أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/وقائع الرسول/الإمام علي (عليه السلام)
في خبر اليهودي الذي سأل
أمير المؤمنين عليه السلام عن خصال الاوصياء فقال عليه السلام فيما قال: وأما الخامسة
يا أخا اليهود فإن قريشا والعرب تجمعت وعقدت بينها عقدا وميثاقا لا ترجع من وجهها
حتى تقتل رسول الله صلى الله عليه وآله، وتقتلنا
معه معاشر بني عبد المطلب، ثم أقبلت بحدها وحديدها حتى أناخت علينا بالمدينة
واثقة بأنفسها فيما توجهت له، فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه
وآله فأنبأه بذلك، فخندق على نفسه ومن معه من المهاجرين والانصار، فقدمت قريش فأقامت
على الخندق محاصرة لنا، ترى في أنفسها القوة وفينا الضعف، ترعد وتبرق، ورسول الله
صلى الله عليه وآله يدعوها إلى الله عزوجل، ويناشدها بالقرابة والرحم، فتأبى ولا
يزيدها ذلك إلا عتوا، وفارسها وفارس العرب يومئذ عمرو بن عبد ود يهدر كالبعير المغتلم
يدعو إلى البراز ويرتجز، ويخطر برمحه مرة، وبسيفه مرة ، لا يقدم عليه مقدم
ولا يطمع فيه طامع، لا حمية تهيجه، ولا بصيرة تشجعه، فانهضني إليه رسول الله
صلى الله عليه وآله، وعممني بيده، وأعطاني سيفه هذا - وضرب بيده إلى ذي الفقار -
فخرجت إليه ونساء أهل المدينة بواكي إشفاقا علي من ابن عبد ود، فقتله الله عزوجل بيدي
والعرب لا تعد لها فارسا غيره، وضربني هذه الضربة وأومأ بيده إلى هامته، فهزم الله
قريشا والعرب بذلك، وبما كان مني فيهم من النكاية، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه
فقال: أليس كذلك ؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 20 / صفحة [243]
تاريخ النشر : 2024-06-29