هناك أمور يقوم بها الفرد عند لقاءه بالناس بعد (السلام عليهم) تكون مقدمة للتعامل معهم، وهذه المقدمة يجب أن تتوسم بالحسن والجمال لكي تكون المعاملة معهم حسنة، ويجب أن يكون حال الفرد في لقائه الناس والتقائه بهم، كالوردة التي تستقبل المقبلين عليها بالمنظر الحسن والجميل والرائحة الزكية، ومن حسن اللقاء بالناس ان يكون حسن البشر، وطلاقة الوجه، والتبسم، والبشاشة، وطيب الكلام، وكذلك من الآداب الحسنة التي يجب ان تكون موجودة عند الفرد في لقاء الإخوة والناس هو (التصافح أو المصافحة)، وهي أن يمسك كل من الشخصين المتلاقين كف الآخر بالطريقة المتعارف عليها، والمعروفة بين الناس.
وربما يتبادر سؤال عند الناس وهو ما الداعي الى المصافحة بين الناس؟ وما فائدتها؟ إن المصافحة المخلصة بين الناس هي تعبير عن الإخاء والمحبة والسلم والوئام بين الشخصين الملتقين، وهي ليست حركة فارغة يؤديها المرء، بل هي حركة ذات معنى ومغزى، وان مغزاها هو التعبير عن حالة الإخاء والحب والموافقة والوئام مع الشخص الآخر، هذا من باب، ومن باب اخر أنها تعمل على إزالة الأوزار والاحقاد والاغلال النفسية من قلوب الأشخاص المتصافحين.
حيث يقول الإمام علي (عليه السلام): (إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب).
ويقول الرسول (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (تصافحوا فإنه يذهب بالغل).
ـ من كان يحمل في قلبه شيئا ما على أخيه، أو على شخص اخر من الناس؟ أو من كان يحمل علينا شيئا ما في قلبه؟ فلنجرب المصافحة معه، فإن المصافحة تصهر الجليد المتراكم على القلوب.
والمصافحة هي ليست وسيلة لجلي الأغلال عن القلوب فحسب، بل هي وسيلة لجلي العدوان عنها، فقد يصافح أمرئ عدوه فيتحول هذا العدو الى ولي حميم له.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (صافح عدوك وإن كره، فإنه مما أمر الله - عز وجل - به عباده، ويقول: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35].
وهناك امر يجب التنبه اليه يرتبط بالمصافحة بين الجنسين، فلا يجوز للرجل ان يصافح المرأة التي هي غير ذات محرم (*) بالنسبة له، كما لا يجوز للمرأة ان تصافح الرجل غير ذي المحرم بالنسبة لها، إلا من وراء الثوب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) المرأة ذات المحرم بالنسبة للرجل هي التي لا يجوز له أن يتزوجها، وغير ذات المحرم هي التي يجوز له أن يتزوجها، والرجل ذو المحرم بالنسبة للمرأة هو من لا يجوز لها أن تتزوجه، وغير ذي المحرم هو من يجوز لها أن تتزوجه.







د.فاضل حسن شريف
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN