يا طالب العلم ..
إنّ الأساتذة الثابتون والأصدقاء الصالحون من نعم الله تعالى التي يعجزنا شكرها، كما هو الحال في كل نعم الله تعالى التي لا تُعد ولا تُحصى، حيث أن يرزق العبد في حياته أساتذة همهم حفظ الموازين الشرعية، ثابتون على الحق، مستقيمون على الطريق القويم.
فهؤلاء الأساتذة ليسوا ناقلين للعلم فحسب أو من الملقنين للمعلومات، بل هم انوار هداية، ودعاة خير، يحسنون التعليم لطلابهم على ما يحبه الله ويرضاه حججه عليهم السلام.
إن وجود معلم ثابت راسخ، متمسك بالشريعة، صادق بالنصح، لهو نعمة عظيمة تفتح أمام الطالب أبواب الفهم والوقاية من مضلات الفتن، وتقيه الانحراف والزلل، والجهل والخطل يختصروز له طريق في طلب العلم والعمل به.
وللأستاذ الحقّ الثابت حق كبير، وفضل عميم، لا تقتصر فيها على الاحترام والتقدير الظاهري فحسب، بل تشمل الدعاء له بظهر الغيب، ونشر علمه، والوفاء له، والاعتراف بجميله، وحسن الأدب معه حاضراً وغائباً حيّاً وميتاً. كيف لا، وهو سبب في لزوم تلميذه طريق الهدى، ويفتح له أبواب الهداية والفهم فحقه عليه أن يذكره بخير، ويدعو له بأن يجزيه الله خير الجزاء، وأن يخلص له المودّة والوفاء.
وكذلك من نعمه تعالى أن يرزقنا الله تعالى صحبة صالحة من الأصدقاء والزملاء الذين يعينونك على طاعة الله سبحانن، ويدفعونه نحو اكتساب الفضائل. فالمرء كثيرٌ بإخوانه، إن وجود الصديق الصادق الناصح، يحملك على الخير إذا ضعفت، ويذكّرك بالله إذا غفلت، ويعينك على المكارم ويصرفك عن المساوئ، هو من أعظم ما يمنّ الله به على عبده.
وللأصدقاء الصالحين كذلك حقوق كثيرة، كالوفاء والإخلاص والنصح الصادق والدعاء في الغيب، ومساندتهم في الشدّة والرخاء. فهم رفقاء الدرب، وأعوان الصدق، وحُراس العلم. ولذا كان من اللازم على كل عاقل أن يحرص على هذه النعمة، وأن يحسن إلى أصحابه، ويتغافل عن زلاتهم، ويحفظ ودّهم، ويكون لهم كما يحبّ أن يكونوا له ويتعامل معهم على أنّهم نعمة.
ولنعلم جميعاً أن اجتماع هاتين النعمتين، نعمة الأستاذ النافع، و الصديق الدافع للخير، هو من أوضح دلائل عناية الله بعبده. فمن وفق لذلك، فقد رُزق خيرًا كثيرًا، وحُفّ بحفظ الله وتوفيقه، وسلك سبيل الناجين. وقد قيل: إذا أراد الله بعبد خيرًا رزقه عالما وصديقا صالحا.
فينبغي لنا إذن أن نستشعر هذه النعم، وأن نحمد الله تعالى عليها ليلا ونهارا، وأن نحافظ عليها حق المحافظة، فإن نعم الله إن لم تُشكر زالت، وإن شُكرت دامت ونمت.
السيّد رياض الفاضليّ







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN