من الصفات الحميدة والجميلة التي يجب ان توجد عند الانسان هي صفة (التواضع) ويقصد بصفة التواضع هو (التذلل)، وهو ضد الكبر والتكبر والاستعلاء، وهو الخضوع النابع من الشعور بالقوة والعزة، وطيب الباطن، وتقدير الآخرين واحترامهم، ولا يقصد به الذلة النابعة من الشعور بالنقص، والضعف والحقارة، والحاجة الى الآخرين، وان كان من التواضع معرفة قدر النفس، ان المرء حينما يشعر أنه عبد كريم لله، وأن تواضعه لإخوانه المؤمنين وعموم الناس الطيبين انما هو تواضع لله، فإنه يشعر بالعزة والاحترام والرفعة، لا بالذلة والضعة.
ويعتبر التواضع من الأسس الضرورية الهامة والفنية في معاملة الناس، وعن طريقه يدخل الانسان الى قلوبهم، ويكسبهم، ويجعلهم يحبونه وينجذبون اليه، أما المتكبر والمستعلي فلا ينجذب الناس اليه، وينفرون منه.
البعض من الناس يتصور ان التواضع إذلال للنفس لا ينبغي إتيانه، وهذا تصور خاطئ وهناك قسم آخر منهم يتكبرون، ويستعلون اذا تذلل الاخرون لهم بل ويذهبون الى تعميق الشعور بالضعة في الآخرين، وقد يتصورون أنهم أرفع منزلة من الآخرين وأكبر، وأنهم يستحقون تواضع الناس لهم، وهذا ليس من الصحة في شيء، وقد سئل الامام الرضا (عليه السلام): ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعاً، فقال: (التواضع درجات: منها ان يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم، لا يحب ان يأتي الى أحد إلا مثل ما يؤتى اليه، إن رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ، عاف عن الناس، والله يحب المحسنين).
قال الامام علي (عليه السلام): (التواضع زكاة الشرف).
وقال (عليه السلام): (التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه).
اذن على الجميع ان يتصف بهذه الصفة وهي (التواضع) لأنها رفعة للمرء، ومرقاة الى الوقار والشرف.







د.فاضل حسن شريف
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN