوة والنجاة من فرعون وغيرهما
من النعم الدنيوية والأخروية " من الكرب العظيم
" من تسخير قوم فرعون إياهم واستعمالهم في الاعمال الشاقة، وقيل: من الغرق
" الكتاب المستبين " يعني التوراة الداعي
إلى نفسه بما فيه من البيان " وتركنا عليهما "
الثناء الجميل " في الآخرين " بأن قلنا: " سلام على موسى و هارون
" موسى اسم مركب من اسمين بالقبطية فمو هو الماء،
وسى: الشجر، وسمي بذلك لان التابوت الذي كان فيه
موسى وجد عند الماء والشجر، وجدته جواري آسية وقد خرجن ليغتسلن، وهو موسى بن
عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام. وقال الثعلبي: هو موسى بن عمران
بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام قال أهل العلم بأخبار الاولين وسير
الماضين: ولد ليعقوب عليه السلام لاوي وقد مضى من عمره تسع وثمانون سنة، ثم إن لاوي
بن يعقوب نكح نابتة بنت ماوي بن يشجر فولدت له عرشون ومرزى ومردى وقاهث
بن لاوي، وولد للاوي قاهث بعد أن مضى من عمره ست
وأربعون سنة، فنكح قاهث بن لاوي قاهي بنت مبنير بن بتويل بن إلياس فولدت له
يصهر، وتزوج يصهر شمبت بنت بتاويت بن بركيا بن يقشان بن إبراهيم فولدت له عمران
وقد مضى من عمره ستون سنة، وكان عمر يصهر مائة وسبعا وأربعين سنة، فنكح عمران
بن يصهر نخيب بنت إشموئيل بن بركيا بن يقشان بن إبراهيم فولدت له هارون وموسى،
واختلف في اسم امهما فقال محمد بن إسحاق: نخيب، وقيل: أفاحية، وقيل: بوخائيد وهو المشهور،
وكان عمر عمران مائة وسبعا وثلاثين سنة، وولد له موسى وقد مضى من عمره
سبعون سنة، ونحوه ذكر ابن الاثير في الكامل.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [2]
تاريخ النشر : 2024-08-14