النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/عقيدة النبوة الخاصة/نور الرسول وفضله وما اعطاه الله/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أخبرنا أبو عبد
الله محمد بن محمد بن النعمان، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي، قال: حدثنا
النعمان بن أحمد القاضي الواسطي ببغداد، قال: وأخبرنا إبراهيم بن عرفة النحوي، قالا:
حدثنا أحمد بن رشيد بن خثيم الهلالي، قال: حدثنا عمي سعيد، قال: حدثنا مسلم الملائي
، قال: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: والله يا رسول الله، لقد أتيناك
وما لنا بعير يئط ولا غنم تغط ، ثم أنشأ يقول :
أتيناك يا خير البرية
كلهـــــــا * لترحمنا مما لقيـــــــــــنا من الأزل
أتيناك والعذراء
يدمى لبانــــها * وقد شغلت أم البنين عن الطـــــــفل
وألقى بكفيه الفتى
استـــــــكانة * من الجوع ضعفا ما يمر ولا يحــلي
ولا شئ مما يأكل
الناس عندنا * سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل
وليس لنا إلا إلـــــــيك
فـرارنا * وأين فرار الناس إلا إلى الرســـــــل .
فقال رسول الله
(صلى الله عليه وآله) للصحابة : إن هذا الاعرابي يشكو قلة المطر وقحطا شديدا.
ثم قام يجر رداءه
حتى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وكان فيما حمده به أن قال: الحمد لله الذي علا
في السماء وكان عاليا، وفي الأرض قريبا دانيا أقرب إلينا من حبل الوريد؟ ورفع يديه
إلى السماء وقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريئا، مريعا، غدقا، طبقا، عاجلا غير رائث
، نافعا غير ضار، تملأ به الزرع، وتنبت الزرع، وتحيي به الأرض بعد موتها.
فما رد يده إلى
نحره حتى أحدق السحاب بالمدينة كالإكليل، والتقت السماء بأرواقها ، وجاه أهل البطاح
يضجون: يا رسول الله، الغرق الغرق.
فقال رسول الله
(صلى الله عليه وآله): اللهم حوالينا ولا علينا، فانجاب السحاب عن السماء، فضحك رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، وقال: لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه، من ينشدنا
قوله؟
فقام عمر بن الخطاب
، فقال : عسى أردت ، يا رسول الله :
وما حملت من ناقة
فوق ظهرها * أبر وأوفى ذمه من محمد .
فقال رسول الله
(صلى الله عليه وآله): ليس هذا من قول أبي طالب، هذا من قول حسان بن ثابت.
فقام علي بن أبي
طالب (عليه السلام) وقال: كأنك أردت، يا رسول الله :
وأبيض يستسقى الغمام
بوجهه * ربيع اليتامى عصمة للأرامل
تلوذ به الهلاك
من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضـــــل
كذبتم وبيت الله
يبزى محمد * ولما نماصــــــع دونه ونقــــاتل
ونسلمه حتى نصرع
حوله * ونذهل عن أبنـــــائنا والـــحلائل .
فقال رسول الله
(صلى الله عليه وآله): أجل .
فقام رجل من بني
كنانة، فقال :
لك الحمد والحمد
ممن شكر * سقـــينا بوجه النبي المطر
دعا الله خالقه
دعــــــــــوة * وأشخص منه إليه البـــصر
فلم يك إلا كإلقا
الـــــــــردا * وأسرع حــــتى أتانا الدرر
دفاق العزالي جم
البـــــعاق * أغـــــاث به الله غليا مضر
فكان كما قاله عمــــــــــــه
* أبو طـــــالب ذا رواء غزر
به الله يسقي صيوب
الغمام * فهذا العـــــــيان وذاك الخبر
فقال رسول الله
(صلى الله عيه وآله): يا كناني بوأك الله بكل بيت قلته بيتا في الجنة.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 74
تاريخ النشر : 2024-06-20