التفسير بالمأثور/النبوة/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أبي وابن الوليد معا، عن سعد، عن ابن
عيسى، عن ابن معروف، عن ابن مهزيار، عن الحسن
بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل القرشي، عمن حدثه، عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن جبرئيل نزل علي بكتاب فيه خبر الملوك
ملوك الارض قبلي، وخبر من بعث قبلي من الانبياء والرسل - وهو حديث طويل أخذنا
منه موضع الحاجة إليه - قال: لما ملك اشبخ بن أشجان وكان يسمى الكيس وملك مائتي
سنة وستا وستين سنة، ففي سنة إحدى وخمسين من ملكه بعث الله عيسى بن مريم عليه السلام
واستودعه النور والعلم والحكمة وجميع علوم الانبياء قبله، وزاده الانجيل،
وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى كتابه وحكمته وإلى الايمان
بالله وبرسوله، فأبى أكثرهم إلا طغيانا وكفرا، فلما لم
يؤمنوا به دعا ربه وعزم عليهم فمسخ منهم شياطين
ليريهم آية فيعتبروا فلم يزدهم إلا طغيانا وكفرا، فأتى بيت المقدس يدعوهم ويرغبهم
فيما عند الله ثلاثا وثلاثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت أنها عذبته ودفنته
في الارض حيا، وادعى بعضهم أنهم قتلوه وصلبوه، وما كان الله ليجعل لهم عليه سلطانا،
وإنما شبه لهم، وما قدروا على عذابه ودفنه ولا على قتله وصلبه، قوله عزوجل: "
إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا " فلم يقتدروا على قتله وصلبه لأنهم
لو قدروا على ذلك كان تكذيبا لقوله ولكن رفعه الله إليه بعد أن توفاه، فلما
أراد الله أن يرفعه أوحى إليه أن يستودع نور الله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمون
الصفا خليفته على المؤمنين، ففعل ذلك فلم يزل شمعون يقوم بأمر لله عزوجل، ويهتدي
بجميع مقال عيسى عليه السلام في قومه من بني إسرائيل ويجاهد الكفار، فمن أطاعه
وآمن به وبما جاء به كان مؤمنا، ومن جحده وعصاه كان كافرا حتى استخلصه ربنا عزوجل،
وبعث في عباده نبيا من الصالحين وهو يحيى بن زكريا عليه السلام فمضى شمعون وملك
عند ذلك أردشير.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [249]
تاريخ النشر : 2024-05-24